الأخبار
"عملية بطيئة وتدريجية".. تفاصيل اجتماع أميركي إسرائيلي بشأن اجتياح رفحالولايات المتحدة تستخدم الفيتو ضد عضوية فلسطين الكاملة بالأمم المتحدةقطر تُعيد تقييم دورها كوسيط في محادثات وقف إطلاق النار بغزة.. لهذا السببالمتطرف بن غفير يدعو لإعدام الأسرى الفلسطينيين لحل أزمة اكتظاظ السجوننتنياهو: هدفنا القضاء على حماس والتأكد أن غزة لن تشكل خطراً على إسرائيلالصفدي: نتنياهو يحاول صرف الأنظار عن غزة بتصعيد الأوضاع مع إيرانمؤسسة أممية: إسرائيل تواصل فرض قيود غير قانونية على دخول المساعدات الإنسانية لغزةوزير الخارجية السعودي: هناك كيل بمكياليين بمأساة غزةتعرف على أفضل خدمات موقع حلم العربغالانت: إسرائيل ليس أمامها خيار سوى الرد على الهجوم الإيراني غير المسبوقلماذا أخرت إسرائيل إجراءات العملية العسكرية في رفح؟شاهد: الاحتلال يمنع عودة النازحين إلى شمال غزة ويطلق النار على الآلاف بشارع الرشيدجيش الاحتلال يستدعي لواءين احتياطيين للقتال في غزةالكشف عن تفاصيل رد حماس على المقترح الأخير بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرىإيران: إذا واصلت إسرائيل عملياتها فستتلقى ردّاً أقوى بعشرات المرّات
2024/4/20
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

ما هو المطلوب من المُرَحَلين إلى آستانة؟!بقلم: موفق السباعي

تاريخ النشر : 2017-01-26
ما هو المطلوب من المُرَحَلين إلى آستانة؟!

أولاً: من المعروف أن آستانة ليست جنيف ولا فيينا!!!

بمعنى آخر.. أن جنيف وفيينا هما مدينتان عريقتان عبر العصور.. في احتضان المفاوضات.. بين الدول أو بين الجماعات.. والأحزاب على مدى أكثر من مائة عام..

أما آستانة.. فهي مدينة نكرة.. موجودة في آسيا الوسطى.. خاضعة للدب الروسي.. لا تعرف شيئاً عن  المفاوضات.. ولا تؤمن بها.. وحكامها عبيد للقيصر..

ثانياً: وهذا يعني.. بأن المُرَحَلين إليها.. قد رُحِلوا.. لأجل البصم.. والتوقيع.. وليس للمفاوضات.. لأنها ليست مكانا معهودا للمفاوضات!!!

ولكن.. قد يُسمح لهم بالكلام.. للتنفيس عن همومهم.. وأحزانهم.. ولكن لن يكون له أي قيمة.. أو أي اعتبار.. أو تغيير في الخطة المكتوبة!!!

بدليل.. أن الدب الروسي.. في تاريخه الطويل كله.. لم يعرف يوماً ما.. لغة الحوار.. ولا أبجديات المفاوضات.. إلا في حالات نادرة جداً!!!

هو لا يفهم.. إلا لغة الرصاص.. والقوة العسكرية.. وإصدار الأوامر العسكرية.. منذ أيام القيصر الحقيقية قبل حدوث الثورة الحمراء في 1917..

لذلك:

حينما احتاج الدب.. أن يتكلم مع الأسد.. أرسل له طائرة شحن عسكرية.. لشحنه من دمشق.. إلى موسكو!!!

فأُعطاه الأوامر.. والتعليمات.. ثم أعادته طائرة الشحن العسكرية.. إلى دمشق.. محفوفاً بالرعاية الروسية!!!

ثم لما احتاج إلى الأسد مرة أخرى.. وبشكل سريع.. شُحِن مرة ثانية.. من دمشق.. إلى قاعدة حميم المحتلة من الدب.. ليعطيه عسكري روسي.. أوامر جديدة!!!

ثالثاً: المُرَحلون إلى آستانة.. هم من المقاتلين.. الذين لا يفقهون شيئاً في لغة السياسة.. ولا حتى لغة القتال.. وهم صبيان صغار.. لا يزالون يحبون.. في بداية طريق الحياة!!!

وأظهرت الأحداث.. والوقائع الميدانية.. طوال الست سنوات.. أن كثيراً منهم.. هم من حثالة الشعب.. من النصابين.. والحرامية.. واللصوص.. وبالخصوص ما يسمى جيش الإستسلام.. وأنهم ركبوا موجة الثورة.. وحملوا السلاح.. ليتعيشوا.. ويثروا على دماء الشعب!!!

رابعاً: تبرير البعض للذهاب إلى مقصلة آستانة.. وخاصة من مشايخ طائفة التدين الشامي.. الذين لا يفقهون في أبجديات السياسة شيئاً.. ولم يؤمنوا في يوم من الأيام.. بضرورة تعلمها.. وممارستها.. على أنها واجب من صلب الدين..

هذا التبرير بأن المُرَحلين.. لهم حق الخيار.. في عدم البصم.. والتوقيع..

إنما هو وهم.. وخيال.. وفي منهج الدب الروسي.. مرفوض.. لأنه يعتبر تمردا عليه.. وعلى الثلاثي الراعي!!!

وعلى فرض.. أنهم خرجوا أحياء.. من المقصلة.. بعد رفض التوقيع!!!

فسيكون غضب الثلاثي عليهم شديداً جداً.. وبالأخص الدب الأكبر.. وسيُحَملون وزر فشل الخطة الدببية.. ويُتهمون بأنهم أعداء السلام.. وسيكون الإنتقام منهم سريعا.. وحاسما.. وشرساً جداً..

إذن هم سيُشحَنون إلى آستانة.. للتوقيع على حكم إعدامهم.. ليس من الحياة!!!

وإنما على سلخهم من الدين.. والشرف.. والمرؤة.. والفضيلة.. والإنسانية.. ومن الأخلاق.. والقيم..  والمبادىء..

وعلى إغراء العداوة.. والبغضاء بينهم من جهة.. وبين بقية الفصائل الرافضة.. والشعب من جهة أخرى..

والتوقيع على الخطة الدبية المعدة.. والمكتوبة مسبقاً.. إجباري.. ولا مفر.. ولا مهرب منه..

وهي تتألف مما يلي:

1-    الإلتزام بوقف إطلاق النار.. وعدم استخدام السلاح نهائياً.. وقطعياً.. ضد قطعان الأسد.. والمليشيات الطائفية.. مهما حدث من خروقات.. من قبل الأخيرة..

 فهذه يجوز لها.. ما لا يجوز لغيرها!!!

2-    وجوب العودة إلى زريبة الأسد.. والخضوع الكامل لنظام الأسد.. ورئيسه بشار!!!

3-    ضم الفصائل إلى الجيش العربي السوري.. بأسلحتهم.. ومعداتهم.. لإعادة تشكيل جيش الأسد.. تحت إمرته.. وبرئاسته!!!

4-    تشكيل حكومة جديدة موسعة.. تتضمن صعاليك.. ما يُسمى بالمعارضة المسلحة.. أو السياسية!!!

5-    إطلاق بضعة عشرات من السجناء.. الذين أوشكوا على الموت.. وتحولوا إلى هياكل عظمية.. والإدعاء.. بأن هذا كل ما هو موجود في سجون الأسد!!!

6-    إنهاء الثورة.. وإيقافها نهائياً!!!

7-    توجه الجيش السوري الجديد.. العتيد.. ومن ضمنه الفصائل.. مع المليشيات الطائفية.. والجيش الروسي بأجمعهم.. إلى محاربة الفصائل الإرهابية.. حسب مصطلحاتهم.. التي رفضت الإستسلام.. والمعاندة للرضوح.. والإذعان!!!

8-    بدء الإعمار.. حسب العقود الموقعة مع الدب الروسي.. في المناطق المستسلمة.. الخانعة.. المذعنة.. وتسليم الشقق.. أو الفيلات.. للميليشيات الطائفية!!!

9-    استمرار بقاء النفوذ الإيراني في سورية.. وميليشياته الطائفية.. وإطلاق حملات التشيع.. على أوسع نطاق.. وبناء الحسينيات الشركية.. الوثنية.. والعمل على تشييع ذراري المسلمين.. بكل الوسائل!!!

10-                       استمرار بقاء المهجرين في خيامهم.. وقد يُسمَح لعدد قليل منهم.. بالرجوع إلى بلداتهم.. بعد اكتمال تعميرها.. بعد عشرات السنين!!!

هذا هو مجمل الخطة الدببية.. وقد تتضمن نقاطاً آخرى إضافية.. لم يتم ذكرها.. أو تحذف منها نقاط..

ولكن بشكل عام.. هذا هو إطار الخطة الخبيثة!!!

إذن الهرولة.. لشحن الفصائل إلى آستانة.. هي في أدنى حدود المعايير الدينية.. أو الأخلاقية.. أو حتى الوطنية.. خيانة لله ورسوله والمؤمنين..

خيانة لدماء الشهداء.. والضحايا..

خيانة للناس الذين فقدوا أهلهم..

خيانة للأرض.. للذين يؤمنون بقيمة الأرض.. التي أصبحت يباباً.. خراباً..

خيانة لأهداف الثورة.. وشعاراتها.. التي كانت دائماً تلعلع في السماء.. وتهتف بها حناجر المتظاهرين.. والمقاتلين.. والسياسيين.. بوجوب إسقاط النظام.. برأسه.. وأذنابه.. وجوانحه.. واقتلاعه.. من جذوره..

خيانة عظمى لليتامى.. والأرامل.. والمهجرين.. الذين فقدوا أحبابهم.. وبيوتهم.. وأرزاقهم..

ما هي الرؤية المستقبلية؟!

بغض النظر.. عما إذا تم التوقيع على الخطة الدببية.. أو لم يتم التوقيع..

فهي بالمجمل خطة استخذاء.. وانصياع.. واستسلام.. لنظام الأسد..

وبالتأكيد لن ترضي أي شريف.. عزيز.. كريم.. حر.. أبي.. ولن يقبلوا بها.. بأي شكل من الأشكال..

لأنهم ما لهذا ثاروا.. وما لهذا قدموا فلذات أكبادهم.. وخسروا أرواح أقاربهم.. وخسروا أملاكهم.. وأراضيهم.. وديارهم..

وهنا ستبدأ مرحلة جديدة.. من الصراع..

ستتمايز الصفوف..

 ( لِيَمِيزَ ٱللَّهُ ٱلۡخَبِيثَ مِنَ ٱلطَّيِّبِ وَيَجۡعَلَ ٱلۡخَبِيثَ بَعۡضَهُۥ عَلَىٰ بَعۡضٖ فَيَرۡكُمَهُۥ جَمِيعٗا فَيَجۡعَلَهُۥ فِي جَهَنَّمَۚ أُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡخَٰسِرُونَ )    الأنفال 37

وتظهر بشكل واضح.. المجموعات الخائنة.. الخانعة.. المستسلمة.. من كل فصيل..

وتظهر المجموعات الحرة.. الأبية.. الكريمة.. التي لا ترض المذلة.. من نفس الفصيل!!!

وستبدأ حركة انتقال.. وهجرة لهذه العناصر الأخيرة.. إلى الفصائل الرافضة للخنوع..

وقد يزداد التطرف.. والتشدد.. أكثر من السابق!!!

وتزداد قوة الفصائل المتمردة على الخنوع.. والإستسلام.. بأساً.. وشكيمة..

وتبدأ عمليات التصفية الجسدية.. لكل خوان.. أثيم..

وتزداد شلالات الدم في جريانها.. إلى أن يأذن الله بالنصر.. والفرج..

وبالتأكيد.. لن ينعم المحتلون الآثمون - أيا كانوا - بالعيش في سلام.. في أرض الشام المباركة..

وستنهار.. وتتبدد.. وتتلاشى.. كل الخطط الخبيثة.. التي تريد إذلال أهل الشام..

وستتحطم كل المكائد الشيطانية.. الخبيثة.. تحت أقدام المجاهدين الصامدين.. الصابرين.. المصممين على التحرير..

الأحد 24 ربيع2 1438

22 كانون2 2017

د. موفق السباعي  

 
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف