الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/25
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

الأصـولية والوصـولية بقلم: امحمد لقمــاني

تاريخ النشر : 2016-07-30
الأصـولية والوصـولية بقلم: امحمد لقمــاني
الأصـولية والوصـولية

*بقلم: امحمد لقمــاني*

في الدين كما في السياسة، يلتقي الأصولي والوصولي في مطمح حيازة السلطة السياسية خدمة لاستراتيجيات الهيمنة والتحكم، وذلك رغم اختلاف الأدوات والألاعيب، ومهما تعددت وتنوعت مصادر التبرير وأدوات الشرعنة. فلا ضير في الحياد عن المبادئ والقيم ما دامت الغاية تبرر الوسيلة.

فالأصولي السياسي لا يستنفع من أصوليته إرضاء لنزوة عابرة أو مزاجية في التفكير، وإنما خدمة لهدف مركزي في المشروع الاستئصالي الذي يتبنـاه. ولأنه هدف قد لا يتحقق بالطرق العقلانية والقانونية و الأخلاقية، فإن صاحبه قد لا يجد أمامه من حيل التمكين سوى أن يكون كائناً وصولياً، يتملق إلى الأسياد ،
يختزل الجهد، يحرق المراحل، يختصر المسافات، يوظف المقدسات، يشعل الفتن و النعرات، ويدوس على الأخلاق والأخلاقيات...

الأصولي وصوليٌ بطبيعته، أما الوصولي فليس أصوليا بالضرورة، هذا لأن هاجسه ليس المشروع بل إدراك أهداف سياسية آنيـة ولو تطلب الأمر الارتماء في أحضان
نقيضه الأصولي. لذلك فهو يبني خطابه السياسي على الشعار وليس على المشروع. وما كل صاحب شعار صاحب مشروع.

قد يجتمع الأصولي والوصولي في شخص واحد أو هيئة واحدة، وقد يتحالفان أو يلتقيان موضوعيا و سياسيا، لأن المنطق النفعي لا يسمح بتوسيع أفق النظر إلى أولويات الوطن . فالوطن، وإن كان حاضرا بشكل متواتر في الخطاب السياسي للوصولي، إلا أن حضوره يكون، في الغالب، إيديولوجياً تبريرياً وليس مبدئياً.
حدث ذلك في مجتمعات كثيرة، وانساقت شعوبها وراء شعارات التغيير و دعاوي الإصلاح، حتى جنت على نفسها ومصالحها و أوطانها بعد أن تبدد أمامها وهمُالإصلاح، وحلم التغيير، وصدمها خراب السياسة و التدبير.

قد يتحالف الأصولي المتأسلم مع الشيوعي المستسلم، تحالف الجار بالمجرور،والتابع بالمتبوع. الأول حامل لمشروع، والثاني محمولاً على نفس المشروع.
يتباهى الأصولي باحتواء الوصولي وتسخيره لمشروعه، بينما يتوهم الوصولي، باسم مصلحةٍ وطنيةٍ، أنه يشكل عقدة في منشار الأصولي، يفرمل مشروعه الرجعي ويمنعه من التغوّل، فإذا به يجد نفسه متواطئا في تعطيل الدستور و مفرملاً للمشروع
الديمقراطي برمته ، وتلك مصيبة عظيــمة.

الأصولية تستهدف الهيمنة على المجتمع، والوصولية تستعجل السلطة السياسية لإدامة الهيمنة تلك. وكلاهما يشتركان، عن وعي أو بدونه، في استراتيجية تدميرية تجهز على ما في الدين من قدسيـة، وما في السياسة من مبدئية. ولا يهم إن كانت النتيجة في النهاية هي إدخال المجتمع بيت الطاعة، ووضع الوطن على خط
النـــــار.

الخطاب الأصولي/ الوصولي هو نفسه خطاب السياسي /الداعية، الذي فرض على السياسة أن تعيش مراوحة انتحارية بين مفهومين نقيضين : الأول، نبويّ يتصور السياسة رسالة دينية/خلاصية، والثاني يمارسها كوسيلة لتحصيل المغانم ( ). وفي الحالين معاً لا يتردد أصحاب المفهومين في ادعاء حق امتلاك و توزيع شرعيات الوجود، الدينية أو التاريخية أو الإيديولوجية، بل و الانتفاع الريعي من هذه الشرعيات.

الحقل السياسي المغربي حابل بهكذا سوريالية في التحالفات و التواطئات والخطابات، حتى استعصى الوضوح والمقروئية على الجميع، وتحولت معه بعض الأحزاب إلى فرقٍ كلاميةٍ تثير الشكوك في جديتها، و السخرية من خطابها، و لا تقيم وزناً لدقة المرحلة ومخاطر الالتفاف على المشروع الوطني الديمقراطي.
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف