الأخبار
"عملية بطيئة وتدريجية".. تفاصيل اجتماع أميركي إسرائيلي بشأن اجتياح رفحالولايات المتحدة تستخدم الفيتو ضد عضوية فلسطين الكاملة بالأمم المتحدةقطر تُعيد تقييم دورها كوسيط في محادثات وقف إطلاق النار بغزة.. لهذا السببالمتطرف بن غفير يدعو لإعدام الأسرى الفلسطينيين لحل أزمة اكتظاظ السجوننتنياهو: هدفنا القضاء على حماس والتأكد أن غزة لن تشكل خطراً على إسرائيلالصفدي: نتنياهو يحاول صرف الأنظار عن غزة بتصعيد الأوضاع مع إيرانمؤسسة أممية: إسرائيل تواصل فرض قيود غير قانونية على دخول المساعدات الإنسانية لغزةوزير الخارجية السعودي: هناك كيل بمكياليين بمأساة غزةتعرف على أفضل خدمات موقع حلم العربغالانت: إسرائيل ليس أمامها خيار سوى الرد على الهجوم الإيراني غير المسبوقلماذا أخرت إسرائيل إجراءات العملية العسكرية في رفح؟شاهد: الاحتلال يمنع عودة النازحين إلى شمال غزة ويطلق النار على الآلاف بشارع الرشيدجيش الاحتلال يستدعي لواءين احتياطيين للقتال في غزةالكشف عن تفاصيل رد حماس على المقترح الأخير بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرىإيران: إذا واصلت إسرائيل عملياتها فستتلقى ردّاً أقوى بعشرات المرّات
2024/4/20
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

السياسة التركية ما بين الجبن و العقلانية (تجاه الثورة السورية) بقلم: معاذ عبدالرحمن الدرويش

تاريخ النشر : 2016-08-22
السياسة التركية ما بين الجبن و العقلانية (تجاه الثورة السورية) بقلم: معاذ عبدالرحمن الدرويش
بسم الله الرحمن الرحيم
السياسة التركية ما بين الجبن و العقلانية (تجاه الثورة السورية)
من البديهي في عالم السياسة أن يحكم مواقفها المصالح، و من البديهي أن تضحي بالمنفعة الصغيرة مقابل المصلحة الكبيرة.
لكن عندما يتعدى الأمر إلى مسألة الوجود فمن الطبيعي أن تضحي بكل شيء في سبيل أن تحافظ على وجودك.
منذ انطلقت الثورة السورية المباركة كان موقف الحكومة التركية المؤيد و الداعم للثورة واضحاً و جلياً و لا يحتاج إلى تأويل.
و فتحت تركيا حدودها أمام الشعب السوري الهارب من الموت،و فتحت حدودها بالإتجاه الآخر لدخول الغداء و السلاح أيضاً.
و كان خطاب أردوغان الشهير لن نسمح بحماة ثانية في سوريا، قد سجله التاريخ.
إلا أن حماة ثانية و ثالثة و رابعة و خامسة قد حصلت و تركيا تتفرج، كان واضحاً ان تركيا تريد الإطاحة بنظام الأسد و بأسرع وقت ممكن،إلا أنها كانت تريد أن يحدث ذلك بدون أن تخسر شيئاً من مصالحها أو من أصدقائها.
فكانت تحلم بالدخول إلى الإتحاد الأوربي، و كانت علاقتها جيدة مع إيران و مع روسيا بنفس الوقت، وهي عضو بالحلف الأطلسي، إذا تركيا لم يكن لها أعداء ظاهرين في العالم و علاقتها جيدة مع الجميع.
لكن الظاهر أن الحكومة التركية لم تكن على دراية حقيقية ماذا يعني أن تنتصر الثورة السورية و ماذا يعني أن يطاح بنظام الأسد ، و لم تكن على الدراية الكافية بمدى علاقة نظام الأسد بكل شركائها و أصدقائها، و كانت تظن أن الأسد مصيره مصير من قبله مثل القذافي و حسني مبارك و زين العابدين .
عدم جدية تركيا في دعمها الحقيقي للثورة السورية خشية خسارتها أي من الأصدقاء ،كاد أن يودي بحياتها كاملة ، فتركيا كانت تراهن على الوقت في الإطاحة بنظام الأسد في حين أن أصدقائها - بالظاهر - أعدائها بالخفاء لم يكونوا يوفروا لحظة واحدة لاستغلالها في تثبيت نظام الأسد و الإطاحة بحكومة أردوغان.
فأول الخناجر في الخاصرة التركية كان ظهور الأكراد شمال سوريا كقوة عسكرية تهدد بإقامة دولة كردية على حدودها الجنوبية و مدعومة من قبل أمريكا و روسيا و غيرها من الدول الغربية ،و هذا أكثر ما تخشاه، و ثاني خنجر في الخاصرة التركية كان عبر محاولة الإطاحة بحكومة أردوغان سياسيا عبر الانتخابات ما قبل الأخيرة، و آخر الخناجر كان محاولة الإنقلاب و الذي لو كتب له النجاح لأصبحت تركيا في خبر كان.
أضف إلى أن كل حساباتها العقلانية كانت خاطئة،فحلف شمال الأطلسي أول ما تخلى عن تركيا سواء في محنتها مع روسيا و سواء في سحب بطاريات الباتريوت من جنوبها،و الأوربيون باعدوا المسافة بين تركيا و بوابة الدخول إلى إتحادهم،و الأمريكان دعموا الأكراد ، و الروس أعلنوا حربهم عليها و نسفوا كل شيء فيما بينهم.
كل هذا حصل بسبب أن الحكومة التركية لم يكن لديها الجرأة لدعم الثورة السورية بشكل الكافي لإسقاط الأسد أو على الأقل لتعديل كفة الثوار عسكرياً ، و معركة حلب الأخيرة خير مثال على ذلك.
و إذا كانت تركيا بعد نجاتها من الإنقلاب ستعود و تراهن على روسيا أو غيرها في الحفاظ على مصالحها ، بدون الإطاحة بنظام الأسد ،و خاصة بالنسبة لموضوع الأكراد فإن رهانها خاسر ، فالروس والأمريكيان و الغرب لن يتوانوا لحظة واحدة لو سمحت الفرصة بالمستقبل باغتيال تركيا.
فتركيا مصلحتها أولا و آخرا مع ثوار سوريا ، ففي حال انتصار الثورة السورية أكثر المنتفعين سيكون تركيا، فالحرب في سوريا أشبه بحرب عالمية ، و ستكون تركيا في موقف سياسي متصدر في المنطقة و في العالم، و ستصبح سوريا حديقة خلفية لكل مشاريعها السياسية و الإقتصادية هذا من ناحية ، و من ناحية ثانية لا يوجد ضامن حقيقي لعدم قيام كيان كردي شمال سوريا جنوب تركيا إلا إذا انتصر ثوار سوريا، لأن هؤلاء هم من سيقاتل الأكراد و يقاتلون كل من يحاول المساس بوحدة سورية أيا من يكون في حال انتصار ثورتهم.
الوقت ليس في صالح الحكومة التركية ، و إذا لم يكن لدى الحكومة التركية الشجاعة الكافية لاتخاذ مثل هكذا قرار فإنها مستقبلها سيبقى على كفي عفريت ، ما دام نظام الأسد و من معه ينبض بالحياة .
فقضية الثورة السورية بالنسبة لتركيا ليست مصلحة جيرة و حسب ،و إنما قضية وجود سواء أكانت مقتنعة بذلك أم لا؟
معاذ عبدالرحمن الدرويش
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف