الأخبار
قطر تُعيد تقييم دورها كوسيط في محادثات وقف إطلاق النار بغزة.. لهذا السببالمتطرف بن غفير يدعو لإعدام الأسرى الفلسطينيين لحل أزمة اكتظاظ السجوننتنياهو: هدفنا القضاء على حماس والتأكد أن غزة لن تشكل خطراً على إسرائيلالصفدي: نتنياهو يحاول صرف الأنظار عن غزة بتصعيد الأوضاع مع إيرانمؤسسة أممية: إسرائيل تواصل فرض قيود غير قانونية على دخول المساعدات الإنسانية لغزةوزير الخارجية السعودي: هناك كيل بمكياليين بمأساة غزةتعرف على أفضل خدمات موقع حلم العربغالانت: إسرائيل ليس أمامها خيار سوى الرد على الهجوم الإيراني غير المسبوقلماذا أخرت إسرائيل إجراءات العملية العسكرية في رفح؟شاهد: الاحتلال يمنع عودة النازحين إلى شمال غزة ويطلق النار على الآلاف بشارع الرشيدجيش الاحتلال يستدعي لواءين احتياطيين للقتال في غزةالكشف عن تفاصيل رد حماس على المقترح الأخير بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرىإيران: إذا واصلت إسرائيل عملياتها فستتلقى ردّاً أقوى بعشرات المرّاتإعلام الاحتلال: نتنياهو أرجأ موعداً كان محدداً لاجتياح رفحإصابة مطار عسكري إسرائيلي بالهجوم الصاروخي الإيراني
2024/4/18
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

التحرش في الترام : زمن التحرش الجميل بقلم:د.مصطفى مهران

تاريخ النشر : 2016-07-28
التحرش في الترام : زمن التحرش الجميل بقلم:د.مصطفى مهران
التحرش في الترام : زمن التحرش الجميل

في ثلاثينيات القرن الماضي ، وهناك فى ميادين العتبة الخضراء ، والخازندار ، والسيدة زينب ، وباب الخلق ، وغيرها من الأماكن التى يكثر فيها الصاعدون إلى مركبات الترام والهابطون منها ، فى هذة الأماكن ترى دائما طائفة من الشبان والفتيان ماثلين دائماً وقد رجَّل كل منهم شعره ، وأمال طربوشه ، وحَّمر شفتيه ، وصقَّل عارضيه وحذائه ، وتأنق فى ثائر ثيابه ، ودلّى طرف منديل حريري على نهده الأيسر ، وراح يتمشى على الرصيف فى لين وتكسر ، حتى ما تدري حقيقة شأنه ، أهو فتى متأنث ، أم آنسة متفتية؟!

ولا يزال ذلك حاله حتى يقبل القطار ، فإذا انحدرت منه سيدة أو فتاة عذراء عليها مسحة من جمال أسرع ، فتراءى لها وهو يصف خيوط (زره) ، ويسوي شعر حاجبيه ، ويضبط ربطة عنقه ، وتأخذ السيدة أو الفتاة سكتها فيمشي وراءها فإذا تيمانت تيامن ، وإذا تياسرت تياسر خلفها حتى لتحسبه من مض ظلها، وهو يتمتم بكلام غير مفهوم ، حتى إذا أمن غفلة العيون أسرع حتى حاذاها ، وعرض عليها (فسحة) فى الجزيرة أو حدائق القبة ، فلا يكون الحائر دائماً مع هؤلاء العشاق إلا السكوت المطلق أو سوء الرد بالسب والشتم ، ومع ذلك فهيهات أن ينثنى صاحبنا أو يتداخله شيء من الحياء والقنوط. بل ما يزال على ذلك حتى يبلغها الدار التى تطلبها ولا يرجع إلا أن تصك مصراع الباب فى وجهه صكة يسمع لها دوي وعزيف ، ويعود الى موقعه من الميدان الذي اختاره لهواه.

وإنك لو فتشت نفوس هؤلاء وامتحنت عقلياتهم لخرج لك من بحثك شيء عجيب ، ذلك أنك تحسب إنهم يؤمنون إيماناً وثيقاً ويعتقدون اعتقاداً راسخاً أن جميع نساء القطر المصري وساكناته سياحاً مبذولات الأعراض لهم ، اللهم إلا البغايا فقط ، فهؤلاء وحدهن العفيفات الشريفات المصونات اللائي ينبغي إذا طلعن عليهم أن يغضوا أطرافهم ويعقدوا ألسنتهم، وذلك الظن يخرج لك من أنك تراهم لا يتبعون إلا  محتشمة فى طريقها متوقرة لا تنثنى ولا تتخلع ولا ترسل على الناس نظراً حاداً ، أما المائعة المترجحة فى مشيتها ، المفتنة فى إبداء زينتها ، الدائمة التلفت إلى يمينها ويسارها ، المثبتة نظرها في كل من لقيها فهذه يولونها ظهورهم لأنها لا مطمع لهم فيها ولا أمل!

وبرغم هذا لم يكن هناك قانون واضح يُعمل به كقانون للتحرش يدين الفاعل ويحفظ الفتاة المصرية ، لذلك تصرف رجال البوليس بمقتضى الحال وفقاً لتقديرهم ، فتارة يقبض رجل البوليس على الفاعل لكنه يفرج عنه لعدم وجود تهمة تدينه فى القانون المصري ، وتارةً أخرى يتركه لأنه لم يفعل جريمة يعاقب عليها من وجهة نظره.

في عام 1937 وبعد هوجة الاختلاط التى أشعلها جماعة الإخوان المسلمين ، سُن قانون التحرش والذى ينص على الحبس والغرامة لكل من يتعرض لفتاة ، ورغم هذا ظلت الظاهرة منتشرة لأنه لم يعمل بهذا القانون ، وإنما كان وحتى الآن حبراً على ورق.

 ومجتمعنا الحالي حول الضحية إلى جانِ، وراح يفرض على المرأة التي تتعرض للتحرش قواعده الخاصة، فليس من حقها أن تطالب بالثأر ممن تحرش بها، وما من سبيل أمامها لاستعداء الحاكم على من تحرش بها، فالكلمة عار، وتصريح الضحية بتعرضها للتحرش عار، ومطالبتها بالحق ممن تحرش بها عار، والصمت "سترة" حتى لو صرخت ألف مرة بأنه "هتك للستر".

وختاماً.. فإنى لا أكتب من أجل الماضي لنتحاكم حوله أو عنه أو لنحاكمه ، فقط أدون بحثا عن دروس لما هو آتٍ من أيام.

د.مصطفى مهران 
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف