الأخبار
ما هي الخطة التي تعمل عليها حكومة الاحتلال لاجتياح رفح؟علماء فلك يحددون موعد عيد الفطر لعام 2024برلمانيون بريطانيون يطالبون بوقف توريد الأسلحة إلى إسرائيلالصحة تناشد الفلسطينيين بعدم التواجد عند دوار الكويتي والنابلسيالمنسق الأممي للسلام في الشرق الأوسط: لا غنى عن (أونروا) للوصل للاستقرار الإقليميمقررة الأمم المتحدة تتعرضت للتهديد خلال إعدادها تقرير يثبت أن إسرائيل ترتكبت جرائم حربجيش الاحتلال يشن حملة اعتقالات بمدن الضفةتركيا تكشف حقيقة توفيرها عتاد عسكري لإسرائيلإسرائيل ترفض طلباً لتركيا وقطر لتنفيذ إنزالات جوية للمساعدات بغزةشاهد: المقاومة اللبنانية تقصف مستوطنتي (شتولا) و(كريات شمونة)الصحة: حصيلة الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة 32 ألفا و490 شهيداًبن غافير يهاجم بايدن ويتهمه بـ"الاصطفاف مع أعداء إسرائيل"الصحة: خمسة شهداء بمدن الضفة الغربيةخالد مشعل: ندير معركة شرسة في الميدان وفي المفاوضاتمفوض عام (أونروا): أموالنا تكفي لشهرين فقط
2024/3/28
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

وجاء الفارس بقلم:أكرم شلغين

تاريخ النشر : 2016-08-24
وجاء الفارس بقلم:أكرم شلغين
كان عشاء السادة عامراً. أكلوا الكثير وشربوا من العرق الكثير وكانت مخلفاتهم كثيرة...بُعيد عصر اليوم الذي تلاه حملت الصبايا الكؤوس والصحون الفارغة والحلل الكبيرة إلى عين الماء في القرية ورحن يغسلنها...تعالت أصواتهن بالأغاني والمواويل وكأنهن يتبارين بمسألة مَن بينهن تمتلك الصوت الأجمل...! غنوا للضيعة وللطير ولجرن الكبة ولأبي الزلف والدلعونا...وأما واحدة منهن فقد أخذها الحماس وتركت من يدها الصدر النحاسي وراحت تغني: 
"عاليانا اليانا من غرامه يانا 
يا عيون حبيبي م السهر دبلانا..
ليه يا قميص النوم ليه بتلطم بزه ؟ 
تفاح الشامي والهوا بيهزه...
يا سعده كل مين له حبيب يعزه.. 
على السرير وينكشف رمانا..." 
كان صوتها عاديا وليس فيه ما يميزه من الجمال ولكن أداءها كان فاتناً وغنتها بروح يمتزج فيها الحب والفرح مع الرغبة وبنفس الوقت لا ينقصها الشجن...وأما تأثيرها فقد زاد في حيوية الصبايا فتمايلن وراحت كل منهن تغني بصوت يعلو أكثر فأكثر...ثم بدأ طقس يومي بنداء الروح ونداء الجسد فقد بدأن يتلاطمن بالأجساد...صرخت حسناء سيأتي الفارس وسيعطيني الحب وسأعطيه أكثر...أعادت كلمة أكثر ووثبت في مكانها...من الناحية اليسرى أردفت صبية أخرى قائلة: "وأنا سأعطيه ما يريد!" أما الثالثة فقد رفعت فستانها إلى ما فوق الركبة بقليل لتتكشّف عن ساقها وجزء من فخذها وقالت: " هذا للفارس..!" أما الرابعة فقد مالت برأسها نحو اليمين ليتدلى شعرها الأسود الناعم الطويل وقالت وهذا للفارس...وراحت جمهرة صبايا غسيل أواني الأكل والطبخ تتكلم عن الفارس...سيكون طويلاً...سيكون عريض الكتفين...عيناه بنيتان...سيحمل معه الهدايا...سيحملني ليصعدني إلى ظهر حصانه...وواحدة قالت سأقابل رجولته بأنوثتي وسأقابل كرمه بعطائي وسأجعله مفتونا بي ولا يقوى على مفارقتي، سينشد لي ولعيني ولشعري ولو ابتعدت عنه قليلا لأتعبد ربي سأجعله متيماً هائماً في وجهتي...ثم تنهدت وغنت:
"يا حنيّنه ويا حنيّنه ويا حنيّنه
لولا عيونك عالجبل ما طلعت أنا 
ع جبل دريوس لازرعلك دره
يام الجدايل عالكتاف مدردره
شو عملنا وشو سوينا وشو جرا
حتى العوازل ما يخشوا ديارنا...!؟"
وفجأة تقول إحداهن: لا تتهموني بالنكد ولكن...! لقد عتّمت...وسيحل الظلام دعونا ننتهِ من عملنا ونَعُدْ إلى بيوتنا...! وافقتها الثانية مضيفة بل سنتأخر كثيراً...! وبينما هن على هذا الحال إذْ سمعن صوت حوافر تضرب الأرض بحركات غير معهودة...فهي ليست بأصوات خبب خيل أوعدوه...! صمتت جميع الصبايا ورحن ينظرن إلى بعضهن بعضا وكأنهن يتساءلن...! وصارت تعابير وجوههن تشي بما في قلوبهن من أسئلة...أتُراه الفارس قد جاء الآن..!؟ تُرى من سيختار من بيننا..!؟ كيف سيبدو؟ وسيما؟ أسمرا؟ طويلاً؟ باسماً؟ سمحاً؟... بدأت أصوات الحوافر تقترب ووقعها يزداد غرابة...! قالت إحداهنّ إنه الفارس لم يشأ أن يأتي مسرعاً لسبب ما أو ربما أنه لا يريد إخافتنا.. تابعت الأخرى ربما الأمر كذلك..! وفجأة توقف الصوت لبرهة ثم عاد واقترب أكثر فأكثر... فبان في الظلمة حمار يعرج...قالت إحداهن لعله ربط حصانه في مكان ما من القرية..! ثم اقترب الحمار أكثر فتبين أن من يمتطيه رجل يتضح أنه قصير القامة وله حدبة وينحني قليلا إلى الأمام باتجاه رأس الحمار...شد الرجل رسن الحمار فتوقف...راح ينظر إلى الصبايا دون أن ينطق بحرف...جمدت الصبايا في أمكنتهن...تجرأت إحداهن وقالت: "نمسّيك بالخير!" فرمقها بنظره ولم يتكلم...سألت الثانية: "هل أتيتَ من مكان بعيد!؟" وسألت الثالثة: "أين حصانك الأبيض؟" وسألت الرابعة: "الفرسان يأتون في أوقات أخرى .. أأنت الفارس..!؟" وتابعت الصبايا أسئلتهن...ثم صمت الجميع لبرهة...بعد هنيهة، كسرت إحداهنّ الصمت وقالت: أنا وحيدة وأهلي يسكنون في الحي العالي...ونافستها الأخرى قائلة: "أيها الفارس أنا بنت حسب ونسب...!" أما الفارس فلم يردَّ عليهن ولم ينزل عن ظهر حماره...ولكنه راح يحرك رأسه نحو أقصى اليمين لينظر إليهن فتبين أنه بعين واحدة هي اليسرى...لم يكن ذلك عائقاً لهذا الفارس فواصلن الاستعراض...فجأة نطق الفارس وقال: أأنتن الصبايا..!؟ لا أرى الصبايا الذين حدّثوني عنهن في البعيد..! ربما يقصدون صبايا قرية أخرى...!! ثم شد رسن حماره وتابع سيره... توقفت الصبايا بذهول ولم يعدن يدرين ما يقلن...بعد قليل جاءت بعض الأمهات لترى سبب غيابهن..!
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف