بسم الله الرحمن الرحيم
بقلم / المهندس نهاد الخطيب
فخامة الرئيس عفارم
لا شك أن مبادرة الرئيس أبو مازن بمقاضاة بريطانيا ، والتي أطلقها في القمة العربية الأخيرة في نواكشوط ، قد مَثّلت مفاجأةً للكثيرين ،لسببين : أولاً أنه لم يجرِ تسريبها كالمعتاد ، وهذا تطور إيجابي في العمل السياسي الفلسطيني ،وثانياً أنها خروج عن المألوف فيما يتعلق بالسلوك السياسي للرئيس أبو مازن .
على أية حال فهي قد تكون بداية متواضعة لسجال طويل مع الكيان الصهيوني وداعميه ، في مجال لا يتمتع به الاسرائيليون بأفضلية مطلقة كما تعودنا حتى الأن ، فالنصوص القانونية الدولية ، والوقائع السياسية المسجلة والخيّرين الكُثر في هذا العالم ، يمنح الفلسطينيين أفضلية نسبية كما حصل في ملاحم دبلوماسية سابقة مثل معركة الاعتراف بالدولة ، أو معركة شرعية الجدار.
هذه الخطوة – الضربة أعادت الى القضية الفلسطينيية ألقها التاريخي وإن شاء الله الكثير من الحيوية السياسية ، وأعادت المسألة برمتها الى الجذور ، التي اعتقد الاسرائيليون أنها قد اختفت في غياهب النسيان ، فقالوا- أي الإسرائيليون - وهم محقون ، بعد أن تمنوا أن لا يدعمها العرب ، إن هذه الخطوة لن تنجح إلا في محاولة نزع الشرعية عن اسرائيل ، ونزع الشرعية عن دولة القتل والإرهاب ، مسألة في غاية الأهمية ، فهي قد تؤدي الى انهيارات نفسية عند العصابات الصهيونية ، وانعاكسات ذلك على صورة الدولة من الناحية الأخلاقية لدى سكانها وفي الخارج ، وهذه أشياء يصعب حصرها كمياً ، ولكنها جزء من الحرب النفسية التي أثبتت السرديات التاريخية أنها كانت حاسمة في انهيار امبراطوريات وانتصار أخريات .
فيما يتعلق بالمطلوب فعله للبناء على مبادرة السيد الرئيس ، هنا يجب الحديث على ثلاثة مستويات :
أولاً فلسطينياً ، المطلوب من الرئيس نفسه التمسك بفكرته والدفاع عنها وعدم إخضاعها للمساومات السياسية مثلما حدث مع المبادرة الفرنسية، وعلى المستوى الشعبى ، لماذا لا يعبر الشعب الفلسطيني عن تأييدهم للمبادرة والتفافهم حول الرئاسة ودعمها للإستمرار ، ولإستيلاد مبادرات مشابهة مفيدة للقضية الوطنية الفلسطينية ، وأين أولئك الذين يزعمون أنهم قادرون على تحريك الشارع ،فإذا كان الشارع لا يتحرك من أجل قضاياه، ويتحرك من أجل قضايا الأخرين ، فماذا نسمي ذلك ، بل إن البعض المرتزق ، أبدى استعداداً خسيساً للتضحية بدماءه على شواطئ البسفور ونسيّ شواطئ يافا الباسلة ، رحمك الله يا دلال المغربي ورفاقك ، إن لم تكن الجنة لكم فلمن تكون؟,
ثانياً : دوائر النفط والعروبة ، ونقول لهم هذه فرصتكم لتسخّروا بعضاً مما أعطاكم الله لأجل قضايا أمتكم العادلة ، وذلك من خلال دعم عملية المحاكمة القانونية - السياسية لوعد بلفور ، والذي أنتج كل كوارثنا ، منذ عام 1917 وحتى يومنا هذا ، والأفكار الخلاقة كثيرة في هذا الشأن ليس واحدها تفعيل الدائرة القانونية في الجامعة العربية ودعمها لتتولى القضية برمتها .
ثالثاً : الفلسطينيون المغتربون في أوروبا وأمريكا ، وأصدقاء القضية المنصفون في الغرب ، فقد يكون لديهم من الوطنية والحنين ما يكفي لإشعال حماستهم لدعم قضية مقاضاة بريطانيا في مسألة بلفور ، وربما تنفتح شهية الجميع لولوج ساحة القضاء الدولي واحضار المجرمين الصهاينة وتاريخهم المكلل والمجلل بالعار الى ساحات القضاء ، وتحويلهم الى مطاردين دوليين ونزع الشرعية عنهم وعن كيانهم المصطنع يرحمكم الله .
بقلم / المهندس نهاد الخطيب
فخامة الرئيس عفارم
لا شك أن مبادرة الرئيس أبو مازن بمقاضاة بريطانيا ، والتي أطلقها في القمة العربية الأخيرة في نواكشوط ، قد مَثّلت مفاجأةً للكثيرين ،لسببين : أولاً أنه لم يجرِ تسريبها كالمعتاد ، وهذا تطور إيجابي في العمل السياسي الفلسطيني ،وثانياً أنها خروج عن المألوف فيما يتعلق بالسلوك السياسي للرئيس أبو مازن .
على أية حال فهي قد تكون بداية متواضعة لسجال طويل مع الكيان الصهيوني وداعميه ، في مجال لا يتمتع به الاسرائيليون بأفضلية مطلقة كما تعودنا حتى الأن ، فالنصوص القانونية الدولية ، والوقائع السياسية المسجلة والخيّرين الكُثر في هذا العالم ، يمنح الفلسطينيين أفضلية نسبية كما حصل في ملاحم دبلوماسية سابقة مثل معركة الاعتراف بالدولة ، أو معركة شرعية الجدار.
هذه الخطوة – الضربة أعادت الى القضية الفلسطينيية ألقها التاريخي وإن شاء الله الكثير من الحيوية السياسية ، وأعادت المسألة برمتها الى الجذور ، التي اعتقد الاسرائيليون أنها قد اختفت في غياهب النسيان ، فقالوا- أي الإسرائيليون - وهم محقون ، بعد أن تمنوا أن لا يدعمها العرب ، إن هذه الخطوة لن تنجح إلا في محاولة نزع الشرعية عن اسرائيل ، ونزع الشرعية عن دولة القتل والإرهاب ، مسألة في غاية الأهمية ، فهي قد تؤدي الى انهيارات نفسية عند العصابات الصهيونية ، وانعاكسات ذلك على صورة الدولة من الناحية الأخلاقية لدى سكانها وفي الخارج ، وهذه أشياء يصعب حصرها كمياً ، ولكنها جزء من الحرب النفسية التي أثبتت السرديات التاريخية أنها كانت حاسمة في انهيار امبراطوريات وانتصار أخريات .
فيما يتعلق بالمطلوب فعله للبناء على مبادرة السيد الرئيس ، هنا يجب الحديث على ثلاثة مستويات :
أولاً فلسطينياً ، المطلوب من الرئيس نفسه التمسك بفكرته والدفاع عنها وعدم إخضاعها للمساومات السياسية مثلما حدث مع المبادرة الفرنسية، وعلى المستوى الشعبى ، لماذا لا يعبر الشعب الفلسطيني عن تأييدهم للمبادرة والتفافهم حول الرئاسة ودعمها للإستمرار ، ولإستيلاد مبادرات مشابهة مفيدة للقضية الوطنية الفلسطينية ، وأين أولئك الذين يزعمون أنهم قادرون على تحريك الشارع ،فإذا كان الشارع لا يتحرك من أجل قضاياه، ويتحرك من أجل قضايا الأخرين ، فماذا نسمي ذلك ، بل إن البعض المرتزق ، أبدى استعداداً خسيساً للتضحية بدماءه على شواطئ البسفور ونسيّ شواطئ يافا الباسلة ، رحمك الله يا دلال المغربي ورفاقك ، إن لم تكن الجنة لكم فلمن تكون؟,
ثانياً : دوائر النفط والعروبة ، ونقول لهم هذه فرصتكم لتسخّروا بعضاً مما أعطاكم الله لأجل قضايا أمتكم العادلة ، وذلك من خلال دعم عملية المحاكمة القانونية - السياسية لوعد بلفور ، والذي أنتج كل كوارثنا ، منذ عام 1917 وحتى يومنا هذا ، والأفكار الخلاقة كثيرة في هذا الشأن ليس واحدها تفعيل الدائرة القانونية في الجامعة العربية ودعمها لتتولى القضية برمتها .
ثالثاً : الفلسطينيون المغتربون في أوروبا وأمريكا ، وأصدقاء القضية المنصفون في الغرب ، فقد يكون لديهم من الوطنية والحنين ما يكفي لإشعال حماستهم لدعم قضية مقاضاة بريطانيا في مسألة بلفور ، وربما تنفتح شهية الجميع لولوج ساحة القضاء الدولي واحضار المجرمين الصهاينة وتاريخهم المكلل والمجلل بالعار الى ساحات القضاء ، وتحويلهم الى مطاردين دوليين ونزع الشرعية عنهم وعن كيانهم المصطنع يرحمكم الله .