طلال قديح*
في ظل ظروف صعبة وعصيبة، وزمن تجتاحه أعاصبر شديدة من كل الاتجاهات، يعقد مؤتمر القمة العربي السابع والعشرون في نواكشوط عاصمة موريتانيا ، معنونة باسم قمة الأمل أملا في أن تبدد اليأس الذي وصل إلى حد لا يحتمل، ويستدعي اليقظة والانتباه لكل ما يحاك ضد الأمة العربية من مكائد ومؤامرات تكاد لا تقع تحت حصر.
الأعداء كثيرون، تتعدد أهدافهم وغاياتهم، وتتنوع أساليبهم ظاهرة وباطنة، لكنهم يتفقون على الكيد للعرب، ونثر بذور الفتنة بينهم ليبقى الاختلاف ويتعذر الائتلاف.
من هذا المنطلق، كانت الحاجة ملحة لعقد القمة العربية،للم الشمل، وتوحيد الجهود، وتوظيف كل الطاقات-وهي كثيرة ولله الحمد- لتنطلق المسيرة العربية نحو مستقبل زاخر بالعمل والعطاء يؤمن للأجيال حياة تخلو من المنغصات وتتطلع لتحقيق ما تتطلع إليه من غايات.
يؤكد المؤتمر بما لا يدع مجالا للشك ، أن أمتنا العربية ما تزال وستظل بخير، ما بقي الإيمان بتاريخها وإمكاناتها يملأ النفوس حماسا وتصميما ، فلديها العلم والعلماء والمال الوفيروالأمل الكبيرالذي لا تخبو جذوته المتقدة على الدوام.
إن عقد المؤتمر في موريتانيا ، لهو دلالة عظيمة على حرصه على انتمائها الأصيل لأمتها العربية ، وهو ما تعتز به وتفخر..وفي هذا السياق لا بد من شهادة حق للأخوة في مورتانيا، فقد عرفناهم عرباً يعتزون بعروبتهم، وفي مقدمة ذلك اللغة العربية، التي تفوقوا فيها إلى درجة مميزة ، أتقنوا نحوها وصرفها وأدبها حتى غدا علامة بارزة للشناقطة ، فيها يتنافسون ويتبارون، وبرزت منهم أسماء أعلام شرفت بهم اللغة العربية وباهت. في الوقت الذي أصابنها لوثة اللحن وشاعت مما يملأ النفوس أسى وحزناً.
كل التحية لموريتانيا ، حكومة وشعباً، ونشكر لها جهودها في رأب الصدع، ونقدر لها حرصها على لغة القرآن لتبقى صحيحة فصيحة خالية من اللحن واللغط.. ولن ننسى لها هذه الحفاوة التي استقبلت بها ، أشقاءها المسؤولين العرب، الذين اعتزوا بهذه الحفاوة البالغة وشكروا لها حسن الاستقبال المستمد من تراث أخلاقي عربي أصيل.
ولا شك أن كل قمة تقوّم وفق ما يصدر عنها من قرارات وتوصيات تصب في مصلحة القضايا العربية ، لكن يجب الالتزام بها وترجمتها إلى أعمال نافذة بلا تسويف أو تأجيل لأننا نعيش في عصر لا مجال فيه للف أو الدوران أو التسويف والتأجيل، فقد مضى ذاك الزمن، والعالم في سباق لا يرحم الكسالى والمتخاذلين.
كلنا أمل أن تشكّل قمة الأمل نقطة تحول في تاريخنا، فتكون بداية للانطلاق نحو وحدة عربية تنتظم أمتنا من الخليج إلى المحيط ، وتعزز آمالنا في النهضة والتطور والوصول بأمتنا إلى المكان اللائق بها بين الأمم. والله الموفق.
• كاتب ومفكر عربي
• 27/7/2016م
في ظل ظروف صعبة وعصيبة، وزمن تجتاحه أعاصبر شديدة من كل الاتجاهات، يعقد مؤتمر القمة العربي السابع والعشرون في نواكشوط عاصمة موريتانيا ، معنونة باسم قمة الأمل أملا في أن تبدد اليأس الذي وصل إلى حد لا يحتمل، ويستدعي اليقظة والانتباه لكل ما يحاك ضد الأمة العربية من مكائد ومؤامرات تكاد لا تقع تحت حصر.
الأعداء كثيرون، تتعدد أهدافهم وغاياتهم، وتتنوع أساليبهم ظاهرة وباطنة، لكنهم يتفقون على الكيد للعرب، ونثر بذور الفتنة بينهم ليبقى الاختلاف ويتعذر الائتلاف.
من هذا المنطلق، كانت الحاجة ملحة لعقد القمة العربية،للم الشمل، وتوحيد الجهود، وتوظيف كل الطاقات-وهي كثيرة ولله الحمد- لتنطلق المسيرة العربية نحو مستقبل زاخر بالعمل والعطاء يؤمن للأجيال حياة تخلو من المنغصات وتتطلع لتحقيق ما تتطلع إليه من غايات.
يؤكد المؤتمر بما لا يدع مجالا للشك ، أن أمتنا العربية ما تزال وستظل بخير، ما بقي الإيمان بتاريخها وإمكاناتها يملأ النفوس حماسا وتصميما ، فلديها العلم والعلماء والمال الوفيروالأمل الكبيرالذي لا تخبو جذوته المتقدة على الدوام.
إن عقد المؤتمر في موريتانيا ، لهو دلالة عظيمة على حرصه على انتمائها الأصيل لأمتها العربية ، وهو ما تعتز به وتفخر..وفي هذا السياق لا بد من شهادة حق للأخوة في مورتانيا، فقد عرفناهم عرباً يعتزون بعروبتهم، وفي مقدمة ذلك اللغة العربية، التي تفوقوا فيها إلى درجة مميزة ، أتقنوا نحوها وصرفها وأدبها حتى غدا علامة بارزة للشناقطة ، فيها يتنافسون ويتبارون، وبرزت منهم أسماء أعلام شرفت بهم اللغة العربية وباهت. في الوقت الذي أصابنها لوثة اللحن وشاعت مما يملأ النفوس أسى وحزناً.
كل التحية لموريتانيا ، حكومة وشعباً، ونشكر لها جهودها في رأب الصدع، ونقدر لها حرصها على لغة القرآن لتبقى صحيحة فصيحة خالية من اللحن واللغط.. ولن ننسى لها هذه الحفاوة التي استقبلت بها ، أشقاءها المسؤولين العرب، الذين اعتزوا بهذه الحفاوة البالغة وشكروا لها حسن الاستقبال المستمد من تراث أخلاقي عربي أصيل.
ولا شك أن كل قمة تقوّم وفق ما يصدر عنها من قرارات وتوصيات تصب في مصلحة القضايا العربية ، لكن يجب الالتزام بها وترجمتها إلى أعمال نافذة بلا تسويف أو تأجيل لأننا نعيش في عصر لا مجال فيه للف أو الدوران أو التسويف والتأجيل، فقد مضى ذاك الزمن، والعالم في سباق لا يرحم الكسالى والمتخاذلين.
كلنا أمل أن تشكّل قمة الأمل نقطة تحول في تاريخنا، فتكون بداية للانطلاق نحو وحدة عربية تنتظم أمتنا من الخليج إلى المحيط ، وتعزز آمالنا في النهضة والتطور والوصول بأمتنا إلى المكان اللائق بها بين الأمم. والله الموفق.
• كاتب ومفكر عربي
• 27/7/2016م