الانتخابات المحلية و ... حزب الشعب كله !
د.عمر عطية
قبل أربع سنوات كنت في زيارة لمدينة رام الله حيث تناولت طعام الغداء مع أخي في أحد مطاعمها .
أثناء وجودنا في المطعم دخل السيد بسام الصالحي وهو أمين عام حزب الشعب ، وهو الحزب الشيوعي الفلسطيني ومعه مرافق وجلسا مقابلنا ، وكانت أول مرة أرى الرجل شخصيا ، ولا أعرف عنه إلا كل الخير ، وتراه في قمة الأدب حتى عندما يدلي بتصريحات قوية وجارحة لغيره .
رغبت في السلام عليه لسببين الأول شخصي ، لأسأله عن قريب له وصديق لي انقطعت أخباره والثاني وهو الأهم : سبب تسمية حزبه بذلك الاسم ! ،لأني أعتقد أن الشعب هو كل الشعب وليس أعضاء حزب واحد فقط ، إلا إذا كان يطمح لضم كل الشعب الفلسطيني لحزبه الشيوعي بعد أن فشلت الشيوعية وانهارت في بلادها ! . وقد منعني من السلام على الرجل عدم رغبتي في إفساد جلسته ، وكذلك عيون مرافقه الذي تراه يراقب المطعم وكأنه يرافق ليونيد بريجينيف " في عزه " ، والحق يقال أن المرافَق كان أكثر تواضعا من المرافِق ! .
مناسبة هذا الكلام هو الانتخابات المحلية الفلسطينية المقبلة وانشغال الناس فيها ، وكأننا صدقنا أن لنا دولة وأننا نخوض انتخابات " ديموقراطية " .
وحتى لا يذهب قارىء مزايد بعيدا ، أقول أني أعرف أن وجود مجالس محلية هو ضرورة قصوى لتسيير أعمال البلديات ، وهي أعمال ضرورية لأي مجتمع سواء أكان تحت الاحتلال أو كان في دولة مستقلة ، لأن تلك الأعمال لا تنتظر حلا سياسيا قد لا يأتي ... أبدا .
إن المؤسف في هذه الانتخابات هذه المرة هو الانشغال بتأليف القوائم الانتخابية على أسس حزبية ضيقة ، ليس معيارها الكفاءة وإنما الانتماء السياسي ! .
كنا ننتقد الانتخابات عندما تقوم على أسس عشائرية وها نحن اليوم في وضع أسوأ ، فهذه الانتخابات تقوم على أساس انتخاب قوائم وليس على أساس فردي بناءً على تعديل تم في القانون الأساسي وبغياب الجهة المشرعة وهي المجلس التشريعي المنتهية ولايته، بمعنى أنه حتى لو تم التعديل بواسطة المجلس " التشريعي "، سنقول " فاقد الشيء لا يعطيه " ! .
إن الأساس في العمل في المجالس المحلية هو كفاءة الشخص المنتخَب وقدرته على السهر على مصالح الناس وأساسيات حياتهم اليومية بغض النظر عن الولاء والانتماء .
لو كنت قد تكلمت مع رئيس حزب الشعب لقلت له " إن تسمية حزب بهذا الاسم يجب أن تتم لو كان الشعب كله حزب واحد " ، وأعلم أنها مستحيلة في السياسة على الأقل ، لكني أقول : عندما يتعلق الأمر بالعمل البلدي وبمؤسسات خدماتية ، فالكل للكل ، بعيدا عن السياسة ، وأي شخص يتم انتخابه يجب أنه يمثل كل الناس ، وبالتالي هو يمثل " حزب الشعب الفلسطيني " أي كل الفلسطينيين وليس حزب الشعب " تبع الصالحي " ! .
تذكروا ... إسرائيل تتفرج على انتخاباتكم و على ... " قلة عقولكم " ! .
د.عمر عطية
قبل أربع سنوات كنت في زيارة لمدينة رام الله حيث تناولت طعام الغداء مع أخي في أحد مطاعمها .
أثناء وجودنا في المطعم دخل السيد بسام الصالحي وهو أمين عام حزب الشعب ، وهو الحزب الشيوعي الفلسطيني ومعه مرافق وجلسا مقابلنا ، وكانت أول مرة أرى الرجل شخصيا ، ولا أعرف عنه إلا كل الخير ، وتراه في قمة الأدب حتى عندما يدلي بتصريحات قوية وجارحة لغيره .
رغبت في السلام عليه لسببين الأول شخصي ، لأسأله عن قريب له وصديق لي انقطعت أخباره والثاني وهو الأهم : سبب تسمية حزبه بذلك الاسم ! ،لأني أعتقد أن الشعب هو كل الشعب وليس أعضاء حزب واحد فقط ، إلا إذا كان يطمح لضم كل الشعب الفلسطيني لحزبه الشيوعي بعد أن فشلت الشيوعية وانهارت في بلادها ! . وقد منعني من السلام على الرجل عدم رغبتي في إفساد جلسته ، وكذلك عيون مرافقه الذي تراه يراقب المطعم وكأنه يرافق ليونيد بريجينيف " في عزه " ، والحق يقال أن المرافَق كان أكثر تواضعا من المرافِق ! .
مناسبة هذا الكلام هو الانتخابات المحلية الفلسطينية المقبلة وانشغال الناس فيها ، وكأننا صدقنا أن لنا دولة وأننا نخوض انتخابات " ديموقراطية " .
وحتى لا يذهب قارىء مزايد بعيدا ، أقول أني أعرف أن وجود مجالس محلية هو ضرورة قصوى لتسيير أعمال البلديات ، وهي أعمال ضرورية لأي مجتمع سواء أكان تحت الاحتلال أو كان في دولة مستقلة ، لأن تلك الأعمال لا تنتظر حلا سياسيا قد لا يأتي ... أبدا .
إن المؤسف في هذه الانتخابات هذه المرة هو الانشغال بتأليف القوائم الانتخابية على أسس حزبية ضيقة ، ليس معيارها الكفاءة وإنما الانتماء السياسي ! .
كنا ننتقد الانتخابات عندما تقوم على أسس عشائرية وها نحن اليوم في وضع أسوأ ، فهذه الانتخابات تقوم على أساس انتخاب قوائم وليس على أساس فردي بناءً على تعديل تم في القانون الأساسي وبغياب الجهة المشرعة وهي المجلس التشريعي المنتهية ولايته، بمعنى أنه حتى لو تم التعديل بواسطة المجلس " التشريعي "، سنقول " فاقد الشيء لا يعطيه " ! .
إن الأساس في العمل في المجالس المحلية هو كفاءة الشخص المنتخَب وقدرته على السهر على مصالح الناس وأساسيات حياتهم اليومية بغض النظر عن الولاء والانتماء .
لو كنت قد تكلمت مع رئيس حزب الشعب لقلت له " إن تسمية حزب بهذا الاسم يجب أن تتم لو كان الشعب كله حزب واحد " ، وأعلم أنها مستحيلة في السياسة على الأقل ، لكني أقول : عندما يتعلق الأمر بالعمل البلدي وبمؤسسات خدماتية ، فالكل للكل ، بعيدا عن السياسة ، وأي شخص يتم انتخابه يجب أنه يمثل كل الناس ، وبالتالي هو يمثل " حزب الشعب الفلسطيني " أي كل الفلسطينيين وليس حزب الشعب " تبع الصالحي " ! .
تذكروا ... إسرائيل تتفرج على انتخاباتكم و على ... " قلة عقولكم " ! .