الأخبار
عشرة شهداء بينهم أطفال في عدة استهدافات بمدينة رفح"عملية بطيئة وتدريجية".. تفاصيل اجتماع أميركي إسرائيلي بشأن اجتياح رفحالولايات المتحدة تستخدم الفيتو ضد عضوية فلسطين الكاملة بالأمم المتحدةقطر تُعيد تقييم دورها كوسيط في محادثات وقف إطلاق النار بغزة.. لهذا السببالمتطرف بن غفير يدعو لإعدام الأسرى الفلسطينيين لحل أزمة اكتظاظ السجوننتنياهو: هدفنا القضاء على حماس والتأكد أن غزة لن تشكل خطراً على إسرائيلالصفدي: نتنياهو يحاول صرف الأنظار عن غزة بتصعيد الأوضاع مع إيرانمؤسسة أممية: إسرائيل تواصل فرض قيود غير قانونية على دخول المساعدات الإنسانية لغزةوزير الخارجية السعودي: هناك كيل بمكياليين بمأساة غزةتعرف على أفضل خدمات موقع حلم العربغالانت: إسرائيل ليس أمامها خيار سوى الرد على الهجوم الإيراني غير المسبوقلماذا أخرت إسرائيل إجراءات العملية العسكرية في رفح؟شاهد: الاحتلال يمنع عودة النازحين إلى شمال غزة ويطلق النار على الآلاف بشارع الرشيدجيش الاحتلال يستدعي لواءين احتياطيين للقتال في غزةالكشف عن تفاصيل رد حماس على المقترح الأخير بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى
2024/4/20
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

دور الإعلام في ترسيخ قيم الانتماء بقلم د. أكرم إبراهيم حماد

تاريخ النشر : 2016-08-22
دور الإعلام في ترسيخ قيم الانتماء
بقلم د. أكرم إبراهيم حماد

من نعم التطور التكنولوجي التي يعيشها المواطن في كل مكان أن أصبح العالم قرية صغيرة يمكنك تصفح أخبارها في كل وقت وحين دون كبير عناء ، وأنت تجلس في بيتك أصبح بمقدورك متابعة أحداث العالم أجمع والمشاركة في هذه الأحداث عبر وسائل التكنولوجيا الحديثة فتؤثر فيها وتتأثر بها رغم تباعد المسافات ، بل وأكثر من ذلك ربما قلصت هذه الوسائل التكنولوجية الحديثة الأزمنة فأصبح من السهل الاطلاع على أحداث مضت بل واستشراف المستقبل من خلال قراءة أحداث الماضي وتحليل الواقع .
في ظل هذا التطور الذي يعيشه المواطن الكوني تضاءل شعور الفرد بالانتماء : الانتماء لذاته، الانتماء لوطنه ، الانتماء لعمله ، الانتماء لبيئته، الانتماء لأسرته .
إن تراجع الشعور بالانتماء وسيادة مبدأ "نفسى ومن بعدى الطوفان" إنما هو نذير مرض اجتماعي استفحل بين أوساط المجتمع وخاصة الشباب ، وأياً كانت أسباب هذا المرض فهي عديدة في مجتمعاتنا وربما أبسطها فقدان الثقة بالحكومات والمسئولين في ظل حالة الضياع التي يعيشها الشباب العربي ، إنه ذلك الجيل الذي ولد وترعرع في كنف سطوة طبقة نافذة لم يجد من ساستها وقادتها سوى الوعود الكاذبة بالرفاهية ورغد العيش والمستقبل الزاهر وكأنما هم يفصلون جوانب الحياة المختلفة على مقاسهم ، ثم يعممون هذه المقاسات على المجتمع بكافة شرائحه فيتمثلون المجتمع يعيش نفس الحالة التي يعيشونها هم.
إن ضعف الشعور بالانتماء إنما مرده أوضاع قد تفرض على الإنسان رغم إرادته، فقد يكون هناك ظلم اجتماعي يتسبب في حرمان المواطن من الحصول على الحد الأدنى من متطلبات الحياة، أو تردى الحياة السياسية والاقتصادية وتدهورها، خاصة إذا صاحب ذلك حالة من الفساد تتسبب فيه طبقة نافذة تتحكم في مصير المواطن والوطن .
في خضم كل هذه الأحداث يجدر بوسائل الإعلام المختلفة التي ما زالت تعلن وتجاهر بانتمائها للوطن أن تنبري للدفاع عن قيم الانتماء لهذا الوطن وتدافع عن المظلومين من أبنائه ، مجاهرة بمواطن الخلل ، داعية إلى ترسيخ قيم الانتماء والمواطنة لدى الجميع عبر كل الوسائل التي يمكن أن تحيي في هذا المواطن شعور وإحساس الانتماء للوطن ، وعندما نقول الانتماء للوطن نعلنها عبر كل وسائل التعبير بالانتماء ، فالانتماء للعمل والإخلاص فيه هو انتماء للوطن أما مقولة " أنا أشتغل على قدر ما أتقاضى راتب " فهو انعدام للثقة وتراجع في الانتماء، والمحافظة على سلامة ونظافة الأماكن العامة هو انتماء للوطن، فلدينا أماكن عامة يمكن أن تكون من أجمل الأماكن إذا أنعشنا فينا شعور الانتماء للوطن ، ومن يسعى لتدمير شواطئ البحر عبر جعلها مصباً لمياه الصرف الصحي محاولاً تدمير المصايف الوحيدة التي يهرب إليها الناس صيفاً هو بحاجة إلى إعادة إنعاش الشعور بالانتماء لديه ، وكثيرة هي النماذج التي يمكن الحديث عنها في مجال الانتماء وإحياء الشعور بالانتماء .
إن المطلوب أن تنبري وسائل الإعلام المختلفة لتدافع عن قيم الانتماء عبر إثارة الصحوة بسبل ووسائل الانتماء المختلفة وإبراز مواطن الخلل المختلفة، وما أكثرها .
عندما نتحدث عن وسائل الإعلام لا نقصد وسيلة بعينها وإنما نقصد كل وسائل الإعلام المقؤوءة والمسموعة والمرئية .
وعندما نتحدث عن وسائل الإعلام لا نقصد إتاحة مجال للثرثرة الإعلامية عبر وسائل الإعلام المختلفة ليناقش فيها أياً كان هذه القضية ، وإنما نقصد بذل الجهد الصادق ، والمحاورة البناءة واللقاء الهادف عبر حسن اختيار الشخصيات القادرة على إنعاش هذه القيم لدى المواطن ، وترغيبه وتزويده بشحنات دافقة من الحب والانتماء والإخلاص للوطن .
نعم هذا ما نريد ولا نريد مجرد الثرثرة الإعلامية الفارغة من أي مضمون ، وما أكثر القضايا الوطنية التي يمكن الحديث فيها ، وأسوق على سبيل المثال لا الحصر بعضاً منها :
- قضية المحافظة على نظافة الأماكن العامة : فكثيراً ما نجد المواطن من نافذة سيارته الحديثة يلقي بأكياس بقايا مأكولات في الشارع العام وكأن الأمر لا علاقة له به قطعياً .
- زيارة المرضي للمستشفيات وحالة الفوضى المصاحبة للزوار في غرف المرضى .
- إعادة النظر في تلويث مياه البحر وجعل شواطئه مصباً لمياه الصرف الصحي .
- كثر الحديث في الآونة الأخيرة عن دور البلديات في النهوض بالمدن والقرى في الوقت الذي ما زالت أكوام من النفايات تغص بها بعض المناطق دون أن تجد من يلعن الشيطان ويتولى إزالتها .
والنماذج كثيرة ويمكن تناول العديد منها بالمناقشة والتحليل والسعي الحقيقي لإيجاد الحلول .
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف