الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/26
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

نيلسون مانديلا والجبل سايمون بقلم د. مصطفى البرغوثي

تاريخ النشر : 2016-07-31
نيلسون مانديلا والجبل سايمون بقلم د. مصطفى البرغوثي
نيلسون مانديلا والجبل سايمون

بقلم د. مصطفى البرغوثي

 الأمين العام لحركة المبادرة الوطنية الفلسطينية

 تمثل جنوب افريقيا تجربة غنية في الكفاح ضد العنصرية ونظام الابارتهايد المتوحش.

ورغم وجود فوارق بين الوضع الفلسطيني وما ساد في جنوب إفريقيا فان هناك نقاط تشابه وتقاطع كثيرة أحدها أن فلسطين وجنوب إفريقيا تعرضتا لاستعمار استيطاني، وترسخ في الحالتين تحت إشراف الاستعمار البريطاني.

وافرز كلا الاستعمارين نظام أبارتهايد قائما على التمييز العنصري، على أساس اللون في حنوب افريقيا، وعلى أساس الانتماء القومي في فلسطين, وفي حالتنا كحالتهم تلعب حركة المقاطعة دورا رئيسا في إسقاط نظام الابرتهايد والعنصري.

وقد ارتبط النظامان العنصريان بروابط وثيقة. رئيس جنوب إفريقيا العنصرية تفاخر في عام 1961

بالقول أن إسرائيل مثل جنوب إفريقيا " دولة ابارتهايد".

الثورة الفلسطينية دعمت مناضلي جنوب إفريقيا والمؤتمر الوطني الإفريقي، وقال لنا مناضلوه أنهم كانوا يظنوا أن فلسطين ستحقق حريتها قبل جنوب افريقيا.

ولعل ذلك كان أحد  الدوافع وراء جملة نيلسون مانديلا الشهيرة يوم سقط نظام الفصل العنصري عندما قال :" ان حريتنا لن تكتمل إلا بحرية الفلسطينيين". "

دون شك أن خصمنا أقوى وأشرس من الخصم الذي واجهه شعب جنوب إفريقيا وامتداداته الدولية أوسع.

لكن هناك الكثير مما يمكن أن نتعلمه من خبرة النضال ضد العنصرية الاستعمارية في جنوب إفريقيا والذي بدأه غاندي قبل ان ينتقل بتجاربه الى الهند ليقود نضالها الناجح للاستقلال عن بريطانيا الاستعمارية.

يقول أصدقاؤنا من قادة النضال الإفريقي، أن أهم عاملين ساهما في اسقاط نظام التمييز العنصري ، كانا التنظيمات الجماهيرية الشعبية الواسعة محليا، وحركة المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات دوليا.

وبلغ عدد التنظيمات الشعبية الكبيرة في المؤتمر الوطني الافريقي ست وتسعون ائتلافا من الاتحادات النقابية والطلابية إلى المنظمات النسوية والصحة والشبابية وغيرها.

وعندما وصل نظام الفصل العنصري الى خطر الانهيار بفعل الكفاح الشعبي وقوة المقاطعة، طلب التفاوض سرا مع مانديلا الأسير في سجنه، فرفض.

ولم يقبل أن يفاوض إلا بعد أن تلقى تفويضا من الستة وتسعين تنظيما شعبيا، وعندما بدأت المفاوضات فانه كان ملزما بالتقيد بالخطوط التي حددتها القيادة الجماعية للمؤتمر الوطني،و كان ملزما هو ومن معه بتقديم تقارير دورية، دقيقة، وصحيحة لكل ما يجري .

وبذلك حرم مضطهديه من فرصة الاستفراد به أو بغيره في مفاوضات سرية كما فعل الاسرائيليون بالمفاوضين الفلسطينيين.

روح القيادة الجماعية وممارستها واحترام قواعد الديمقراطية الداخلية هو ما منح نيلسون مانديلا مكانته، التي عززتها استقامته الخلقية وتغليبه الدائم للمصالح العامة على مصلحته الخاصة ان حدث تعارض بينهما.

في آخر عامين من سجنه الذي استمر سبع وعشرين عاما، نقل مانديلا الى بيت أشبه بالسجن ليخوض المفاوضات من أجل حرية شعبه.

وملأ قادة الفصل العنصري البيت بأدوات التصنت ليتجسسوا على مانديلا الذي فهم بذكائه مقاصد وضعه في ذلك البيت.

ولذلك كان يتجنب الحديث في القضايا السياسية داخل البيت حتى لا تلتقطها أجهزة التجسس.وكان يتباحث مع رفاقه في الفضاء خارج البيت، وحتى عندما كان يريد مراجعة أفكاره كان بخرج للفضاء و يخاطب جبلا هائلا ينتصب أمام بيته، وأعطى ذلك الجبل بعدا إنسانيا عندما اطلق عليه اسم سايمون.

العبرة في ذلك ان استراتيجيتة وتاكتيكاته بقيت سرا على خصمه، لكنها كانت معروفه لرفاقه في الكفاح وللقيادة الجماعية وللشعب الذي يمثله.

وهكذا اكتسب مزيدا من القوة ولم يسمح لأعدائه بعزله ابدا عمن يمثلهم.

انتصر شعب جنوب افريقيا، وهزم نظام الابارتهايد ، ونستطيع أن ننتصر نحن أيضا في فلسطين بإتقان فن خوض النضال الشعبي الواسع واستخدام سلاح المقاطعة والاستناد الى الديمقراطية في تنظيم علاقاتنا.
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف