الأخبار
نتنياهو: هدفنا القضاء على حماس والتأكد أن غزة لن تشكل خطراً على إسرائيلالصفدي: نتنياهو يحاول صرف الأنظار عن غزة بتصعيد الأوضاع مع إيرانمؤسسة أممية: إسرائيل تواصل فرض قيود غير قانونية على دخول المساعدات الإنسانية لغزةوزير الخارجية السعودي: هناك كيل بمكياليين بمأساة غزةتعرف على أفضل خدمات موقع حلم العربغالانت: إسرائيل ليس أمامها خيار سوى الرد على الهجوم الإيراني غير المسبوقلماذا أخرت إسرائيل إجراءات العملية العسكرية في رفح؟شاهد: الاحتلال يمنع عودة النازحين إلى شمال غزة ويطلق النار على الآلاف بشارع الرشيدجيش الاحتلال يستدعي لواءين احتياطيين للقتال في غزةالكشف عن تفاصيل رد حماس على المقترح الأخير بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرىإيران: إذا واصلت إسرائيل عملياتها فستتلقى ردّاً أقوى بعشرات المرّاتإعلام الاحتلال: نتنياهو أرجأ موعداً كان محدداً لاجتياح رفحإصابة مطار عسكري إسرائيلي بالهجوم الصاروخي الإيرانيالجيش الإسرائيلي: صفارات الانذار دوت 720 مرة جراء الهجوم الإيرانيالحرس الثوري الإيراني يحذر الولايات المتحدة
2024/4/16
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

معركة حلب إنتهت... والجيش يضع مسلحيها أمام خيارين!! بقلم:د.خيام الزعبي

تاريخ النشر : 2016-07-28
معركة حلب إنتهت... والجيش يضع مسلحيها أمام خيارين!! بقلم:د.خيام الزعبي
معركة حلب إنتهت... والجيش يضع مسلحيها أمام خيارين!!

الدكتور خيام الزعبي

بات الجيش السوري قريبا من حسم المعركة في حلب، فشراسة المعركة الجارية هناك، وزيادة إرتباك المسلحين وأعوانهم  تشير إلى أن الحرب اقتربت من جولتها الأخيرة لإنهاء الوجود المسلّح في الأحياء الحلبية، ومنع تدفّقهم إليها من الحدود التركية، ويمثل القتال على مختلف الجبهات في حلب في الأيام الأخيرة أكبر ضغط على القوى المتطرفة والمجموعات المسلحة منذ إجتياحها لهذه المناطق، التي إرتبكت أمام تكتيكات وأساليب وحدات الجيش السوري، وهو الأمر الذي يعني الكثير من الدلالات، في وقتٍ يتم فيه الحديث عن أن معركة حلب أحدثت تغيُّراً كبيراً ومهماً في التوازنات الإقليمية والدولية، سواء كان لجهة حجم الضرر المعنوي الذي ألحقته بهذه المجموعات الإرهابية، أو لحجم القلق والحيرة التي خلفتها لدى أمريكا وتوابعها، والذين راهنوا على خسارة السوريين في هذه المعركة. 

إذاً حلب، لم تسقط كما خططت لها داعش والمجموعات المسلحة وأعوانها، ففتح المعركة بعمليات إنتحارية تفجيرية لم تجد جدوى ونفعا، فدُمرت دباباتهم وآلياتهم المفخخة قبل وصولها إلى الهدف، والتحم مقاتلو الجيش السوري، بتنظيم داعش وأخواته، ليثبتوا وهن وخرافة الأسطورة المرسومة حول قوة وبطش هذا التنظيم، وأصبحت هذه المجموعات تختنق محاولة إيجاد منفذ لها تجاه مناطق أخرى،  كما طوقتها نيران الجيش السوري لتتفاجأ بعملية نوعية استخدم فيها الجيش إستراتيجية وتكتيك مختلف لتكون المعركة لصالحه، عكس العناصر المتطرفة والمجموعات المسلحة التي لاذت بالفرار محاولة الهروب إلى الحدود التركية، ما يمهد الطريق لتحرير كاقة قرى حلب وما يجعل سقوط حلب وريفها بيد الجيش السوري أمراً محتوماً من الناحية العسكرية والتي تعتبر الشريان الأبهر للمسلحين في المنطقة. 

اليوم وحدات الجيش السوري تتقدم في مدينة حلب وسيطرت على نقطة الكاستيلو بشكل كامل، بالإضافة إلى السيطرة على دوار الليرمون شمال حلب والتوغل على محاذاة حي بني زيد بعد قطع طرق الإمداد عنه، ما يعني عزل أبرز نقطة اطلاق قذائف على مدينة حلب عن محيطها الخارجي وتحصين المدينة من الصواريخ التي كانت تطال المدنيين العزل، كما تمكن الجيش السوري من إغلاق كافة الطرق المؤدية إلى داخل مدينة حلب وإحكام الطوق على المسلحين بعد أن سيطرت على مجمع الكاستيلو شمال المدينة، ليصبح بذلك الطريق بأكمله تحت إشراف الجيش السوري.

هذه المعارك التي يخوضها الجيش السوري والتعاون الروسي الإيراني والسوري في محور المقاومة يضع  المجموعات المسلحة بحالة من الإنهاك تمهيداً للإجهاز عليها وهروب عناصرها إلى مموليهم الأتراك أو الدول العربية الأخرى، وفي الاتجاه الأخر فإن هذا التقدم الميداني المهمّ جاء بدوره كمؤشر على أهمية هذه المعركة في العملية السياسية، ويحمل في طياته رسائل سياسية ذات دلالة تقدم "نقاط دعم" للروس في اتفاقهم الذي يجري عقده مع الأميركيين عبر إحكام طوق حلب، فضلاً عن الدفع نحو اتفاق حقيقي بالشروط الروسية مع واشنطن بمنطلق الأمر الواقع الذي لا يمكن تجاهله، لذلك أعلن وزير الخارجية الأميركي جون كيري بعد لقائه نظيره الروسي سيرغي لافروف عن  إحراز تقدم للتوصل الى حل ديبلوماسي "سياسي" في سورية مطلع آب القادم، كما اتفقت موسكو وواشنطن على تعاون متزايد و"تدابير ملموسة" لمحاربة الجهاديين والمجموعات المسلحة بشكل جدي في سورية، وهكذا، يمشي الخيار العسكري بالتوازي مع الخيار السياسي، وفي الحالتين تبدو الدولة السورية تتقدم بخطى ثابتة نحو تثبيت خيار بقاء الدولة واستمرارها.

في سياق متصل إن وضع الجيش السوري في الميدان يضع الجهاديين والمجموعات المسلحة أمام  خيارين كليهما مهينين بإنتظار أن يكتب الجيش السوري خاتمتهم، التي أصبحت رهن الساعات القليلة القادمة، فالخيار الأوّل: الهروب إلى أرياف إدلب كما فعلت بعض المجموعات المسلحة عند تحرير مدينة تدمر من أيدي العصابات المسلحة، أما الخيار الثاني هو الاستسلام والرضوخ لأوامر الجيش السوري وتسليم أسلحتهم للحكومة السورية وفي حال عدم القبول بهذين الخيارين ليس أمامهم إلا الموت على يد رجال الجيش، في هذا الإطار فإن السؤال الذي نريد أن نسأله هنا هو: كيف يمكن قراءة نتائج تحرير حلب من الإرهابيين؟ وما هي انعكاسات ذلك على سورية والمنطقة؟، لا شك أن الخسارة الكبيرة لداعش وأخواتها في معركة حلب، ستعود بالكثير من النتائج على الوضع الميداني، لا سيما لما تعنيه المنطقة كمنطقة عبور أساسية كان يستخدمها الإرهابيين للإنتقال من تركيا الي سورية وبالعكس، مما يعني أن تحرير حلب، سيُساهم في تثبيت المنطقة عسكريا وكذلك محيطها، منعاً لعودة الإرهاب إليها مرة أخرى، والى جانب ذلك فإن خسارة هذه المجموعات  للمعركة، جعلها في حالة يرثى لها من الضعف سواء محلياً أو إقليمياً، خصوصاً أن حلب كانت تعتبر مكاناً إستراتيجياً مهماً لهذه المجموعات للسيطرة على المنطقة وتنفيذ أهدافها، بالتالي فقد أحدثت هذه المعركة حالةً من الإيمان لدى الشعب السوري، بقدرة سورية على النهوض ومواجهة التحديات، حتى بات السوريون يتهافتون لإعلان الإنتصارات، وهو ما يمكن الإستدلال عليه من خلال المواقف على الصعيد الرسمي، عبر ما أعلنه الرئيس الأسد ، بأن معركة تحرير حلب هي تحول مفصلي ونصر إستراتيجي في مسار الحرب على داعش وأخواته في سورية.

إذاً يبدو واضحاً أن تحرير حلب، يعني الكثير من المدلولات والمعطيات، ليس فقط ثقة الجيش والشعب السوري بالنصر، بل شعورهم بالقوة والكرامة وإعلانهم للعالم أنهم أصبحوا يقدمون للعالم نموذجاً من القدرة على النهوضٌ بالوطن في كافة الأصعدة، فالإنتصار في حلب يعني التمهيدٌ للإنتصار في الرقة  وغيرها بالموازاة مع التقهقر الذي تعيشه الجماعات المسلحة في مختلف المناطق السورية...إذا المعركة المقبلة في الرقة، التي أصبحت بنظر السوريين أمراً محسوماً بالنصر، وهو أحد أبرز نتائج انتصار حلب، وبإختصار شديد، إن تحرير حلب تعتبر "مفتاحاً" لتحرير كل بقعة من بقاع سورية، فبعد تحرير حلب أصبحت هناك قوة دفع باتجاه التقدم نحو المناطق المغتصبة من داعش وأخواتها، اليوم كل أبناء الشعب السوري يُراهنون على الجيش  السوري من أجل تحرير ما تبقى من المناطق من  عصابات داعش وأدواتها، وفي ذات الوقت نوجه نداء إلى جميع المواطنين للوقوف في مثل هذه الظروف مع جيشنا العظيم لإكمال إنتصاراته وليكن شعارنا " تحرير حلب إنطلاقة لتحرير باقي المناطق في سوريتنا الغالية على قلوبنا".

[email protected]
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف