الأخبار
ارتفاع درجات الحرارة يفاقم معاناة النازحين في غزة ويزيد من البؤس اليوميالأمم المتحدة: إزالة الركام من قطاع غزة قد تستغرق 14 عاماًتصاعد الاحتجاجات الطلابية في الجامعات الأميركية ضد الحرب الإسرائيلية على غزةتفاصيل المقترح المصري الجديد بشأن صفقة التبادل ووقف إطلاق النار بغزةإعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزة
2024/4/27
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

كتاب جديد من مركز الحضارة:النظام الفلسفي لمدرسة الحكمة المتعالية لـ عبد الرسول عُبُودِيَّت

تاريخ النشر : 2016-07-28
كتاب جديد من مركز الحضارة:النظام الفلسفي لمدرسة الحكمة المتعالية لـ عبد الرسول عُبُودِيَّت
النظام الفلسفي لمدرسة الحكمة المتعالية (الجزء الرابع) لـ عبد الرسول عُبُودِيَّت

وُصِفت فلسفة صدر الدين الشِّيرازي (مُلاَّ صدرا) بالحكمة المتعالية، كمدرسة لها نظامها الفلسفيُّ الخاصُّ، هذا النظام الذي يتناوله الكاتب الإيراني السيِّد عبد الرسول عُبُودِيَّتْ، في كتابه "النظام الفلسفيّ لمدرسة الحكمة المتعالية"، (الذي يقع في أربعة أجزاء)، والذي قام بترجمته إلى العربية علي الموسوي.

وهذا الكتاب صادر عن "مركز الحضارة لتنمية الفكر الإسلاميّ" في بيروت، (من ضمن سلسلة الدراسات الحضارية التي يصدرها المركز").

هنا نتحدث عن الجزء الرابع (الذي صدر حديثاً في طبعة أولى 2016)، والذي يدور حول: عِلْم النّفس أو معرفة الإنسان في الحكمة المتعالية.

وجاء في المقدمة أن: "النظام الفلسفيّ لمدرسة الحكمة المتعالية" (وبأجزائه الأربعة)، هو كتاب يهدف إلى التعريف بالنظام الفلسفي للحكيم الكبير صدر الدِّين الشّيرازي. فأصحاب النُّظم الفلسفية، لم يتكلّفوا القيام ببيان نظمهم الفلسفية، بل ذكروا العديد من النظريات في مختلف كُتُبهم. ضمن تنظيم وتنسيق أوّليّ، دون القيام بعملية تمييز بين القضايا التي تشكل أساساً في نظامهم الفلسفيّ، وبين سائر القضايا والمسائل، وتحدُّد دورها في البنية الفلسفية لهذا النظام.

وأكثر ما يهتم به هؤلاء، هو إثبات المدَّعيات الفلسفية، وقليلاً ما يتعرضون لتوضيح أصل تلك المدَّعيات. وينظر هؤلاء إلى فئة خاصّة من المخاطبين، أي من كان منهم من أصحاب الرأي، ممن لهم اطّلاع فلسفيّ واسع. ولهم اطّلاع على الآراء المشهورة في كل مسألة وطريق إثباتها أو نفيها.

بنحوٍ سكون في الميسَّر لهؤلاء الوصول إلى فَهْم صحيح لها يساعدهم على تصوُّر النظام الفلسفيّ المُتبنَّى دون غيرهم من المخاطبين. ولذا، بملاحظة هذا الأمر، لا بدّ لمن يريد التّعرّض لبيان نظامهم الفلسفيّ، من أن يتمكّن، أوّلاً، من الفصل بين المسائل الرئيسة التي هي قوام نظامهم، وبين المسائل الفرعيّة؛ وثانياً، من حذف المسائل الفرعية، وثالثاً من تحديد العلاقة بين المسائل الرئيسية وتحديد أهمية كل مسألة منها ليستبين، من خلال ذلك، طريقة البناء الرئيسية للنظام؛ ورابعاً، أن يكون ما هو أولى بالاهتمام بيان المدَّعيات لينطلق، بعد ذلك، لإثباتها أو نفيها؛ وخامساً أن يلحظ المخاطب، ولو كان من غير أصحاب الرَّأي، وهذا ما نقصده من الحديث عن النظام الفلسفيّ لمدرسة الحكمة المتعالية.

على أنه في الأجزاء الثلاثة السابقة: تم التعرّض لمباحث معرفة الوجود ومعرفة العالم؛ ولمباحث علم المعرفة (نظرية المعرفة) ومعرفة الله. أي الأجزاء التي اشتملت على: مباحث أصالة الوجود؛ التشكيك في الوجود؛ الوجود الرَّابط المعلول؛ والحركة الجوهرية. ومباحث العلم الحضوري، العلم الحصولي الوجود الذهنيّ، إثبات الذات؛ والتوحيد والعلم الإلهي.

أما هذا الجزء (الرابع)، (الذي نحن بصدده، فيدور – وكما أسلفنا القول – حول: علم النفس أو معرفة الإنسان في الحكمة المتعالية)، مع الإشارة إلى أن الكاتب التزم في عرضه للنظام الفلسفي الصّدرائيّ بالانطلاق من علم النفس في فلسفة ابن سينا، (علم النفس السِّينويّ) ليكشف مواطن التجاوُز والإمكانيات، التي أتاحتها مدرسة ملاَّ صدرا لحلّ الإشكالات والصعوبات التي كانت تواجه ابن سينا في تفلسُفه النفسي.

وفصول هذا الجزء من السادس عشر حتى السادس والعشرين تتوزع على النّحو الآتي: الفصل السادس عشر: بمنزلة المقدمة في المِزاج؛ الفصل السابع عشر: في وجود النفس؛ الفصل الثامن عشر: عن حقيقة النفس؛ الفصل التاسع عشر: عن تجرُّد النفس؛ الفصل العشرون: عن قوى النفس؛ الفصل الواحد والعشرون: عن مراتب النفس؛ الفصل الثاني والعشرون: عن حدوث النفس؛ الفصل الثالث والعشرون: عن البدن والنفس؛ الفصل الرابع والعشرون: عن انفعال النفس؛ والفصلان الخامس والعشرون والسادس والعشرون: عن خلاصة علم النفس السِّينويّ (لدى ابن سينا) ثم الصَّدرائي على التّرتيب.

وفي ختام "خلاصة معرفة الإنسان الصدرائية أو "خلاصة علم الإنسان الصدرائي"، جاء التلخيص الإجمالي مقرِّراً الآتي:

خلاصةُ الكلام أن النفس وبسبب الحركة الجوهرية الاشتدادية واقعية سيالة يلحظ فيها مراحل على امتداد الزمان تحدث كل مرحلة منها بزوال المرحلة السابقة وذلك بنحو متصل، بنحو تتألف كل مرحلة بحسب الشدة والضعف من مرتبة أو مراتب مشابهة للمراتب السابقة وزائدة عليها. وبهذا الترتيب يمكننا القول إن النفس واقعية وهي في قطعة من الزمان في زمرة الصورة الجسمانية ولها مراحل: ابتداء من الصور العنصرية ثم تدريجاً تتبدل إلى الصور الأكمل وبآثار أفضل وفي النهاية تتبدل إلى أكمل صورة جمادية ممكنة، مع كونها واححدة في كل مرحلة للمراتب الأدنى أيضاً. فالواقعية المذكورة في هذه القطعة لأنها من زمرة الصور في محتاجة إلى المادة لا في فعلها فقط بل في أصل وجودها؛ سواء في مرحلة الحدوث أم البقاء، أي أنها جسمانية الحدوث والبقاء.

ثم إن هذه الواقعية ونتيجة للحركة المذكورة تتبدل إلى نفس نباتية وفي قطعة من الزمان تكون نفساً نباتية ولها مراحل من غير أن تفقد المراتب الأدنى التي هي من نوع الصور. والواقعية المذكورة في هذه القطعة وإن كانت بلحاظ نوع الآثار – من قبيل التغذية والنمو والتناسل أي توليد المثل – وبلحاظ نحو التحقق لا على منوال واحد، ليست آثار الصور، ولكنها بلحاظ الحاجة إلى البدن سواء على مستوى القيام بالفعل أم على مستوى أصل الوجود سواء في الحدوث أم في البقاء كالصور في أنها تحتاج إلى المادة من جوانبها كافة؛ أي فعلاً مادية ومن حيث النظر إلى ذاتها جسمانية الحدوث والبقاء. وبداية هذه المراحل هي بداية نفسانية هذه الواقعية؛ لأنها في هذه المراحل ليس لها مرتبة فوق مرتبة النفسانية.

وهذه الواقعية وبعد أن تطوي المراحل المتكاملة النباتية كافة تتبدل في النهاية من أكمل نوع من أنواع النبات إلى النفس الحيوانية والتي لها نوع من التجرد المثالي ويمكنها إدراك الجزئيات والحركة الإرادية، وفي قطعة من الزمان التي تكون فيها حيواناً تطوي مراحل الحيوانية كافة مع احتفاظها بالمراتب النفسانية النباتية والمراتب الجمادية. وهذه الواقعية المذكورة في هذه القطعة محتاجة إلى المادة في القيام بالفعل، وأما بالنظر إلى ذاتها وأصل وجودها فإن حكمها يختلف حدوثاً عنه بقاء: فهي بلحاظ أنها تكوّنت من نفس نباتية وهي جوهر جسماني تكون جسمانية الحدوث وبلحاظ أن لها مرتبة أو مراتب مجرّدة تقبل البقاء من دون بدن فهي روحانية البقاء. والواقعية المذكورة بعد أن تطوي المراحل الحيوانية كافة وتتجاوزها تتبدل من أكمل نوع من أنواع الحيوان إلى نفس إنسانية ولها تجرد مثالي نطقي أيضاً، وختاماً يكون لها نوع من التجرد العقلي، وهي في الوقت نفسه واجدة للمراتب الإنسانية والحيوانية والنفسانية النباتية والجمادية أيضاً.
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف