الحديث عن الكونفدرالية سابق لأوانه .
بقلم الكاتبة : تمارا حداد .
رؤية قديمة تتجدد هذه الايام وهي فكرة الاتحاد الكونفدرالي بين الاردن وفلسطين ، وهذا الاتحاد بين دولتين مستقلتين ، لكل منها سلطة تنفيذية مستقلة تتولى ادارة الدولة ، ويكون للاتحاد عاصمتين عمان والقدس ، وبرلمانين ومؤسسة برلمانية مشتركة تعنى بالمسائل الكونفدرالية ومنطقة اقتصادية حرة ومشاريع بالبحر الميت وآليات مشتركة للمياه والطاقة والأمن ، وهذه الرؤية رحب بها الجانب الاردني ولكن لن تتحقق إلا باستقلال فلسطين وان يكون لها سيادة حقيقية على ارضها .
وهذه الرؤية لن تتحقق في ظل التعنت الاسرائيلي نتيجة قمع أي مبادرة قد تقوم لدفع سير عملية السلام بين الاسرائيلي والفلسطيني وإرساء قواعد الدولة الفلسطينية . اسرائيل غير معنية بأي دولة فلسطينية ضمن مخططاتها ، ومن هذه الخطط خطة د. وليام تايلور باري وهذا من دعاة السلام يهودي امريكي الجنسية .
الذي يقترح بإنهاء الصراع الفلسطيني الاسرائيلي وبإقامة دولة فلسطينية ولكن بمسمى مملكة يهوذا وينصب على هذه الارض ملك يهودي وهو صاحب السلطة المطلقة على الاجهزة الامنية وميزانياتها ، وان تبقى القدس عاصمة لإسرائيل ومملكة يهوذا وهي نفسها اراضي الضفة الغربية ، وهذه الخطة ستضم اراضي الضفة الى اسرائيل ، وان تبقى المستوطنات في الضفة الغربية جزء من فلسطين مملكة يهوذا وان تمتد عبر شراء الاراضي من الدولة الجديدة .
وهذه الخطة تعطي لإسرائيل بطريقة اخرى اعادة فكرة المملكتين القديمتين للسيطرة الكاملة على اراضي الضفة الغربية ولضمان امن اليهود ومستوطنيها وأي مستوطن يكون مواطن في مملكة يهوذا فلسطين . ان ايدولوجية الفكر الصهيوني وبدعاة السلام المزيفين تنبثق رؤيتهم من سياسة التطهير العرقي وبكافة الاساليب وكافة المسميات والحفاظ على الطابع اليهودي .
فهذه الخطط لن ترجئ دولة فلسطينية حرة ومستقلة ، وإذا دعمت اسرائيل فكرة الكونفدرالية ستكون بالنهاية " الكونفدرالية الاراضي المقدسة " ، وتبقى الامور السيادية مع اسرائيل مع مياه ، وسماء ودفاع وعلاقات خارجية وتبقى القدس عاصمة لهم . وهذه الكونفدرالية تعني طمس الهوية الفلسطينية ، وإقصاء المشروع الوطني الفلسطيني ، لا عودة للاجئين ، وقد تستغل اسرائيل هذه الفكرة بترحيل كل الفلسطينيين الى الاردن لانه لا يوجد دولة فلسطينية مستقلة .
فمرحلة الكونفدرالية في هذه المرحلة وفي ظل التغيير الديمغرافي في الوطن العربي سابقة لأوانها ، لأنها تشجع الترانسفير للسكان الفلسطينيين الى الاردن عبر هذه الكونفدرالية . مهما كانت الافكار والخطط فان اسرائيل غير معنية بالفلسطينيين وليست معنية بدولة لهم . فهدفهم واحد وإستراتيجيتهم واحدة ورؤيتهم واحد ، لا تنازل عن القدس ، لا ارض للفلسطينيين ، لا دولة لهم ، لا لعودة اللاجئين .
وسيبقى الشعب الفلسطيني هو الحلقة الاضعف دائما لا يستطيع الدفاع عن نفسه ويبقى يتخبط بين الاحباط واليأس . ينتظر اي مبادرة تحل مشاكله ولا يعلم ان أي مبادرة تأتي من الخارج لها أجنادتها واملائاتها والتي لن تحل أي شائكة فلسطينية طالما لا يوجد مبادرة من نفس الشعب الفلسطيني دون اجندات تحرره وتوصله لأرض فلسطينية مستقلة كاملة السيادة ..
