الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/25
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

المرشد السياحي : حكاية مهنة تحتضر بقلم د.مصطفى محمد مهران

تاريخ النشر : 2016-07-30
المرشد السياحي : حكاية مهنة تحتضر بقلم د.مصطفى محمد مهران
المرشد السياحي : حكاية مهنة تحتضر

ما زلت أتذكر ذلك اليوم الذي توجهت فيه الى وزارة السياحة لاستخراج كارنية الارشاد السياحي ، لقد سهرت حتى الرابعة فجراً ، حيث استطرد فكري الى المستقبل المنتظر ونمت أحتضن الآمال منتشياً بمعنوياتي التى كانت تجوب السماء  . لقد تأخرت في النوم وألقيت نظرة علي الوقت فوجدتها الثامنة والنصف -  فقد كان عليّ السفر ما يقرب من اربع ساعات من المنيا إلى القاهرة -  لم أيأس ووصلت في تمام الثانية ، وهناك قابلني موظف قصير القامة ، أسمر اللون ، أشعث الشعر ، تفوح منه رائحة كريهة ، ويتصبب منه عرق العمل ، وقال لي متجهماً "خلصنا" ، فتوجهت الى المديرة التى بدورها أشارت إليه بقبول أوراقي.

بعد استلامي الكارنية ، لم تكن هناك سياحة ثقافية في مصر ؛ فالقاهرة مليئة بأحداث الشغب ، والأقصر وأسوان يستقبلا الوفود الآتية من القاهرة ، فاضطررت الى العمل بالسياحة الشاطئية ، أقللت أتوبيساً وتوجهت إلى الغردقة ، وفي الطريق استوقف الأتوبيس كميناً للشرطة ، فهبط الركاب جميعاً للتفتيش وبقيت أنا في مقعدي ، صعد إلىِّ أمين الشرطة وخاطبني"منزلتش لية" ، لم أتفوه ببنت كلمة وأشهرت له كارنية النقابة ، فأطل على الكارنية ونظر قائلاً "اتفضل يافندم".

تلك هي المرة الأولى والأخيرة التى أذكر أننى استخدمت فيها فيتو الإنضمام إلى نقابة المرشدين ، فالأحداث السياسية متواترة فمن 25 يناير الى أحداث محمد محمود ، إلى فض رابعة ، وبالون أسوان ، وانقلاب أتوبيس شرم الشيخ ، وكوارث الطائرات المؤخرة ، أضف الى ذلك أحداث سيناء المتتابعة والتي لم تنته بعد.

وفي أثناء ذلك تخللت بعض الطفرات في السياحة الشاطئية ، وخصوصاً في شهور الصيف ، لكن لم تنس الشركات الأجنبية دورها حيال المرشدين ، فاستوردت عمالة أجنبية لا حصر لها فلا قانون رادع ولا مسئوول مانع ، أضف الى ذلك أرباب الواسطة من خريجي الألسن والتربية والتجارة ، فالبلد "واقفة" والبطالة منتشرة ، والعمل بالسياحة أساس المحسوبية ، فدبلوم الواسطة أفضل من أي شهادة تفتقدها.

ونتيجة لذلك ، لم يجد هذا الجيل أمامه سوى السفر ، ومنهم من عمل بمهن حرة  ، ومنهم من اكمل دراسته للماجستير للحصول على وظيفة حكومية - جراء قرارات  تعيين  أرباب الماجستير والدكتوراة -  ومنهم من ينتظر، أما عن قدامى المرشدين ؛ فمنهم من باع سيارته ، ومنهم من باع فيلته الخاصة ليأوي الى شقة صغيرة ، بل منهم من أشهر افلاسه.

ولكل مهنة نقابتها ، وعندما يتعرض أرباب المهنة لمحنة تقف نقابتهم لتنبش المشكلة ، وتبحث أسبابها ، وتحرك أبواق الاعلام ، وتطرق أبواب المسئولين ، وتقدم كل الحلول الممكنة للخروج بأبنائها من هذة الأزمة.

وجراء كل تلك الحوادث السابقة ، وما عاناه المرشدين السياحيين طوال أعوام عديدة ، نهضت نقابة المرشدين لتعويض أعضائها عن كم الخسائر الضخمة التى تعرضوا لها ، وأعلنت عن توفير مبلغ مليون جنيه يوزع على أبنائها من المتضررين. وحسبنا أن نعلم عدد  المرشدين الذي يفوق 15000 مرشد ، أما عن العاطلين ما بين 13000 الى 14000 مرشد ، أى أن نصيب الفرد من المتضررين حوالى 75 جنيه مصري ، علماً بأن يومية المرشد السياحي الأساسية تساوي أضعاف أضعاف تلك الجنيهات ، كما أن اشتراكات المرشدين وحدها لدى النقابة سنوياً تفوق هذا المبلغ المقدم كدعم منها إبان أكبر أزمة تعرض لها المرشدين السياحين منذ بدء صناعة السياحة في مصر.

جدير بالذكر أن نقابة المرشدين تصرف شهرياً 200 جنيه معاشاً للعضو ، وهناك دراسات ومحاولات لزيادة المعاش حتى يكون 400 جنيه  لكن عندما "تستقر أمور البلاد" ، ليكن لسان حال كل مرشد في تلك الأثناء "أليس منكم رجلٌ رشيد".

وختاماً ..

فاننا نناشد المسئولين ووزراء الثقافة والسياحة والاثار بحث أزمة المرشدين السياحيين وتعويضهم التعويض الملائم لمكانتهم عن سنينٍ عجافٍ ، وإنشاء المجلس الأعلى للسياحة لبحث مشاكل السياحة في مصر ومن بينها أزمة المرشدين السياحيين ،  فسفراء الوطن أحق بحنوه ولترحموا عزيز قومٍ ذل.

د.مصطفى محمد مهران
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف