أم الشهيد
بقلم: جنان زيدان.. كاتبة لبنانية
وابتسمت يوم قالوا لها "ابنك أصبح شهيداً" بدموع أنقى من قطر الندى، حمدت اللّه أنها زفّته من أجل الوطن عريساً... طارت فرحاً وماتت حزناً... وفي يوم مأتمه طلبت من الله أن يكون مثواه الجنّة فلا شيء غير ذلك يُعوّض عليها ويجعلها سعيدة... قالوا لها: "نأسف لخسارتك العظيمة"، فرفعت رأسها فخراً وأجابتهم... "ولمَ الأسف ابني أصبح شهيداً..." امتزجت دماؤه بتراب الوطن واستحقّ أن يرحل رحيل البطل.. كل يوم تدخل غرفته.. تنام في سريره وتتنشّق رائحته.. تحضن ثيابه وتستعيد كلماته، كل ما كان يقوله يُفرحها..
"رضاك يا أمي أكثر كلمة كانت تحبها.." لكنها الآن تقتلها.. كم اشتاقت أن تسمعها.. اشتاقت أن تحتضنه بشدّة.. اشتاقت لقطعة من قلبها أن تعود إلى جسدها.. تبكيه بشدة.. تبكيه بوجع لا يتحمّلهُ إنسان.. تموت وتعيش بلحظة.. ثُكلّمه لكنّه لن يسمعها.. وحين تخرج من غرفته.. تُقفل الباب على وجعها بصمت.. يسأل البعض حين يلتقيها للمرّة الأولى من تكون؟ فتَرفع رأسها بفخر وتبتسم... تبتسم ابتسامة يرسمها قلبها الحزين قائلة.. "أنا أم الشهيد".
بقلم: جنان زيدان.. كاتبة لبنانية
وابتسمت يوم قالوا لها "ابنك أصبح شهيداً" بدموع أنقى من قطر الندى، حمدت اللّه أنها زفّته من أجل الوطن عريساً... طارت فرحاً وماتت حزناً... وفي يوم مأتمه طلبت من الله أن يكون مثواه الجنّة فلا شيء غير ذلك يُعوّض عليها ويجعلها سعيدة... قالوا لها: "نأسف لخسارتك العظيمة"، فرفعت رأسها فخراً وأجابتهم... "ولمَ الأسف ابني أصبح شهيداً..." امتزجت دماؤه بتراب الوطن واستحقّ أن يرحل رحيل البطل.. كل يوم تدخل غرفته.. تنام في سريره وتتنشّق رائحته.. تحضن ثيابه وتستعيد كلماته، كل ما كان يقوله يُفرحها..
"رضاك يا أمي أكثر كلمة كانت تحبها.." لكنها الآن تقتلها.. كم اشتاقت أن تسمعها.. اشتاقت أن تحتضنه بشدّة.. اشتاقت لقطعة من قلبها أن تعود إلى جسدها.. تبكيه بشدة.. تبكيه بوجع لا يتحمّلهُ إنسان.. تموت وتعيش بلحظة.. ثُكلّمه لكنّه لن يسمعها.. وحين تخرج من غرفته.. تُقفل الباب على وجعها بصمت.. يسأل البعض حين يلتقيها للمرّة الأولى من تكون؟ فتَرفع رأسها بفخر وتبتسم... تبتسم ابتسامة يرسمها قلبها الحزين قائلة.. "أنا أم الشهيد".