بقلم الكاتبة : تمارا حداد .
رؤية قديمة تتجدد هذه الايام وهي فكرة الاتحاد الكونفدرالي بين الاردن وفلسطين ، وهذا الاتحاد بين دولتين مستقلتين ، لكل منها سلطة تنفيذية مستقلة تتولى ادارة الدولة ، ويكون للاتحاد عاصمتين عمان والقدس ، وبرلمانين ومؤسسة برلمانية مشتركة تعنى بالمسائل الكونفدرالية ومنطقة اقتصادية حرة ومشاريع بالبحر الميت وآليات مشتركة للمياه والطاقة والأمن ، وهذه الرؤية رحب بها الجانب الاردني ولكن لن تتحقق إلا باستقلال فلسطين وان يكون لها سيادة حقيقية على ارضها .
وهذه الرؤية لن تتحقق في ظل التعنت الاسرائيلي نتيجة قمع أي مبادرة قد تقوم لدفع سير عملية السلام بين الاسرائيلي والفلسطيني وإرساء قواعد الدولة الفلسطينية . اسرائيل غير معنية بأي دولة فلسطينية ضمن مخططاتها ، ومن هذه الخطط خطة د. وليام تايلور باري وهذا من دعاة السلام يهودي امريكي الجنسية .
الذي يقترح بإنهاء الصراع الفلسطيني الاسرائيلي وبإقامة دولة فلسطينية ولكن بمسمى مملكة يهوذا وينصب على هذه الارض ملك يهودي وهو صاحب السلطة المطلقة على الاجهزة الامنية وميزانياتها ، وان تبقى القدس عاصمة لإسرائيل ومملكة يهوذا وهي نفسها اراضي الضفة الغربية ، وهذه الخطة ستضم اراضي الضفة الى اسرائيل ، وان تبقى المستوطنات في الضفة الغربية جزء من فلسطين مملكة يهوذا وان تمتد عبر شراء الاراضي من الدولة الجديدة .
وهذه الخطة تعطي لإسرائيل بطريقة اخرى اعادة فكرة المملكتين القديمتين للسيطرة الكاملة على اراضي الضفة الغربية ولضمان امن اليهود ومستوطنيها وأي مستوطن يكون مواطن في مملكة يهوذا فلسطين . ان ايدولوجية الفكر الصهيوني وبدعاة السلام المزيفين تنبثق رؤيتهم من سياسة التطهير العرقي وبكافة الاساليب وكافة المسميات والحفاظ على الطابع اليهودي .
فهذه الخطط لن ترجئ دولة فلسطينية حرة ومستقلة ، وإذا دعمت اسرائيل فكرة الكونفدرالية ستكون بالنهاية " الكونفدرالية الاراضي المقدسة " ، وتبقى الامور السيادية مع اسرائيل مع مياه ، وسماء ودفاع وعلاقات خارجية وتبقى القدس عاصمة لهم . وهذه الكونفدرالية تعني طمس الهوية الفلسطينية ، وإقصاء المشروع الوطني الفلسطيني ، لا عودة للاجئين ، وقد تستغل اسرائيل هذه الفكرة بترحيل كل الفلسطينيين الى الاردن لانه لا يوجد دولة فلسطينية مستقلة .
فمرحلة الكونفدرالية في هذه المرحلة وفي ظل التغيير الديمغرافي في الوطن العربي سابقة لأوانها ، لأنها تشجع الترانسفير للسكان الفلسطينيين الى الاردن عبر هذه الكونفدرالية . مهما كانت الافكار والخطط فان اسرائيل غير معنية بالفلسطينيين وليست معنية بدولة لهم . فهدفهم واحد وإستراتيجيتهم واحدة ورؤيتهم واحد ، لا تنازل عن القدس ، لا ارض للفلسطينيين ، لا دولة لهم ، لا لعودة اللاجئين .
وسيبقى الشعب الفلسطيني هو الحلقة الاضعف دائما لا يستطيع الدفاع عن نفسه ويبقى يتخبط بين الاحباط واليأس . ينتظر اي مبادرة تحل مشاكله ولا يعلم ان أي مبادرة تأتي من الخارج لها أجنادتها واملائاتها والتي لن تحل أي شائكة فلسطينية طالما لا يوجد مبادرة من نفس الشعب الفلسطيني دون اجندات تحرره وتوصله لأرض فلسطينية مستقلة كاملة السيادة ..