الأخبار
سرايا القدس تستهدف تجمعاً لجنود الاحتلال بمحيط مستشفى الشفاءقرار تجنيد يهود (الحريديم) يشعل أزمة بإسرائيلطالع التشكيل الوزاري الجديد لحكومة محمد مصطفىمحمد مصطفى يقدم برنامج عمل حكومته للرئيس عباسماذا قال نتنياهو عن مصير قيادة حماس بغزة؟"قطاع غزة على شفا مجاعة من صنع الإنسان" مؤسسة بريطانية تطالب بإنقاذ غزةأخر تطورات العملية العسكرية بمستشفى الشفاء .. الاحتلال ينفذ إعدامات ميدانية لـ 200 فلسطينيما هي الخطة التي تعمل عليها حكومة الاحتلال لاجتياح رفح؟علماء فلك يحددون موعد عيد الفطر لعام 2024برلمانيون بريطانيون يطالبون بوقف توريد الأسلحة إلى إسرائيلالصحة تناشد الفلسطينيين بعدم التواجد عند دوار الكويتي والنابلسيالمنسق الأممي للسلام في الشرق الأوسط: لا غنى عن (أونروا) للوصل للاستقرار الإقليميمقررة الأمم المتحدة تتعرضت للتهديد خلال إعدادها تقرير يثبت أن إسرائيل ترتكبت جرائم حربجيش الاحتلال يشن حملة اعتقالات بمدن الضفةتركيا تكشف حقيقة توفيرها عتاد عسكري لإسرائيل
2024/3/29
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

يا أهل حلب أبشروا وأمّلوا.. أيها الإخوان المسلمون .. المطلوب كسر الحصار وليس الاستسلام له

تاريخ النشر : 2016-07-29
يا أهل حلب أبشروا وأمّلوا.. أيها الإخوان المسلمون .. المطلوب كسر الحصار وليس الاستسلام له
مواقف

موقفنا
يا أهل حلب أبشروا وأمّلوا ...
أيها الإخوان المسلمون .. المطلوب كسر الحصار وليس الاستسلام له
 

زهير سالم*
 
كل من تابع المشهد السوري يدرك أن فرض الحصار على حلب كان فصلا من مؤامرة دولية للإحاطة بالثورة السورية ، وكسر إرادة السوريين ، وفرض الحلول المريبة عليهم . على مدى خمسة أشهر وتحديدا منذ 29 / شباط / 2016 ، بدأ وضع مخطط حصار حلب ، أو إعادة احتلال حلب من قبل قوى الشر المتحالفة .
خمسة أشهر والعالم أجمع يتابع حجم القصف الذي صُب على حلب ، أو بشكل أصح وأدق على الشمال السوري أجمع حلب وريفها وفضائها في إدلب وفي شمال الساحل السوري . وقد كان هذا القصف بحجم حرب إبادة حقيقية . هولكست عالمي لحلب وفضائها الشمالي والشمالي الشرقي تم على الهواء مباشرة في القرن الحادي والعشرين .
لن نفيض كثيرا ، في حجم الهول الذي صب على المحافظة ، وعلى الأحياء المحررة من المدينة بشكل خاص ، ولا عن حجم الغارات التي نفذتها طائرات التحالف الأمريكي – وسلاح الجو الروسي بكل ثقله ، وما تبقى من قوات جوية تحت سيطرة بشار الأسد ، ثم دور القوى البرية الإيرانية – الحزبلاوية – مع قوات حماية الشعب الكردية المدعومة بقوى أمريكية وروسية ، ثم كل ذلك بالتنسيق غير مباشر مع قوى (داعش ) التي ظلت مصرة على مهاجمة فصائل الثورة لإشغالهم عن معركتهم الحقيقية .
ولا نظن أن الموقف يقتضينا أن نفيض في الحديث عن أهمية حلب ، وعن انعكاسات حصارها ، أو إعادتها إلى الحوزة (الإيرانية – الروسية ). فإن سقوط حلب لو تم ، لا سمح الله ، سيكون بداية لسقوط عواصم إقليمية كبرى في قوس الهيمنة الإيرانية . إن أبسط المؤشرات البرهانية على ما نقول أن ديمستورا ظل يؤجل لقاء الدعوة إلى ما يسمونه الحل السوري – السوري حتى اطمئن منذ يومين أن حلب قد وقعت تحت الحصار فأعلن أن لقائه الموعود سيكون بعد شهر من التاريخ ...
عملية حصار حلب خطيرة في ذاتها ولا شك ، وخطيرة على صيرورة الثورة السورية ، وهي أخطر في انعكاساتها على المستويات الدولية والإقليمية والمحلية . خطيرة في انعكاسها على هوية الأمة ، ووقوع دول إقليمها في قبضة الهيمنة الإيرانية ، سيكون ثمن الفكاك منها أبهظ مما يدفعه السوريون للخلاص من ربقة الطائفيين المتحكمين فيهم منذ نصف قرن . يتطلب الحدث اليوم مبادرة عملية حية تكسر الحصار ، وتستأنف الثورة بإرادة لا تنكسر ولا تلين .
حوصرت حلب نعم ، ولكن هذا لا ينبغي أن يكون آخر العالم ، ولا يجوز أن يكون مدعاة للجبن والخور ، ولا للهلع والجزع ، ولا لليأس والاستسلام ..
حوصرت حلب ، فينبغي أن يكون الجواب المباشر هو وضع خطة عملية لكسر الحصار . واستعادة المبادرة . والكرّة بعد الفرّة .
حوصرت حلب ، فلا يجوز أن يكون شغل القوى القائمة على أمر الجهاد الحديث عن الطعام والشراب والدواء ، على مسيس حاجة الناس إلى الطعام والشراب ، وإنما يجب أن يكون التفكير الأول والشغل الشاغل كيف نصلّب موقف المرابطين ، ونساعد على تثبيت الأقدام . ونؤمن الدعم والمدد حتى نكسر الحصار ، وننطلق إلى فضاء النصر الرحب.
حوصرت حلب ، وحلب اليوم بحاجة إلى وقفة رجال ..
حلب بحاجة إلى مبادرة على مستوى الأمة ..
تنطلق إلى كل الأقطار ، تتواصل مع الحكومات ، وتخاطب الشعوب الجماهير والنخب ، وتطلق النفير و تشرح وتبين ، للكبير والصغير للقريب والبعيد : ما معنى أن تحاصر حلب ، وإلى أين سيؤدي انتصار الولي الفقيه في حلب . وما هو المطلوب من الجميع كل صعيد ...
المطلوب مبادرة تقنع دول وحكومات الإقليم بجدية موقفنا ، وأننا جادون في حمل أمانة الموقف سائرون على طريق كسر المؤامرة والحصار ، في إطار الدفاع عن وجود الأمة ومصالحها ، ضد مخططات ومشروع الولي الفقيه وداعميه الدوليين .
ثم المطلوب مبادرة قيادة وريادة عملية تمهد سبيل اللقاء بين الفصائل العاملة على الأرض . قيادة وريادة تنطلق من المواساة بالنفس والموازاة بالموقف والدعوة إلى عهد على العزيمة والرشد والمضي معا على طريق كسر الحصار . إن أبسط حقوق الوفاء لدماء الشهداء الذين قضوا ومضوا حتى تحقق هذه الثورة المباركة أهدافها ، ألا نكون قد كذبناهم وخدعناهم ونحن ندعوهم إلى التضحية والفداء ..
المطلوب مبادرة تنادي :
يا أهالي حلب ، يا رجالها ،يا نساءها ، يا أطفالها
 لقد قدمتم دفاعا عن الدين والعرض والكرامة والحرية الكثير ، وإنما النصر صبر ساعة فاثبتوا . لا يخدعوكم بما يعدون ، وبما يكذبون ، وما يزيفون هو والله الموت مع النهكة والهوان ...
يا أهالي حلب أبشروا وأملوا وانتظروا نصر الله الذي وعد عباده المتقين . يا أهالي حلب : حاصروا هؤلاء الغزاة بصبركم وثباتكم وتضحياتكم وتساميكم وتعاونكم وأثرتكم . يا أهالي حلب لقد مضى إخوانكم وأبناؤكم على طريق الشهادة فقضوا ومضوا ، وتركونا جميعا على أمر أقل الوفاء فيه : الثبات ،فالثبات.. الثبات ...الثبات (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُواْ وَاذْكُرُواْ اللَّهَ كَثِيرًا لَّعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ..))
يا قادة المعارضة على كل المستويات ...
يا قادة الإخوان المسلمين بشكل خاص ، يا أبناء هذه الجماعة ، ويا أنصارها ومواليها وأحبابها في الداخل والخارج على السواء من انتظم منكم في الصف ، ومن آمن منكم بالمبدأ والفكرة ..
ها هنا أخ من إخوانكم يناديكم ، وأنتم الحاملون لأمانة هذه الثورة على مدى نصف قرن مضى هذا اليوم هو يومكم ...
يا أبناء جماعة الإخوان المسلمين وهذا أخ من إخوانكم يناديكم وأنتم المعنيون أصلا بهذا النداء والمؤهلون ابتداء بحمل أمانة هذا النداء ..
لا تعطوا عدوكم فرصة جديدة ليتمكن من دينكم ومن دعوتكم ومن وطنكم وشعبكم . خذوا الأمر بجد فإنه والله جد وما هو بالهزل ، وأعطوه حقه ، من الاجتماع والاهتمام والتضحية والفداء ، وأعيدوا تقدير موقفكم بعقول وقلوب، وخذوا زمام المبادرة ، فإن الحقوق تؤخذ ولا تعطى ، اقطعوا الطريق على مخططات عدوكم ، فإنكم وعقيدتكم ودينكم وأجيالكم أول المستهدفين فيها ..
الثورة .. يا إخوتي بحاجة إلى قادة مبادرين وأنتم المؤهلون لكل خير ، قادة يفعلون يتقدمون يثبتون يضحون ، يحملون اللواء بيمين ، ويعطون سيف الرسول حقه . ويكونون بالمرصاد للمخططات والمؤامرات
أيها الإخوان المسلمون ...
وما تزالون أنتم عند الملايين من أبناء شعبكم ملء السمع والبصر والفؤاد ، وما زلتم المرشح الأول لتحمل العبء ، وتقدم الركب ، وخوض الغمرات . الأمل معقود بعد الله عليكم ، والأعين متطلعة إليكم ، والقلوب تخفق ثقة بكم ، وتطلعا إلى ما تحكمون وتعزمون ..
يا قادة المعارضة السورية : كسر الحصار عن حلب ليس مطلبا نتوجه به إلى من فرض هذا الحصار ، فكفوا عن العبث مع العابثين ..
يا أبناء جماعة الإخوان المسلمين في الداخل والخارج : كسر الحصار عن حلب اليوم يعني كسر الحصار عن الثورة وإعادة قطارها إلى سكته استدعاء لنصر الله. ولمثل هذا فليعمل العاملون .
(( وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ ))

لندن : 23 / شوال / 1437
28 / 7 / 2016

----------------
*مدير مركز الشرق العربي
[email protected]
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف