التربية هي مرادفة للتعليم وتجدها في المؤسسات التعليمية متلاصقتان و لا يمكن أن ينفصلا عن بعضهما البعض . لأن لا يمكن إيجاد متعلم غير متربي وان حصل ذلك يُعتبر شذوذا عن القاعدة الأساسية...
رغم أن العكس يكون صحيحا ، قد تجد الإنسان أميا لكنه متربي .كما هو حال أجدادنا و أبائنا رغم أن جلهم لا يقرؤون و لا يكتبون لكنهم أصحاب تربية عالية في الرقي أكسبناها منهم بالوراثة...
والمعلم ليس دوره تعليم تلاميذه القراءة و الكتابة فقط لكنه دوره الكامل زرع فيهم بذور التربية بشتى أنواعها وفروعها ، من أهمها النظافة الباطنية و الشكلية...
الباطنية، عدم الكذب والرياء وحب الناس و العطف عليهم و الظاهرية ، النظافة الجسدية و المحيط الذي يعيش فيه الناس كعدم رمي القاذورات في الشارع و الحفاظ على نظافة المحيط الذي هو مصدر بقاءه..
تذكرت كل ذلك وأنا مارا يوما على مؤسسة تعليمية للتلاميذ السنوات الأولى من مشوارهم التعليمي وكان وقت خروجهم (التلاميذ) منتصف النهار وهم حاملين في أياديهم مأكولات وفواكه (موز و برتقال،...) ، تحصلوا عليها من المطعم المدرسي...
ما شد انتباهي هؤلاء التلاميذ الصغار كانوا يتناولون في تلك الوجبات المدرسية أمام باب مدرستهم ويرمون في فضلات تلك المأكولات يمينا و شمالا في الشارع أمام مرأى أساتذتهم ولا أحد منهم شد انتباهه لهذا السلوك الذي يدخل في التربية الأساسية للإنسان وهو عدم الأكل في الشارع و عدم رمي الفضلات...
كنت أتمنى لو هؤلاء المعلمون ألقوا على هؤلاء الأطفال الصغار درسا على الطبيعة و شدوا انتباههم بطريقة تربوية بأن ما يفعلوه عمل غير سليم و غير تربوي وبذلك يكونون لقحوا تلك البراعم الصغيرة بحقن تربوية تكون لهم مناعة تربوية مستديمة...
أتذكر و أنا في سنوات التعليمية الأولى ، أين كان المعلم مربي ، في كل مرة يذكرنا (المعلم) أن هناك فأرا متخصص في تحسس و شم روائح أفواه النائمين و بالخصوص الأطفال ومن ينام بدون أن يغسل فمه جيدا يكون عرضة لعض من ذلك الفأر...
ومن ذلك الحين لا أتذكر أنني نمت بدون غسل فمي عدة مرات خوفا من الفأر صاحب الحس "ألروائحي" (رائحة)...
فقارنت بين الماضي التربوي حتى لو كان عن طريق الترهيب و بين حاضر تربوي تائه بين الاستقالة التربوية للوالدين وفصل التربية عن التعليم من بعض المعلمين...
بلقسام حمدان العربي الإدريسي
28.07.2016
رغم أن العكس يكون صحيحا ، قد تجد الإنسان أميا لكنه متربي .كما هو حال أجدادنا و أبائنا رغم أن جلهم لا يقرؤون و لا يكتبون لكنهم أصحاب تربية عالية في الرقي أكسبناها منهم بالوراثة...
والمعلم ليس دوره تعليم تلاميذه القراءة و الكتابة فقط لكنه دوره الكامل زرع فيهم بذور التربية بشتى أنواعها وفروعها ، من أهمها النظافة الباطنية و الشكلية...
الباطنية، عدم الكذب والرياء وحب الناس و العطف عليهم و الظاهرية ، النظافة الجسدية و المحيط الذي يعيش فيه الناس كعدم رمي القاذورات في الشارع و الحفاظ على نظافة المحيط الذي هو مصدر بقاءه..
تذكرت كل ذلك وأنا مارا يوما على مؤسسة تعليمية للتلاميذ السنوات الأولى من مشوارهم التعليمي وكان وقت خروجهم (التلاميذ) منتصف النهار وهم حاملين في أياديهم مأكولات وفواكه (موز و برتقال،...) ، تحصلوا عليها من المطعم المدرسي...
ما شد انتباهي هؤلاء التلاميذ الصغار كانوا يتناولون في تلك الوجبات المدرسية أمام باب مدرستهم ويرمون في فضلات تلك المأكولات يمينا و شمالا في الشارع أمام مرأى أساتذتهم ولا أحد منهم شد انتباهه لهذا السلوك الذي يدخل في التربية الأساسية للإنسان وهو عدم الأكل في الشارع و عدم رمي الفضلات...
كنت أتمنى لو هؤلاء المعلمون ألقوا على هؤلاء الأطفال الصغار درسا على الطبيعة و شدوا انتباههم بطريقة تربوية بأن ما يفعلوه عمل غير سليم و غير تربوي وبذلك يكونون لقحوا تلك البراعم الصغيرة بحقن تربوية تكون لهم مناعة تربوية مستديمة...
أتذكر و أنا في سنوات التعليمية الأولى ، أين كان المعلم مربي ، في كل مرة يذكرنا (المعلم) أن هناك فأرا متخصص في تحسس و شم روائح أفواه النائمين و بالخصوص الأطفال ومن ينام بدون أن يغسل فمه جيدا يكون عرضة لعض من ذلك الفأر...
ومن ذلك الحين لا أتذكر أنني نمت بدون غسل فمي عدة مرات خوفا من الفأر صاحب الحس "ألروائحي" (رائحة)...
فقارنت بين الماضي التربوي حتى لو كان عن طريق الترهيب و بين حاضر تربوي تائه بين الاستقالة التربوية للوالدين وفصل التربية عن التعليم من بعض المعلمين...
بلقسام حمدان العربي الإدريسي
28.07.2016