الأخبار
سرايا القدس تستهدف تجمعاً لجنود الاحتلال بمحيط مستشفى الشفاءقرار تجنيد يهود (الحريديم) يشعل أزمة بإسرائيلطالع التشكيل الوزاري الجديد لحكومة محمد مصطفىمحمد مصطفى يقدم برنامج عمل حكومته للرئيس عباسماذا قال نتنياهو عن مصير قيادة حماس بغزة؟"قطاع غزة على شفا مجاعة من صنع الإنسان" مؤسسة بريطانية تطالب بإنقاذ غزةأخر تطورات العملية العسكرية بمستشفى الشفاء .. الاحتلال ينفذ إعدامات ميدانية لـ 200 فلسطينيما هي الخطة التي تعمل عليها حكومة الاحتلال لاجتياح رفح؟علماء فلك يحددون موعد عيد الفطر لعام 2024برلمانيون بريطانيون يطالبون بوقف توريد الأسلحة إلى إسرائيلالصحة تناشد الفلسطينيين بعدم التواجد عند دوار الكويتي والنابلسيالمنسق الأممي للسلام في الشرق الأوسط: لا غنى عن (أونروا) للوصل للاستقرار الإقليميمقررة الأمم المتحدة تتعرضت للتهديد خلال إعدادها تقرير يثبت أن إسرائيل ترتكبت جرائم حربجيش الاحتلال يشن حملة اعتقالات بمدن الضفةتركيا تكشف حقيقة توفيرها عتاد عسكري لإسرائيل
2024/3/29
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

تـفـكـيك الـخـطــاب الـتـكـفــيري بقلم:حسن زايد

تاريخ النشر : 2016-08-25
تـفـكـيك الـخـطــاب الـتـكـفــيري بقلم:حسن زايد
تـفـكـيك الـخـطــاب الـتـكـفــيري

بـقــلـم / حــســـن زايـــــــد


بداية لابد من التصريح بالقول أنني كنت من المفتونين بكتب سيد قطب . وقد كانت فتنتي بكتبه لأسباب من بينها : حالة الشغف الشديد التي كانت تلهب وجدان الشباب في البحث والتنقيب عن الكتب الممنوعة . وقد كانت كتب سيد قطب من الكتب الممنوعة ، أو التي أشيع أنها ممنوعة لأسباب تسويقية وترويجية لفكر الجماعة ، فقد كان الكتاب يتعدي في عدد مرات طبعاته العشر طبعات أو يزيد . وقد كان اقتناء الكتب الممنوعة دلالة تميز وتفرد بين الأقران . ولعل في ذلك ما يعطي إشارة ودلالة علي أن دحض الأفكار الهدامة ، وتقويض لبناتها ، ليس بالمنع ، الذي يُشعل رغبة البحث عنه ، وإنما بالمواجهة بالنقد والنقض . ومن الملفت للنظر كذلك أن تلك الكتب كانت تحظي بعناية فائقة من دار النشر . من حيث نوع الورق ، وطريقة الطباعة والإخراج . ومن بين الأسباب كذلك ، قدرة سيد قطب علي توظيف الأساليب الأدبية في صياغة أفكاره الدينية ، تلك الصياغة التي تخاطب العقل ، وتداعب الوجدان ، بحيث تبدو القضايا التي يثيرها أو يتناولها في حلة جديدة ، تختلف كل الإختلاف عن أساليب من سبقه من مشايخ الأزهر أو علماء الدين ، حيث اللغة المتخشبة ، والأسلوب الجاف ، الذي لا يجاوز الحناجر إلي ما عداها ، وذلك رغم التحفظات التي يبديها البعض علي الأسلوب  الأدبي في تناول القضايا الدينية . وهذا يلفت إلي قضية تجديد الخطاب الديني ، حيث يتعين الإلتفات عن الأساليب الكلاسيكية القديمة ، التي لا تجد لها صدي في نفوس الشباب ، والأخذ بالأساليب الحديثة التي تتسم بالرشاقة والحيوية ، ومخاطبة العقل والوجدان معاً . أو بمعني آخر التخلي عن اللغة الأكاديمية المتخصصة عند مخاطبة الشباب والشارع . فاللغة الأكاديمية قد لا تجد إقبالاً من الناس علي التعامل معها ، أو تعاطيها ، بنفس درجة الإقبال علي اللغة العربية الشعبية ، التي تخاطب غير المتخصصين . ومن هنا كانت لكتابات الإخوان جاذبية خاصة ، بغض النظر عن انحرافها ، أو تطرفها . وقد كان من بين الأسباب كذلك ، إعدام سيد قطب ، بغض النظر عن مدي موضوعية أو عدم موضوعية الأسباب التي أفضت إلي إعدامه . ونجاح الإخوان في الترويج لاستشهاده في سبيل أفكاره ومعتقداته ، بغض النظر عن كونها أفكار وفقط ، أو حتي أفكار حركية تجد أصداءها في تصرفات معتنقيها . وفي المقابل تجد سكوتاً مطبقاً من جانب الدولة الرسمية في مواجهة هذه الدعايات التي قد تنطوي علي أكاذيب فاضحة . فهذه الدعاية قد تركت في النفوس انبهاراً برجل قد مات من اجل افكاره ، وفي المقابل كرهاً وبغضاً لسلطة تقتل الرجال بسبب أفكارهم . كل هذه الأسباب وغيرها قد دفعتنا دفعاً إلي الإرتماء في أحضان هذه الكتب ، ولم يكن لنا عليها التحفظات الحالية ، نظراً لسكوت المؤسسة الدينية بفروعها وعلماءها عما تحويه من أفكار ، وقد كان في ذلك إشارة ودلالة واضحة علي أخذ هذه الأفكار تذكرة المرور . واليوم تفاجأنا بما يشبه الصدمة بالأراء التي تقول بأن سيد قطب بما كتبه وخطه كان منظراً للفكر التكفيري ، وأنه المعين الذي لا ينضب الذي تغترف منه الجماعات الإرهابية المتطرفة مرجعيتها الفكرية والحركية . وقد دعمت هذا الاتجاه حركة الإخوان بغباوة ردود أفعالها وحمقها إزاء ثورة الشعب المصري عليها . ثم جاء ما أدلي به د. محمد حبيب ،النائب الأول لمرشد الإخوان سابقاً ، في حوار متلفز ، حول أفكار سيد قطب ، ليؤكد الفكرة ويدعمها . فقد حكي أنه قد طُلب من د . يوسف القرضاوي مراجعة كتاب الظلال ـ وهو كتاب التفسير القطبي للقرآن ـ لبيان ما به من آراء تكفيرية . عاد إليهم القرضاوي ليقول لهم بأنه : " يرشح كفر " . الغريب في الأمر أن هذه الكلمات لم تحرك ساكناً لدي المؤسسات الدينية ، ولم تحرك ساكناً لدي علماء الأمة ، كي يفتشوا في هذه الكتب تفتيشاً دقيقاً ، بحثاً عن مواضع التكفير والتجهيل فيها ، بعد عرضها علي الكتاب والسنة ، فيخرجوا لنا بكتب ترد علي هذه الكتب ، وتبين أوجه خطورتها علي الفكر والعقل والدين . ولا تكون هذه الكتب من باب الكتب التي تلف وتدور حول الموضوع دون الولوج فيه ، ثم تخرج علينا بكيل الإتهامات للفكر المتطرف التكفيري دون بيان ماهيته . كذلك الكتاب الذي صدر عن المجلس الأعلي للشئون الإسلامية ـ سلسلة قضايا اسلامية ـ العدد ( 228 ) ـ تحت عنوان : نحو تفكيك الفكر المتطرف ـ بحوث مختارة من أعمال المؤتمر الخامس والعشرين للمجلس الأعلي للشئون الإسلامية . فهو كتاب أبعد ما يكون عن التفكيك . إذ التفكيك هو تجزئة النص محل الدراسة إلى فقرات ، وفصل مكوناته الفكرية واللغوية ، ومن ثم إرجاعها إلى أسبابها وملابساتها ، في ضوء السياق الذي ورد النص فيه ، مع مراعاة عدم الخروج عن إطاره . والمحلل في ذلك كله ينتقل من المركب إلى البسيط ، ومن الكلي إلى الجزئي . ومن هنا تتكشف أوجه العطب والخلل الموجودة في ثنايا هذه الكتب . فهل يشمر علمائنا عن سواعد الجد للبحث في كتب الجماعة وتفكيكها ، وبيان أوجه مخالفتها للشريعة الإسلامية ، علي نحو جاد وقاطع ، بما يدفع معتنقي هذه الأفكار إلي التراجع عنها ، وتصحيح وتصويب أفكارهم ، وتقويم مسالكهم علي ضوء ذلك ؟ ! .

حــســــن زايــــــــد
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف