الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/25
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

يوميات الحصار-الحلقة الخامسة بقلم: د.حنان عواد

تاريخ النشر : 2016-08-23
يوميات الحصار-الحلقة الخامسة  بقلم: د.حنان عواد
يوميات الحصار

في البدء أنت فلسطين

الحلقة الخامسة.

الزعيم ياسر عرفات المحاصر في مواجهة الطاغية شارون.

"تستلهم الكاتبة خبرتها الشعرية لترسم صورة ملائكية لعرفات،وتعلن تتويجه ملكا مخلدا لفلسطين."(محمد أمين المصري-الأهرام). 

هذه ليست هي المرة الأولى التي يواجه بها الفلسطيني التحديات الكبرى،ويقف

مع نفسه وأمنياته،ويؤكد وجوده بافشال محاولات الطمس والتشويه.

نذكر الهجرة القسرية والاحتلال الذي فرش أجنحته طويلا ،ثم ضرب المواقع الفلسطينية،ولكن شعبنا ظل يتحدى،وظل الرأس شامخا.

كانت الثورة الفلسطينيىة احدى روافد هذا التحدي الذي شكلته منظمة التحرير الفلسطينية في صنع الصيرورة الفلسطينية،والتي أخذت خطوات مضارعها

تضيء دروب التحرير،وقامت هذه المؤسسة بدور رائد في اغناء التجربة الثورية

في مقارعة الاحتلال،وحققت الانجازات السياسية الهامة،وحملت البشرى للشعب في الحرية والسيادة التي بدأ دفئها يقترب.

وصمد المناضلون أمام السجن والتعذيب والاعتقال،ومحاولات اغلاق المؤسسات

والتشويهات من قبل المحتل،ومن جهات أخرى تحاول اضعاف القرار الفلسطيني

والتشكيك فيه.وانطلقت الانطلاقة في بعثها الجديد في ظل انتفاضة قوية متحدية

تحمل صوتها المتميز لتحقيق الحرية والنصر ضمن برنامج وطني فلسطيني شمولي،أثمرت الانتفاضة اعلان الاستقلال،واعلان الدولة الفلسطينية التي اعترفت بها دول كثيرة،وبدأ الزمن الفلسطيني يتصاعد ويتصاعد.واستمرارا للخطوات الجادة في العبور الى أرض الوطن المعزز بأبنائه،أخذت عيون البدل الخاكية في هالاتها الضوئية، ترسم ملامح الوطن الفلسطيني،ولا تغفو الا على طمأنينة الروح

والكبرياء على أرض خضبها المجد.

وازداد العد التصاعدي في الزمن الفلسطيني المتوثب بانتفاضة الأقصى،انتفاضة الاستقلال،بنبض عودة الروح،واكتمال الحلم بالفدائيين والفدائي الأول.

وبدأت الرحلة التاريخية التي فجرتها تاريخية النضال الفلسطيني،هذه اللحظات

التي يبقى فيها القلب ينبض بشدة-لحظات لا ينظر اليها بالرؤيا الجغرافية فقط-

بل بالرؤيا الشاملة لعودة روح فلسطين،وهي تحتضن أبناءها العائدين،وتفجر الوعي في العالم.

ان "دولة العشاق"لا بد أن تقوم"،ولا بد للاحتلال أن يزول بفعل صمودنا وقوتنا

ومواقفنا الصلبة أمام التحديات الكبرى،أمام محاولة التزييف لحقائق وجود شعب..

بفعل قوتنا في حماية الكوفية الفلسطينية،والزيتونة الرومانية،حماية الروح الفلسطينية المبنية على الثقة المعمقة ما بين المناضلين وما بين القيادة المناضلة

والشعب المناضل.

مدينة القدس أخذت عصافيرها الصباحية المنتظرة تحمل ترانيم شدوها باقات روحية للقائد الذي عبر الصعب..والذي وعد بالنصر..وعد بالمجد وحافظ على الهوية..وظل صوته يعبر منابر العالم متحديا،حاملا صوت شعبه بكل كبرياء.

الكوفية الفلسطينية رمز الشموخ والنضال،وفي التفافها على الرأس الشامخ تستشعر شموخ المناضلين وراء القضبان وهم يرفعون الشعلة للأجيال،وشموخ

أرواح الشهداء..وشموخ كل من عشق فلسطين.

هي التي ستظل تحمل الحلم،وتظل خيوطها تتشابك في تدرج خطوات النصر.

هي الكوفية التي تجتاز الحصار وتعبر الى الطلاب والعمال وقطاعات الشعب في حلم ووعد.

هي الكوفية،تحمل كل نقاءات الدفاع عن وطن وشعب..

هي الكوفية،وهو القائد،يفجر من خلالها كل مواقف العطاء.

لن يتقهقر..ولن يقهر..بل سينتصروسيظل ينتصر،لأن النصرأهم ملامح كبريائه

وأهم ملامح كبرياء فلسطين.

أن تلك الأصوات الخائفة أو المتشككة..أقول لها بلغة من عرف الرمز..وأدرك عمق الموقف....

لا تحزنوا..فأيوب لا زال صابرا..وصلاح الدين لن يتقهقر..بل سيقهر المستحيل،

ويفجر النصرأكاليلا تلتف على هامات المنتصرين،موشحة بأعراس الشهداء.

ان الشعب هو المحك،وهو الوعي عند كل مفصل لحركتنا السياسة وتأزم الموقف..

ويظل هو القائد الوفي ضميرا لا تلعب به الريح، ولا يخطو على الرمال المتحركة.

وها هي البطولات والتضحيات والصمود الأسطوري الذي سجلته "جنين"،نابلس،

بيت لحم ،القدس وباقي المدن الفلسطينية، وهي تقاوم جيشا نازيا وضع نصب عينيه ابادة الشعب الشعب الفلسطيني وحصار الرئيس واستنفاذ قوته.

هي مدن تغرس النصر،وتغرس الارادة،ارادة الرئيس وارادة شعبه التي سترد على الطغاة.

ومن عبير الدم والتضحيات،ومن صمود ابي عمار واطلالته المباركة علينا من خلف الجدران الموصدة،تحملنا الموقف الأصعب،لأن فلسطين تزف الى فارسها الصامد،وهي الأغلى والأثمن من كل المراهنات،والثمن موقف صلب وتضحيات

كلما امتطى الزمن حصار طروادة،واختفت وجوه وظلت وجوه،ظل وجه الفارس بوعده الصادق يؤكد الموقف...

المزيد من الصبر...المزيد من الثقة والانتماء...المزيد من التضحية...

اننا في التجربة الحقيقية على أرض فلسطين..

صبرا آل ياسر،فان الكوفية هي الأغلى،

وأن عرس القدس مكلل بتيجان الغار..

يحملها فارس الرحلة اليها،

وعلى أسوارها ستضاء شموع الحرية،وينتصر الوعد.

يعبر المناضلون مداخلها،يسيرون عبر أزقتها وشوارعها في الرحلة الأقرب،

في رحلة السيادة،في رحلة الحرية التي يبدأ الابحار اليها من أعماق فلسطين،

بمدنها وقراها وانسانها الفدائي،ومن الحق الذي لا ينتهي ولا يتلاشى..

وكلما ارتفعت جدران الرعب،واشتد الغضب تزدهر فلسطين.

أزاهير المحبة وورود النصر ننشر عبيرها للعائدين،للقادمين مع الفجر.

وها هي أرواحنا تطوف في سمائنا لتبقى فلسطين،

"فلسطينية الروح والاسم،فلسطينية الميلاد والموت".

 

توحد الكوفية..

"ان الشعب الفلسطيني هو صوت رجل واحد اسمه ياسر عرفات،لأنه قائد الثورة

ورئيس السلطةالوطنية،وهو ضمير الوجود الحتمي الفلسطيني".

تتداخل الأيام وتمتد الساعات بطيئة سريعة تتفجر خلالها مواقف كثيرة،وفي كل يوم معركة

نضالية كبرى،وفي مقر الرئاسة معركة الوجود.

اليوم الثامن من نيسان،والمصادر السياسية ترقب وصول كولن باول عله يوقف هذه المجازر التي ترتكبها اسرائيل،وعله يغيب انحيازه لها.

تتحدث الأوساط السياسية عن ضغوط أخرى ستفرض على الرئيس،وفي دائرة هذه المحاور تشتد المجازر الوحشية في جنين،ويقاتل الأبطال ببسالة منقطعة النظير،تعلو الصرخات والنداءات والاستغاثات لانقاذ الجرحى ومواراة الشهداء التراب...

وياسر عرفات في الغرفة الصغيرة،يقف حوله أفراد طاقمه الخاص..وهو لا يمكن أن

يشعرك أنه قد أصيب بالاعياء،حتى لو ارتسمت على وجهه ملامح شحوب وارهاق،فانه ينفيها بنبرة صوته،وتحركه الدائم،وقراراته المتوازنة التي تبعد عن ذهنك صورة الحصار.

اليوم استطعت وبصوبة يتعذر وصفها أن أقتحم الحصار لأصل الى مقر الرئاسة بعيدا عن عيون القناص الاسرائلي.عبرت الشارع،وأخذت أتلمس طريقي ما بين الركام والخراب والدمار،أبحث عن ركن الفته،ووجوه أعرفها،عن لحظات جميلة واعدة تعمدت بروح البناء لأسس السيادة الفلسطينية.

وكلما كنت أشق الطريق بين الدبابات،يشتد حلمي بأن ألقاه.

حاولت بكل الجهد أن أعبر اليه،وكان الأمر مستحيلا،رغم أن هنالك رفعا مؤقتا لحظر التجوال لعدة ساعات،لكن الحظر على مقر الرئيس لا زال قائما،ولا يمكن الاقتراب خطوات منه دون رصاص القناصة الاسرائيليين المتربصين بأي عابر.

اقتربت من شجرة لوز خضراء كانت قريبة من المقر،لعل أغصانها الطويلة تمد جسرا بيني وبين مكتبه،لأقفز من النافذة أو من أي مدخل يكون ممكنا.

تابعت في خيوط الحصار وأسلاكها وصعوباتها لأصل الى مقر الأخوة الذين تحرروا من أصفاد الأسر،بعد تعذيب نازي مرصود،حيث تم اسر أكثر من األفي رجل من رجالنا في سجن عوفر الاسرائيلي،ومعهم عدد من النساء والأطفال الذين وفدوا الى المقرات الفلسطينية للاحتماء،والتقيت بهم واستقبلوني بروح معنوية عالية.كنت أخشى عليهم من العذابات

التي واجهوها من الاحتلال،والظلم الذي وقع عليهم،وقد صادر الاحتلال هوياتهم حتى لا يتمكنوا من التحرك.وقد استطاعت وكالة غوث اللاجئين بالتنسيق مع السلطة الوطنية،استضافتهم في الكلية الصناعية في مخيم قلنديا..وقمت مباشرة بالاتصال بالصليب الأحمر الذي عمل جاهدا لاسترجاع هوياتهم.

وحينما تجمع الأخوة في ذاك المكان، جاء صوت الرئيس ليثبت عزمهم،وليرحب بهم،وليشاركهم ظرفهم الصعب.لقد قام الرئيس بنفسه بالاتصال بهم،وبالطبع،ونظرا للظروف الموضوعية الشاقة،من غياب الماء وغياب الاتصالات المساعدة،لم يكن الاتصال مباشرا،بل كان بطريقة خاصة في ظلال ممكن الممكن.

وأخيرا وصلت الى مقر الرئيس....

ماذا تتوقع من انسان تسكنه الانسانية في كل جوارحه أن يقول؟؟

المفاجأة التي تحمل لنا عبير الصبر والصلابة،ان ياسر عرفات رحب بالأخوة الذين أفرج عنهم الاحتلال،وشجعهم بصوته القوي المألوف العادي،وكأنه يعيش في مقصورته المعتادة وفير الراحة.واستفسر عن كل فرد منهم..هؤلاء- كما يروي أحد المحررين،"وصلوا الى مقر الأونروا صباح السبت،وقام شباب المخيم باستقبالهم والاحتفاء بهم،واستطاع مكتب الرئيس

أن يتصل بهم مباشرة من المخيم في فترة وجودهم القصيرة بما تيسر من جاهزية الممكن.

وهذا أمر لم يكونوا يتوقعوه،نظرا لادراكهم مدى اشتداد الحصار على الرئيس وكوادر مكتبه.

ان مجرد اتصال طاقم الرئيس بهم،جعلهم في حلة معنوية عالية يصعب تصويرها..

لقد سمت نفوسهم بغد هذه الاطلالة الأخاذة،فما بالكم وهم يسمعون صوت الرئيس

يحييهم ويشجعهم ويضع الأمل في نفوسهم،ويطمئن على كل واحد باسمه وبموقعه

وبوجوده الانساني..من خلال الجهاز الداخلي جاءهم صوت القائد،واستمعوا اليه بشغف وفرح وصمود كبير.

ويضيف الأخ المحرر قائلا:كان صوته عاليا ،واضح النبرة،محملا بالتحدي.وقد استمعت اليه،وحادثته وهو يهدي تحياته الى كل محبيه ومناصريه وأصدقائه في

فلسطين والعالم.

يوجه تعليماته الينا..فشعرنا أن الرئيس يعيش معنوية عالية،وهو قادرفي ظل ها الظرف القاسي دون كهرباء ولا ماء ولا متطلبات حياتية أخرى-قادر أنيتابع المواقع وقادر أن يهتم بالقضايا الخاصة لكل منا...

هذا يشعرك أنه ذو قدرات خاصة جدا...رتب أمر الشباب من مقره،وتفقدحياتهم،وشد أزرهم وأمن لكل منهم سبيل الممكن للعيش بكرامة.

وظل يتابعهم ويستفسر عنهم..

كل هذه الشارات تضع شيئا من الطمأنينة بأن الرئيس بخير..

وقد قال لنا:"لماذا يضعون الدبابات خارجا،فليضعوها في غرفتي،انني لا أخشاها،

انني مشروع شهادة.

يتبع..
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف