الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/26
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

العمل الجمعوي بالمغرب: الأزمة و البدائل بقلم:عبد الكريم اوبجا

تاريخ النشر : 2016-07-30
العمل الجمعوي بالمغرب: الأزمة و البدائل بقلم:عبد الكريم اوبجا
العمل الجمعوي بالمغرب: الأزمة و البدائل


عبد الكريم اوبجا
إن العمل الجمعوي الملتزم، على حد تعبير عبد اللطيف اللعبي، هو إحدى الرئات النقية التي تتنفس منها الثقافة التقدمية والتحررية و قطب من أقطاب المقاومة الثقافية، و يمارس ثقافيا وفكريا على جبهات مختلفة: آداب، فنون، مسرح، سينما، موسيقى، إبداع، و مختلف التعبيرات الثقافية الشعبية المتنورة الأخرى. 

غير أن العمل الجمعوي التقدمي بالمغرب يعيش تعثرات و يعرف تراجعا خطيرا جراء محاصرته من طرف الجمعيات المحسوبة على "المخزن" و القوى الأصولية، و بسبب فقدان البوصلة و غياب أرضية ثقافية و فكرية موجهة و ذات بعد استراتيجي.

و قد قسم الباحث طيب العياد تاريخ العمل الجمعوي بالمغرب إلى أربعة مراحل، فيما ارتأينا إضافة مرحلة خامسة لما تشكله من راهنية:

- مرحلة 1914–1955، و عرفت ميلاد أولى الآليات التنظيمية لممارسة العمل الجمعوي بالمغرب خلال فترة الحماية، وشهدت هذه المرحلة تأسيس الحركة الوطنية لأول جمعية وطنية في أكتوبر 1932.

- مرحلة 1956-1975، وقد عرفت ظهور أول نص قانوني لتنظيم الجمعيات بالمغرب، و شهدت هذه المرحلة ميلاد جمعيات وطنية تشتغل في مجال الطفولة والشباب كحركة الطفولة الشعبية والجمعية المغربية لتربية الشبيبة وجمعية الشعلة للتربية والثقافة، و استلهمت روح خطاب حركة التحرر الوطني لكنها عانت من ضعف وسائل العمل والتضييق من طرف السلطات.

- مرحلة 1976-1990، و اتسمت هذه المرحلة باتساع رقعة العمل الجمعوي و انتشار الجمعيات "الإدارية" بهدف محاصرة الجمعيات الثقافية و الحقوقية لليسار و الجمعيات الخيرية و الدعوية لتيارات الإسلام السياسي، مما أثر سلبا و كبح مد الحركة الجمعوية التقدمية.

- مرحلة 1990-2004، حيث برزت جمعيات التنمية المحلية والبيئة ومحاربة الرشوة وحماية المستهلك والدفاع عن الثقافة والهوية الأمازيغية.

- مرحلة 2005 إلى الآن، و عرفت هذه المرحلة إطلاق ما يسمى بـ"المبادرة الوطنية للتنمية البشرية" استجابة لسياسة صندوق النقد الدولي و البنك العالمي التي توصي بتقليص الدولة لنفقاتها في مجال القطاعات الاجتماعية العمومية في أفق خوصصتها و دفع الدولة إلى التشجيع على خلق جمعيات تنموية تشاركها و تنوب عنها في مهمة التنمية المحلية و القروية و الجهوية. 

و تمكن المخزن خلال العقد الأول من الألفية الثانية من احتواء أغلب النخب الجمعوية عبر إرشائها و فتح لبعضها المجال للاغتناء من تمويلات المنظمات غير الحكومية الأجنبية، و ذلك مقابل تسويق أوهام التنمية المحلية و إنجاح المبادرات المخزنية من قبيل "المبادرة الوطنية للتنمية البشرية" و "البرنامج التشاركي المغربي" و جمعيات القروض الصغرى و مبادرات التشغيل الذاتي. 

و الحاصل أن واقع "التنمية المعاقة" و حجم التفقير و التهميش و الإقصاء الاجتماعي لم يفسح المجال للمخزن بجمعياته التنموية للنفاذ بجلده من هبات اجتماعية و شعبية في المناطق المهمشة (طاطا 2005، بوعرفة 2006، إفني 2006، صفرو 2007...)، قبل أن يؤدي ذلك إلى خلق تراكم نوعي أفرز الدينامية الشعبية التي أطلقتها حركة 20 فبراير إبان الربيع الديمقراطي في 2011.

كما اتسم العقد الثاني من الألفية الثانية بتعميق سياسات التقشف العالمي و المحلي مما ينذر بتقلص و جفاف منابع التمويلات الأجنبية و المحلية للمشاريع التنموية الوهمية، و هو الوضع الذي سيؤدي لا محالة إلى أزمة خانقة داخل المشهد الجمعوي التنموي المخزني، و سيقدم بالمقابل فرصة تاريخية لبروز الحركة الجمعوية الثقافية الجذرية و الحركات الاجتماعية المناضلة.

و يظل بذلك العمل الجمعوي الثقافي الملتزم هو المجال البديل و الضروري لخوض الصراع الثقافي و الفكري ضد الثقافة/الإيديولوجية السائدة التي تكرس الأمية و الجهل و التخلف، و هو فضاء يسمح بالتجذر في أوساط الشبيبة المغربية لتثقيفها و الرفع من وعيها بقضايا المجتمع و تخليصها من الوعي الزائف الذي تنشره مؤسسات إعادة الإنتاج (الأسرة و المدرسة و الشارع و الإعلام) وتروج له "القوات المسلحة الإيديولوجية" (نكاية في مثقفي السلطة حسب تعبير محمد منير الحجوجي).

---------------
هوامش:
- عبد اللطيف اللعبي، "المسألة الثقافية و العمل الجمعوي بالمغرب"، 1983.
- طيب العياد، "العمل الجمعوي بالمغرب"، 2015.
- محمد منير الحجوجي، القوات المسلحة الأيديولوجية، 2015.
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف