الأخبار
بايدن ونتنياهو يجريان أول اتصال هاتفي منذ أكثر من شهرإعلام إسرائيلي: خلافات بين الحكومة والجيش حول صلاحيات وفد التفاوضالاحتلال يفرج عن الصحفي إسماعيل الغول بعد ساعات من اعتقاله داخل مستشفى الشفاءالاحتلال يغتال مدير عمليات الشرطة بغزة خلال اقتحام مستشفى الشفاءاشتية: لا نقبل أي وجود أجنبي بغزة.. ونحذر من مخاطر الممر المائيالقسام: نخوض اشتباكات ضارية بمحيط مستشفى الشفاءالإعلامي الحكومي يدين الانتهاكات الصارخة التي يرتكبها جيش الاحتلال بحق الطواقم الصحفيةمسؤول الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي"إسرائيل حولت غزة لمقبرة مفتوحة"تقرير أممي يتوقع تفشي مجاعة في غزةحماس: حرب الإبادة الجماعية بغزة لن تصنع لنتنياهو وجيشه النازي صورة انتصارفلاديمير بوتين رئيساً لروسيا لدورة رئاسية جديدةما مصير النازحين الذين حاصرهم الاحتلال بمدرستين قرب مستشفى الشفاء؟جيش الاحتلال يعلن عن مقتل جندي في اشتباكات مسلحة بمحيط مستشفى الشفاءتناول الشاي في رمضان.. فوائد ومضار وفئات ممنوعة من تناولهالصحة: الاحتلال ارتكب 8 مجازر راح ضحيتها 81 شهيداً
2024/3/19
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

دنيا ودين!بقلم:أكرم شلغين

تاريخ النشر : 2016-08-24
دنيا ودين!بقلم:أكرم شلغين
لم تعرف بريطانيا اليانصيب حتى عام 1994. في ذلك الوقت شرعت وسائل الاعلام والميديا تروج له على أنه حدث كبير في تاريخ بريطانيا الحديث. بدأت الناس في بريطانيا تتهافت بحماس منقطع النظير على اعتماد أسس ما في اختيار الأرقام، فهناك أصبح للتواريخ أهمية خاصة، يوم الولادة ويوم التعرف بالصديقة ويوم ولادتها، يوم الزواج، الحصول على عمل الخ... وجاء اليوم الذي سيتم فيه تعيين الفائزين وفق أسس بعيدة عن التلاعب....ولكن لم يفز أحداً...في اليوم الذي تلا راح البعض يتحدث مع مدرسي الرياضيات ومع من يفهم بالاحتمالات وراحوا يدفعون من النقود أكثر من قبل بقصد تعدد الحقول المملوءة بالأرقام اللازمة في الاختيار...ومن جديد جاء يوم تعيين الأرقام الفائزة ....ولكن، مرت أخرى، لم يفز أحدا بجائزة لها قيمة كبيرة...وراحت تتكوم الجائزة الكبرى ومجموعة الكاميلوت تعلن ذلك مشجعي الناس لتأخذ فرصتها وتلعب اليانصيب.... وراح المشهد يتكرر والجائزة الكبرى تتجمع وتكبر وتصبح عشرات الآلاف من الجنيهات السترلينية....و أصبح حديث الناس الجائزة الكبرى (الجاكبوت). مرت أسابيع على هذا الحال...وفجأة تم الإعلان عن ان أحدهم فاز بالجائزة الكبرى التي كان البشر ينتظرونه وقدرها 18 مليون استرليني...... لم تنته القصة هنا.. بل بدأت حيث أصبح الحديث يدور عن ذلك الشخص المحظوظ الذي ربح المبلغ الحلم!
