الأخبار
ارتفاع درجات الحرارة يفاقم معاناة النازحين في غزة ويزيد من البؤس اليوميالأمم المتحدة: إزالة الركام من قطاع غزة قد تستغرق 14 عاماًتصاعد الاحتجاجات الطلابية في الجامعات الأميركية ضد الحرب الإسرائيلية على غزةتفاصيل المقترح المصري الجديد بشأن صفقة التبادل ووقف إطلاق النار بغزةإعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزة
2024/4/27
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

مـا قـبـل الـطــوفـــان بقلم:حسن زايد

تاريخ النشر : 2016-07-29
مـا قـبـل الـطــوفـــان بقلم:حسن زايد
مـا قـبـل الـطــوفـــان
بـقــلـم / حــســـن زايــــــد

دائماً وأبداً ، الإنسان عدو ما يجهل . والجهل هو الداء الذي ليس له دواء سوي العلم والمعرفة .
والجهل بخلاف الأمية ، فالأمية هي عدم المعرفة وعدم العلم من الأصل ، أي : ابتداءً علي نحو ما ولدته أمه ، والعلاج من داء الأمية سهل وميسور ؛ لأنه يزول بمجرد العلم والمعرفة .
 أما الجهل الذي هو فهم قضية أو أمر علي خلاف الحقيقة ، أي : علي نحو مغلوط ، فصاحبه ليس من أصحاب الأذهان الخالية .
 وعلاجه يتم علي مرحتلين ، الأولي : استخراج القضية المغلوطة من ذهنه .
 والثانية : هي إدخال القضية الصحيحة محلها .
 وحين يفهم الإنسان الحقيقة ، ويستقيم له العلم بها ، والوقوف علي حقيقتها ، يستقيم سلوكه وفقاً لمقتضياتها ، وتزول العداوة التي كانت قائمة بسبب حاجز الجهل بها .
 وهذا الأمر إن كان ضرورياً علي مستوي العلاقات الفردية ، وأكثر ضرورية علي مستوي العلاقات الجماعية ، فإنه حتمي بالنسبة للدولة والنظام القائم فيها .
 هذا في الظروف الإعتيادية التي تمر بها العلاقات علي المستويات الثلاث .
 أما الظروف الإستثنائية ، فإن استثنائيتها تفرض معاملة خاصة في هذا الإطار .
والأوضاع الراهنة التي تمر بها مصر من 25 يناير 2011م حتي ساعته وتاريخه ، هي أوضاع وظروف محكومة بالإستثنائية في كل شيء . استثنائية في الأوضاع السياسية ، واستثنائية في الأوضاع الإقتصادية ، واستثنائية في الأوضاع الإجتماعية، واستثنائية في الأوضاع الأمنية .
 وليتها استثنائية مستقيمة منضبطة بين نقطتين ، ولكنها استثنائية مضطربة ، مرتبكة ومربكة .
وعدم توافر المعلومات الدقيقة من مصادرها الموثوقة ، يفتح باباً واسعاً للإشاعات بأنواعها ، والإشاعات في الأجواء المغلقة تسري سريان النار في الهشيم ، ويصعب السيطرة عليها ، والحد من غلوائها  وشيوعها .
ولا سبيل إلي ذلك إلا بتدفق المعلومات الحقة التي تدمغ باطل الشائعات ، فتجعله زاهقاً ، ومآله إلي زوال عاجلاً غير آجل .
وتدفق المعلومات المقصود لا يقصد به تدفق كل المعلومات ، فنحن ندرك أن ليس كل ما يُعرف أو يُعلم يقال ، وإنما هناك من المعلومات ما لا يقف عليها سوي المختص بها ، لأن معرفتها وشيوعها يضر بالأمن القومي للبلاد . وفي نفس الوقت هناك معلومات غير متعلقة بالأمن القومي ، ومعرفتها لا تضر به في شيء ، بل إن حجبها هو الذي يضر بالأمن القومي للبلاد . وهناك صنف ثالث العلم به لا ينفع ، والجهل به لا يضر .
ومن هنا جاء تقسيم الوثائق الرسمية بحسب درجة سريتها بحسب ما تحويه من معلومات ، وبحسب مدي اقتراب هذه المعلومات أو بعدها عن الأمن القومي .
 وفي هذا الإطار يمكننا التحدث بأريحية عن علامات الإستفهام العالقة بذهن المواطن المصري ، معقوبة بعلامات تعجب ضخمة ، عن قضايا عديدة تخص وطنه ، وتخصه فرداً ، وأسرة ، ومجتمعاً ، تكحت لحمه وعظامه ، وتمص نخاعه ، وما تبقي منه من دماء ، دون أن يجد إجابة محددة واضحة قاطعة ، تروي منه الظمأ ، وتشفي الغليل .
وفي زمن مضي كانت الحكومات والأنظمة هي المصدر الوحيد للمعلومات والمعارف دون مزاحمة مصادر أخري ، وكان علي المواطن أن يصدقها فيصبح مؤيداً لها ، أويكذبها فيصبح معارضاً لها ، وفي المقابل تقوم الدولة بإعالته إعالة كاملة  ، حيث توفر له التعليم والعمل  وغير ذلك .
 أما اليوم فقد تعددت المصادر ، منها الصادق ، ومنها الكاذب ، ومنها المدعي .
كما اختلطت المعارف والأخبار والإشاعات اختلاطاً يصعب معه التمييز بينها ، علي نحو قاطع فاصل . والمعارف والمعلومات والأخبار والإشاعات أصبحت كماء البحر ، لا يشرب منها إنسان إلا وزادته عطشاً .
 وقد أصبح الإنسان المصري نهباً لكل ذلك بلا محددات ولا ضوابط ولا مرجعيات تفصل بين الغث والسمين . بالإضافة إلي تخلي الدولة عن دورها الأمومي ، واكتفاءها بدور الدولة الحارسة .
 كل ذلك يجعل حاجة الدولة إلي نشر الحقائق كحاجة الفرد للوقوف علي تلك الحقائق سواء بسواء .
 وقد زادت هذه الحاجة في ظل وجود السوس الإخواني الذي ينخر في لحم وعظام المجتمع بنشر الأكاذيب والإشاعات ، التي تعتمد علي بعض الوقائع والأحداث ، التي يلمسها المواطن دون وقوفه علي حقيقتها .
 ثم يجري غزل الأكاذيب ونسجها حولها ، والسير بها سيراً حثيثاً بين الناس ، في كل محفل أو ملتقي ، وحتي بشكل فردي في المستويات الإجتماعية المختلفة ، مستهدفاً بذلك تحقيق ثلاثة أمور :
 الأمر الأول : إجتذاب هؤلاء الأفراد أو الجماعات إلي صفوفهم إنتساباً أو تعاطفاً .
 الأمر الثاني : هوالتخريب النفسي للأفراد وخلق مشاعر عدائية لديهم تجاه الدولة والسلطة والمجتمع .
 الأمر الثالث :هوتحييد مشاعر البعض في تفاعله مع العلاقة بين الدولة والإخوان .
 وهم في ذلك أقرب ما يكونوا إلي الخلايا السرطانية سريعة الإنتشار في الجسد المصري .
 وفي الختام لابد من تقرير أن حق المعرفة حق عام في الظروف العادية . هذا الحق ينتقل إلي خانة الواجب في الظروف الإستثنائية . ويصبح من أوجب الواجبات ـ علي سبيل الحتمية والضرورة، عندما يخوض المجتمع حرباً معلوماتية تجاه متربصي الداخل من المتآمرين ، ومتآمري الخارج من دول وأجهزة تستهدف طرح الدولة المصرية أرضاً في ظل مخطط التقسيم الجديد للمنطقة .
وما زال لدي الدولة المصرية فرصة لانتشال المجتمع من طوفان قادم بجعله مشاركاً مسئولاً لها فيما تأتي أو تدع بالسماح  بالوقوف علي الحقائق أولاً بأول . فهل إلي ذلك من سبيل ؟.
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف