قراءتي حول رواية (العُطفٓه)...
للدكتور حسين رحيّم
حيث تدور أحداث هذه الرواية حول ملحمة طويلة امتدت لأجيال وكانت بطلتها شما وهي العطفة حيث تحكي حياة البدو والأعراف السائدة في تلك الحقبة الزمنية ،من حروب وغزوات وثأر وحميّة عرقية ،فكانت قوة السيوف والبنادق سائدة ،وتسود الرواية طقوس الجهل ،والاعتقادات التشاؤمية المربوطة بصوت البومة والغراب ،ونباح الكلاب ،وقد أجاد المؤلف في تفسير المعاجم اللفظية التي وردت في العطفة ،ليعيش القارئ مع الكاتب في أطوار الرواية لحظة بلحظه،وهنّةٍ بهنّه ليجد القارئ نفسه في شوق لمتابعة الرواية إلى نهايتها
وقد اعتمد الكاتب على السرد التتابعي للأحداث
الخاضع للتسلسل الزمني الطبيعي القائم على تحليل الأحداث،وربط بعضها ببعض،وكان بناء الشخصيات في العطفة يقوم على كافة الأبعاء (الجسمية،والنفسية،والاجتماعية) وقد تعامل مع هذه الشخصيات على أنها كائن حي له وجوده الفعلي كما هو الحال في شخصية (شمّا،الشيخ هذال،الراعي رسلان،شخصية غريب)وقد اعتنى الكاتب بالمكان عناية خاصة حيث رسمه بدقة ليدلل على ملامحه حتى يكون موازياً للمكان الحقيقي،وقد حفلت الرواية بتعدد الأزمنة فيها من خلال استخدامه الفعل الماضِ حيث نجد هذا الفعل يسيّطر على سير الرواية مما أكسبه صفة الحاضر والمستقبل وهذا الفعل يعد نقطة الانطلاق في العطفة (تزوج الشيخ هذال،طلق العديد من النساء،توسِم النجابة،قتلت الافعى ،ادمنت شمّا سماع حكايات الكبار )
وكانت لغة الكاتب تعتمد على التنوع فاستخدم السرد والحوار كوحدتين رئيسيتين تكونت منها لغة الرواية بحيث كانت مهمة السرد تتجلى في تقديم الشخصيات ،والأحداث ،والأماكن ،ونقل المشاعر،والعواطف أما الحوار فكانت مهمته الكشف عن الشخصيات من خلال أقوالها وقد ظهرت أيضاً لغة الكاتب التقريرية في محورها الواقعي من خلال الإفادة عن الشخصيات والأحداث ،وتميزت لغة الحوار في العُطفة بأنها فصيحة مع تطعيمها ببعض المفردات العامية التي لايمكن الاستغناء عنها في موضعها كما أن الحوارات جاءت في مجملها عفوية ،ومناسبة ،ومتوافقة مع شخصيات الرواية ،وقد استخدم الكاتب الخطاب الروائي "بضميرالغائب"لأنه أكثر شيوعاً،وانتشاراً،وأقربها إلى فهم القارئ وهي الطريقة التي يتوارى خلفها المؤلف حتى يمرر مايشاء من أفكار وآراء دون أن يكون تدخله مباشر وهو يتوارى خلف هذا الضمير مفسحاً المجال للرؤية الموضوعية
وقد لاحظنا أن الكاتب يُشرك القارئ في تصور نهاية ملحمة العشق والموت هل انتهت بمقتل غريب أم أنها بدأت من جديد .
فيحاء المرزوقي
للدكتور حسين رحيّم
حيث تدور أحداث هذه الرواية حول ملحمة طويلة امتدت لأجيال وكانت بطلتها شما وهي العطفة حيث تحكي حياة البدو والأعراف السائدة في تلك الحقبة الزمنية ،من حروب وغزوات وثأر وحميّة عرقية ،فكانت قوة السيوف والبنادق سائدة ،وتسود الرواية طقوس الجهل ،والاعتقادات التشاؤمية المربوطة بصوت البومة والغراب ،ونباح الكلاب ،وقد أجاد المؤلف في تفسير المعاجم اللفظية التي وردت في العطفة ،ليعيش القارئ مع الكاتب في أطوار الرواية لحظة بلحظه،وهنّةٍ بهنّه ليجد القارئ نفسه في شوق لمتابعة الرواية إلى نهايتها
وقد اعتمد الكاتب على السرد التتابعي للأحداث
الخاضع للتسلسل الزمني الطبيعي القائم على تحليل الأحداث،وربط بعضها ببعض،وكان بناء الشخصيات في العطفة يقوم على كافة الأبعاء (الجسمية،والنفسية،والاجتماعية) وقد تعامل مع هذه الشخصيات على أنها كائن حي له وجوده الفعلي كما هو الحال في شخصية (شمّا،الشيخ هذال،الراعي رسلان،شخصية غريب)وقد اعتنى الكاتب بالمكان عناية خاصة حيث رسمه بدقة ليدلل على ملامحه حتى يكون موازياً للمكان الحقيقي،وقد حفلت الرواية بتعدد الأزمنة فيها من خلال استخدامه الفعل الماضِ حيث نجد هذا الفعل يسيّطر على سير الرواية مما أكسبه صفة الحاضر والمستقبل وهذا الفعل يعد نقطة الانطلاق في العطفة (تزوج الشيخ هذال،طلق العديد من النساء،توسِم النجابة،قتلت الافعى ،ادمنت شمّا سماع حكايات الكبار )
وكانت لغة الكاتب تعتمد على التنوع فاستخدم السرد والحوار كوحدتين رئيسيتين تكونت منها لغة الرواية بحيث كانت مهمة السرد تتجلى في تقديم الشخصيات ،والأحداث ،والأماكن ،ونقل المشاعر،والعواطف أما الحوار فكانت مهمته الكشف عن الشخصيات من خلال أقوالها وقد ظهرت أيضاً لغة الكاتب التقريرية في محورها الواقعي من خلال الإفادة عن الشخصيات والأحداث ،وتميزت لغة الحوار في العُطفة بأنها فصيحة مع تطعيمها ببعض المفردات العامية التي لايمكن الاستغناء عنها في موضعها كما أن الحوارات جاءت في مجملها عفوية ،ومناسبة ،ومتوافقة مع شخصيات الرواية ،وقد استخدم الكاتب الخطاب الروائي "بضميرالغائب"لأنه أكثر شيوعاً،وانتشاراً،وأقربها إلى فهم القارئ وهي الطريقة التي يتوارى خلفها المؤلف حتى يمرر مايشاء من أفكار وآراء دون أن يكون تدخله مباشر وهو يتوارى خلف هذا الضمير مفسحاً المجال للرؤية الموضوعية
وقد لاحظنا أن الكاتب يُشرك القارئ في تصور نهاية ملحمة العشق والموت هل انتهت بمقتل غريب أم أنها بدأت من جديد .
فيحاء المرزوقي