في الأيام التي تلت، كتبت الصحف خبرا عن أن الذي فاز بالجائزة الكبرى يسكن في شمال إنكلترا...! بعد يومين أضافت صحيفة أن الرابح ليس ممن ولدوا في إنجلترا...! بعد أيام زادت الصحف في التشويق حين قالت انه من أقلية دينية تعيش في إنكلترا.... وبعده جاء في الصحف أن الرابح يسكن في منطقة تبعد 20,9 ميل عن مانشستر.... فعرف المهتمون أن الرابح يسكن في بلاكبيرن.... وبعدها بيومين قالت الصحف انه يعمل في مصنع.... إضافة التقاطع بعض الملاحظات مع التسريبات الصحفية لم يعد هناك أدنى مجال للشك لمن يسكن تلك المنطقة أن الرابح هو مختار محي الدين، ذلك الآسيوي المسلم الملتزم والمعروف بتدينه الزائد عن الحد المعروف! وهنا بدأت الأسئلة تطرح.
سأل جار انجليزي: هل اليانصيب حرام أم حلال في الإسلام!؟ 
- قطعاً إنها حرام! أجاب مالك
- هل كان يكذب علينا أم لى نفسه بزعمه انه مؤمن!؟ سأل صديق باكستاني
- بل كان يكذب على الله! أجاب سيد مجيب.
- لماذا يطلق العنان للحيته الكثيفة...!؟ تساءل أحدهم
- لماذا يشاركنا في الصلاة...!؟
- بماذا فكر عندما لعب اليانصيب....!؟ ألا
- الخ....الخ....
لعدة أيام لم يستطع مختار ان يواجه الناس وكلما لمحه أحدهم أصبح يخاف ان الأسئلة التي تناهى إلى سمعه ستتكرر ولكن هذه المرة وجهاً لوجه...! من الصعب التكهن عما دار في رأس مختار حينها....! ولكن من المؤكد أنه لم يفكر بأنه خرق العرف الديني حين لعب اليانصيب وهذا لا يتبعه لاحقا أي نوع من مراجعة الذات حول أن ما فعله بشكل خاص وسري بعيداً عن أعين الناس يتنافى مع ما يريده كشخص بصرف النظر عما تفكر به الناس... لقد لعب اليانصيب لأنه دون أن يفكر بالحلال والحرام ودوما مراقبة شخصية لذاته...... وذات يوم تفاجأ الناس انه حلق لحيته متخذا بذلك خطوة يبتعد بها عن الصوة النمطية للمسلم التي كان قد جهد طيلة سنوات ليقدم عن نفسه! دارت الأحاديث في الخفاء والعلن عن امتحان الاختيار ما بين الدين والدنيا...و كان حديث الجميع أن الامتحان لم يكن صعباً له فقد اختار الدنيا ومالها... وبالرغم من أن ما فعله يخمد جميع الأسئلة حول اختياره إلا أن الأسئلة ن تدينه وعمق ايمانه بقيت تقرع المسامع....هل كان مسلماً بحق؟ إلى أي حد يستطيع الإنسان أن يكون مرناً بقضايا الحلال والحرام...؟ الخ.. أيهما أحب إلى القلب مبلغ 18 مليون إسترليني أم أن يقول الناس أن المرء مؤمن!؟ لا أحد يعرف إن كانت نظرة من حول مختار له قد دفعته وزوجته سعيدة وأولادهم الثلاثة إلى تغيير أسمائهم وترك المنطقة وشراء بيت في منطقة أخرى (هوم كاونتيز) بمبلغ 350 ألف إسترليني أم أن الوضع الاقتصادي الجديد يفرض هيبة وهيئة مختلفتان! ربما أتى الجواب مبطناً حين كان مختار بعد عام بالضبط من تاريخ امتياز على مبلغ 18 مليون يترافع أمام المحاكم مع سعيدة لأنها افترضت أنها شريكته ليس فقط بدافع أنها زوجته بل لأنهما لعبا اليانصيب سوية! الق آسيوي آخر على الخبر بقوله هناك نعود الله نعم ولكننا مستعدين لنعبد الملايين أيضا لو توفرت لنا! نريد أسرة لكن المال أقرب إليك من أي إنسان! إنها الدنيا والدين!
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف