الأخبار
بايدن ونتنياهو يجريان أول اتصال هاتفي منذ أكثر من شهرإعلام إسرائيلي: خلافات بين الحكومة والجيش حول صلاحيات وفد التفاوضالاحتلال يفرج عن الصحفي إسماعيل الغول بعد ساعات من اعتقاله داخل مستشفى الشفاءالاحتلال يغتال مدير عمليات الشرطة بغزة خلال اقتحام مستشفى الشفاءاشتية: لا نقبل أي وجود أجنبي بغزة.. ونحذر من مخاطر الممر المائيالقسام: نخوض اشتباكات ضارية بمحيط مستشفى الشفاءالإعلامي الحكومي يدين الانتهاكات الصارخة التي يرتكبها جيش الاحتلال بحق الطواقم الصحفيةمسؤول الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي"إسرائيل حولت غزة لمقبرة مفتوحة"تقرير أممي يتوقع تفشي مجاعة في غزةحماس: حرب الإبادة الجماعية بغزة لن تصنع لنتنياهو وجيشه النازي صورة انتصارفلاديمير بوتين رئيساً لروسيا لدورة رئاسية جديدةما مصير النازحين الذين حاصرهم الاحتلال بمدرستين قرب مستشفى الشفاء؟جيش الاحتلال يعلن عن مقتل جندي في اشتباكات مسلحة بمحيط مستشفى الشفاءتناول الشاي في رمضان.. فوائد ومضار وفئات ممنوعة من تناولهالصحة: الاحتلال ارتكب 8 مجازر راح ضحيتها 81 شهيداً
2024/3/19
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

انفلونزا الكراسي "4" بقلم:حميد طولست

تاريخ النشر : 2016-08-24
انفلونزا الكراسي "4" بقلم:حميد طولست
انفلونزا الكراسي "4"ـ

هذه المقالة هي محاولة تلخيص لما جاء في المقالات السابقة  عن "الكرسي" ، والذي أجمل الكثيرون القول حوله على أنه خطاف الأبصار ومعم للأنظار ، لكل يمكن من  إمتيازاته " الباردة " وريع سهل وفير ، ولمايتيح من إسترخاء وطمأنينة وعيش رغد، وخلصوا إلى أنه يصيب الكثير ممن ألفوا إمتيازاته وريعه  بالقلق والتوثر والذعر و المفزع  والكوابيس المرغبة ، بمجرد ما تخيلون أنفسهم خارج جاهه وسلطان ، و توقعوا ضياع وجاهته وأبهته وسطوته ، وأحسوا بقرب الحرمان من لذائذ مغانمه التي غرقوا في عسلها حتى الثمالة طيلة جلوسهم عليه،  فترتعد لذلك مفاصلهم ، وترتعش أوصالهم ، خوفا على الكراسي  الذي وظفوا من أجلها كل الوسائل غير القانون ، وارتكبوا للبقاء عليه كل الإنفلاتات والإنزلاقات والحماقات والحروب المحرمة. 

إنها حالة كل من دقت ساعة ترجلهم من على أرائك السلطة المخملية ، مع أقتراب إنتخابات 2016 التي أفزعهم فيها أنها لن تكون "ساهلة ماهلة " كسابقاتها ، مع إنتشار شبكات التواصل الاجتماعي التي شكلت تحدٍ كبير لعسف السطلة ، وهدرٍ لما تبقى لها من هيبة وصرامة مفتعلة ، والتي ملأت الدنيا وشغلت الناس بكل أدواتها الالكترونية المتطورة غير الخاضعة للتدقيق أو التحقيق ، والتي فتحت للناس قنوات اتصال لا حدود لها ، صارت بسرعة فائقة منابر للأغلبية الصامتة من مستعمليها ، وفسحت المجال لرأيها مقابل الرأي الآخر، مقلصت العوائق والصعوبات التي كانت تحول دون اطلاعها  وعامة المواطنين على ما يحدث في الكواليس من فضائح وتجاوزات وخروقات ومفاسد كبيرها و صغيرها ، والتشهير بمرتكبيها من المتربعين على مفاصل القرار الوطني الذين يرفضون الفطام من نعيم كراسيها ، ويصرون على التمسك بما تحققه من جاه ، لا يقوى  على التنازل أو مفارقته أومغادرته طوعا ، إلا " الصالحون " الذين أخد الله بيدهم هناك في الضفة الأخرى ،الذين يُتناوبون على السلطة " بكل أريحية وأخلاق عالية ،  حيث يفسح السابقون منهم المجال للاحقين ، كلما أحسوا أن جعبة عطاءاتهم قد فرغت ، كما هو حال امبراطور اليابان –وما ادراك ما اليابان-الذي ضرب المثل العظيم في النبل والفروسية لما طلب التنازل على عرش اليابان  حين أحس بالضعف والوهن أمام جسامة المسؤولية.

بخلاف حال من خطف بريق الكراسي أبصارهم ، وأعمت أنظارهم من مسؤولينا الذين قارنت منتديات التواصل الاجتماعي بينهم وبين الغربيين في خاطرة مسيئة رغم أنها مقارنة واقعية جداً وتجسد الواقع بشكل طبيعي، شبهت كل من المسؤول الغربي والعربي  بالمرحاض العربي "التركي" أو البلدي كما نسميه في المغرب ، والغربي ، خيث شبه الأول بالمرحاض الغربي الذي يستبدل بكل سهولة، حيث أنه ما عل من يريد تغيره إلا فك أربعة "براغي" ويأتي بمرحاض  جديد ، أما الثاني فقد شبهه المرحاض "البلدي"  الذي يجب تكسيره بالكامل عند إستبداله أو اصلاحه  للإلتصاقه بأردية الحمام، فعلاً إنها مقارنة مخجلة ولكنها حقيقية كمحاسبة أو تغيير المسؤول العرب ، الذي دفع به التمسك بالكرسي إلى التفلسف في تبرير تلك الشبقية المقززة ، كالذي روي عن الزعيم معمر القدافي أنه شرح يوما معنى الديمقراطية -وهو أخبث متحدثٍ عن الديمقراطية وأكذب ناطقٍ بحقوق الإنسان وأفجر مصوِّرٍ لها - بأنها الكرسي، مستلهماً ذلك المدلول من المنطوق الإنجليزى لـ (ديموكرسى) (democracy)… بأنها (ديمومة الكرسى لمن يعتليه وعند رحيله يؤول لمن يليه من ذويه)!! مستمداً الديمومة من كلمة (ديمو) (demo) ومستمداً الكرسى من كلمة (كراسى(cracy)!! ولذلك آمن أنها تعطيه حق التابيدة على الكرسي وتوريثه من بعد لأحد أبنائه الذين كانوا يمسكون بمفاصل الجماهيرية الليبية ويسطون على مقدراتها ويوزيعون خيراتها وثرواتها بشرعية ديموقراطية أبيهم .

وأختم حديثي بالفتوى الغريبة والمستفزة للمشاعر، التي أطلتها الشيخة أم أنس إحدى الداعيات المكفنات بسواد الحجاب والنقاب، في حق الكرسي المسكين ، معتبرة إياه وما شابههه من كنبات وأرائك وكل ما إرتفع عن الأرض من المقاعد، بأنه من أخطر المفاسد التي بليت بها أمتنا العظيمة،وتوعدت -بعد أن حرمت- بالغسلين والنار كل من يُجلس عليه وخاصة المرأة بدعوى أنه يجعلها تفرج رجليها وفي هذا مدعاة للفتنة والتبرج، وهي بهذا العمل تمكّن الرجل من نفسها، وقد يكون الرجل من الجن أو من الإنس، والغالب أن الجن ينكحون النساء وهنّ على الكراسي" حسب الشيخة الفاضلة" التي تدعوا المسلمين إلى تكسير الكراسي وحرقها قائلة: والآن يا أمة الإسلام بعد أن بلغتكم الحجة الشرعية المؤصّلة بالأدلة…قوموا بواجبكم الجهادي في الإنكار، بإرسال البرقيات إلى أوولي الأمر وتكسير الكراسي في المدارس والمستشفيات والصالونات وغيرها من الأماكن التي يضع العلمانيون والفسقة والكفرة والملاحدة فيها الكراسي لإغواء الأمة وإفساد عقيدتها الصحيحة. وإن تكسيرها وحرقها من أعظم أبواب الجهاد وذروة سنامه.

وأنهي هده السلسة من المواضيع عن الكرسي ، وإن كان بجعبتها ما يقال ، بالمقولة المشهورة" أن الكرسي الوحيد الذي لا يجلس عليه صاحبه هو كرسي الحلاق..

حميد طولست [email protected]
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف