الأخبار
"عملية بطيئة وتدريجية".. تفاصيل اجتماع أميركي إسرائيلي بشأن اجتياح رفحالولايات المتحدة تستخدم الفيتو ضد عضوية فلسطين الكاملة بالأمم المتحدةقطر تُعيد تقييم دورها كوسيط في محادثات وقف إطلاق النار بغزة.. لهذا السببالمتطرف بن غفير يدعو لإعدام الأسرى الفلسطينيين لحل أزمة اكتظاظ السجوننتنياهو: هدفنا القضاء على حماس والتأكد أن غزة لن تشكل خطراً على إسرائيلالصفدي: نتنياهو يحاول صرف الأنظار عن غزة بتصعيد الأوضاع مع إيرانمؤسسة أممية: إسرائيل تواصل فرض قيود غير قانونية على دخول المساعدات الإنسانية لغزةوزير الخارجية السعودي: هناك كيل بمكياليين بمأساة غزةتعرف على أفضل خدمات موقع حلم العربغالانت: إسرائيل ليس أمامها خيار سوى الرد على الهجوم الإيراني غير المسبوقلماذا أخرت إسرائيل إجراءات العملية العسكرية في رفح؟شاهد: الاحتلال يمنع عودة النازحين إلى شمال غزة ويطلق النار على الآلاف بشارع الرشيدجيش الاحتلال يستدعي لواءين احتياطيين للقتال في غزةالكشف عن تفاصيل رد حماس على المقترح الأخير بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرىإيران: إذا واصلت إسرائيل عملياتها فستتلقى ردّاً أقوى بعشرات المرّات
2024/4/20
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

وعد فأوفى...حلب تتحرر بقلم:د. خيام الزعبي

تاريخ النشر : 2016-07-31
وعد فأوفى...حلب تتحرر بقلم:د. خيام الزعبي
وعد فأوفى.... حلب تتحرر

الدكتور خيام الزعبي

الخطأ الأكبر الذي وقعت فيه داعش وأخواتها هو سوء تقديرها لقوة خصومها، وقدرة النظام السوري وحلفاؤه على الصمود طوال هذه السنوات، برغم الدعم الغربي والتركي لها في سورية، فطرد وسحق  عصابات داعش وأخواتها التكفيرية في حلب أعطى الجيش السوري مؤشر ودفعة قوية في هذه الحرب، لذلك وجد الجميع أن الرئيس الأسد كان واضحاً ودقيقاً عندما قال " إن موازين القوى أصبحت للجيش السوري وتنظيم داعش أصبح عاجزاً عن تحقيق أهدافه"، وإنطلاقاً من ذلك ينظر السوريون إلى يوم تحرير ما بقي من المناطق تحت سيطرة داعش حتى آخر شبر منها ورفع العلم العربي السوري فوق ثراها بعد تطهيرها من العملاء والمأجورين ،  كما يجدد السوريون إصرارهم على استكمال معارك التحرير، وتخليص سورية من إرهاب القاعدة وتنظيماتها المختلفة.

اليوم أوفى الرئيس الأسد بوعده الذي قطعه لنا بتطهير حلب من الدواعش وأدواتهم، ذلك، في كلمته أمام مجلس الشعب بمناسبة الدور التشريعي الثاني عندما قال "ستتحرر حلب قريباً وستكون مقبرة للأعداء وأحلامهم" وأنه " كما حررنا تدمر وقبلها كثير من المناطق سنحرر كل شبر من سورية من أيديهم فلا خيار أمامنا سوى الانتصار"، مشدداً على أنه لن يسمح للقوى المتطرفة والمجموعات المسلحة أن يسيطروا على سورية ولا لإسرائيل وحلفاؤها  أن يحققوا أهدافهم، بل ستبقى سورية لشعبها وأهلها ووحدهم من يقررون دستورها ورئيسها وموقعها في المعادلة، وذلك بعد نجاح الجيش في إلحاق هزيمة قاسية بالمسلجين في مدينة حلب، فالمشهد الذي تشهده من إحتفالات شعبية في شوارعها وميادينها يؤكد بما لا يدع مجال للشك بأن المشروع الغربي -التركي يواجه سقوطاً وفشلاً ذريعاً على أبواب حلب.

إن تحرير حلب يعني فشل سياسة أردوغان وحلفاؤه تجاه سورية، التي ينتهجها منذ أكثر من خمس سنوات، في حين أنه بالنسبة لدمشق يعني تحولاً كبيراً في الحرب، لأن الجيش السوري بفرضه السيطرة على المدينة، سيقطع طريق وصول الأسلحة والمقاتلين إلى المجموعات الإرهابية، التي تسعى جاهدة إلى نشر الفوضى وزعزعة الأمن والاستقرار، وذلك لفرض إرادتهم على الشعب السوري  بالقوة والعنف، من خلال استهداف قوات الجيش ، وقطع الطرق وتدمير الممتلكات العامة والخاصة، كما يعتبر تحرير حلب بداية التحول الحقيقي على الأرض لتفتيت المناطق التى يسيطر عليها داعش وتحويلها إلى جيوب تسهل محاصرتها وتضييق الخناق والقضاء عليها بشكل كامل، هذا ما يمثل خطوة هامة فى طريق القضاء على داعش وخلافته فى سورية والمنطقة، من خلال السيطرة على مفترق الطرق والمواصلات الهامة تجاه حلب، مما يتيح للجيش السوري وحلفاؤه التقدم باتجاه باقي المدن لتحريرها.

لا يخفى على أحد الدور التركي في حرب سورية من خلال دعم وتمويل المجموعات المسلحة بكل الإمكانيات من المال والسلاح ، كما سخرت تركيا وأمريكا الإرهاب لتنفيذ أهدافهم، ولم يتوقعوا أن حفرتهم التي كانوا يعدوها لسورية من دعم لهذه المجموعات المسلحة سيقعون بها، وسينقلب السحر على الساحر، لذلك إقتنعت تركيا بشكل كامل بأن لا مخرج لها من مستنقع الفشل الذي إنغمست به في المنطقة، إلا بالعودة إلى دمشق كونها صاحبة النفوذ الواسع والعلاقات المؤثرة في الإقليم، على ضوء ذلك، صدرت إشارات من القادة الأتراك توحي بوجود  تغيير إيجابي في  الموقف التركي حيال الأزمة السورية، فقد أعلن أردوغان ان خلافات بلاده مع الجيران أصبحت "وراء ظهورنا"، وسبقه رئيس وزرائه الى القول بأن أنقره تسعى لتطبيع العلاقات مع دول الجوار، ثم جاء الاعلان الرسمي عن زيارة يقوم بها أردوغان الى موسكو في التاسع من آب، لبحث تطبيع العلاقات مع روسيا، تلا ذلك، رفع يدها عن سورية وعدم تدخل القوات التركية مباشرة، في المعارك في شمال حلب، كما كانت تفعل ذلك عادة وبشكل مستمر، ويفسر هذا هو حصول تغيير تركي ما، قد يكون تقارب  مع سورية وروسيا وايران ، على حساب التحالف مع أمريكا وأوروبا، اللذين يشنان حملة إنتقادات شديدة ، ضد حملة الإعتقالات والإقالات التي ينفذها أردوغان على خلفية الإنقلاب الفاشل، وهذا يدل أن هناك مسار جديد موجود في سورية والمنطقة، وهذا فتح باب أمام مستجد جديد له إنعكاس على سورية والعالم بأكمله.

في سياق متصل بدأت نهاية داعش تقترب بعد أن فقدت وخسرت ما يفوق الخمسين في المائة من الأراضي التي إحتلها سابقاً، وبدأت شوكة الإرهاب بالإنحسار والإنكسار في مختلف المناطق السورية التي إحتلتها، قضلاً عن هروب آلاف الإرهابيين باحثين عن فرصة للعودة الى بلدانهم الأصلية، بعد التقدم والنصر الكبير الذي حققه الجيش السوري في جبهات القتال وخاصة في حلب، وبذلك فإن بات حلم داعش بقيام "دولة الخلافة" "تتحطم أمام عينيها، وبخسارة داعش لهذه المناطق، يكون التنظيم تلقى هزيمة كبيرة تجعل الجيش السوري أكثر شجاعة وقوة، وبذلك مثلت إستعادة الجيش السوري لمدينة حلب أكبر نصر عسكري لدمشق  ومن ناحية أخرى يستعد لدخول كافة الأماكن التي تطلق منها النيران ليقوم بعملية تمشيط واسعة لتطهير كل شبر من سورية من جيوب المليشيات والقوى المتطرفة التي تحاول بث الذعر في قلوب المدنيين عبر تنفيذ مجازر وتفجيرات في كل مكان تكون فيه.

مجملاً...إن المشهد الذي تشهده سورية يؤكد بأن المشروع الغربي"الشرق أوسط الجديد" يواجه سقوطاً وفشلاً ذريعاً على أبواب حلب ، وأن سورية اليوم تحدد النظام الإقليمي الجديد وتعيد رسم خارطته السياسية، ومعركة حلب ھي التي تحدد مستقبل سورية وترسم خارطتھا وبذلك أحدث هذا النصر إنقلاباً إستراتيجياً وخللاً كبير في ميزان الردع لدى أعداء سورية، وأقفلت باب تقسيم سورية وأنهت "دويلة الشمال" السوري، كما فتحت باب الحل في سورية وأفشلت حلم البعض بضرورة تنحي الرئيس الاسد لا سيما تركيا المنهمكة الان بإعادة الهدوء الداخلي بعد الانقلاب الفاشل برغم كل المعطيات التي تشير بأنها دخلت نفقاً مظلماً  من عدم الاستقرار والاضطراب السياسي،  ومن غير الواضح أنها ستخرج منه قريباً.

بإختصار شديد يمكنني القول، إن رفع العلم السوري على مدينة حلب بعد تحريرها، انتصار لشهداء الوطن وجنوده البواسل الذين ما زالوا على أرض المعركة، يدافعون عن حقوق وإرادة الشعب السوري التي اغتصبها منها المتطرفينن، وبالتالي وعد الرئيس الأسد ذوي الشهداء وأوفى بوعده، لتكون بداية للنصر الكبير، الذي سيفرح جميع أبناء الدولة السورية.

[email protected]
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف