الأخبار
سرايا القدس تستهدف تجمعاً لجنود الاحتلال بمحيط مستشفى الشفاءقرار تجنيد يهود (الحريديم) يشعل أزمة بإسرائيلطالع التشكيل الوزاري الجديد لحكومة محمد مصطفىمحمد مصطفى يقدم برنامج عمل حكومته للرئيس عباسماذا قال نتنياهو عن مصير قيادة حماس بغزة؟"قطاع غزة على شفا مجاعة من صنع الإنسان" مؤسسة بريطانية تطالب بإنقاذ غزةأخر تطورات العملية العسكرية بمستشفى الشفاء .. الاحتلال ينفذ إعدامات ميدانية لـ 200 فلسطينيما هي الخطة التي تعمل عليها حكومة الاحتلال لاجتياح رفح؟علماء فلك يحددون موعد عيد الفطر لعام 2024برلمانيون بريطانيون يطالبون بوقف توريد الأسلحة إلى إسرائيلالصحة تناشد الفلسطينيين بعدم التواجد عند دوار الكويتي والنابلسيالمنسق الأممي للسلام في الشرق الأوسط: لا غنى عن (أونروا) للوصل للاستقرار الإقليميمقررة الأمم المتحدة تتعرضت للتهديد خلال إعدادها تقرير يثبت أن إسرائيل ترتكبت جرائم حربجيش الاحتلال يشن حملة اعتقالات بمدن الضفةتركيا تكشف حقيقة توفيرها عتاد عسكري لإسرائيل
2024/3/29
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

الجرف الصامد وجدلية الربح والخسارة !!بقلم:د. محمد خليل مصلح

تاريخ النشر : 2016-07-28
الجرف الصامد وجدلية الربح والخسارة !!بقلم:د. محمد خليل مصلح
الجرف الصامد وجدلية الربح والخسارة !!

بقلم : د. محمد خليل مصلح

سنتين على الحرب الذي دامت 51 يوما ؛ سموها الجرف الصامد على أمل أن تكون جرف صامد أمام المقاومة وهي في نفس الوقت يوحي بالخطر المتمثل في طبيعة الجرف المتمثلة في الحرب التي كان من أهدافها في الأساس إسقاط المقاومة لكن ؛ مع تطور مجريات الحرب تغيرت الأهداف بل ضاعت مع تمدد الأيام والوقت حتى تحولت من عملية خاطفة إلى حرب استنزاف مما استدعى تجنيد الاحتياط  بالإضافة إلى الانعكاسات الداخلية لدولة الاحتلال اهتزاز الجبهة الداخلية التنافر بين القيادة والاختلاف فيما بينهما وتراشق الاتهامات فيما بينهما كل أسرع ليلقي بالمسؤولية على الآخر وكان ذلك بين الأقطاب الليكود، والبيت اليهودي، ويش عتيد؛ ما اضطر نتنياهو إلى إقالة رئيس حزب عتيد والحركة ليفني ؛ ومن ثم الإعلان عن انتخابات مبكرة؛ هذا على المستوى السياسي؛ أما المستوى العسكري؛ فكان واضح جدا المفاجئة التي لا يحتملها الجيش قلة المعلومات الاستخبارية؛ عدم وضوح في الأهداف؛ تركها لتحدد نفسها حسب تطور الحرب؛ ما يعني أن العسكر تحمل مسؤولية تحديد الأهداف، وهذا بخلال المنطق والمعهود في الحروب أن القيادة السياسية هي من يضع الأهداف، والجيش من يسعى لتحقيقها؛ بعد النقاش حولها؛ ممكنة او غير ممكن تنفيذه؛ حتى يتحمل كل طرف في النهاية مسؤولياته، وبهذا نجا نتنياهو من المسؤولية في خطوات استباقية بالانقضاض على الشركاء، وتحميلهم مسؤولية عدم الانضباط والتدخل السافر في مجريات الحرب على الصعيد التنفيذي وتسريب معلومات من داخل الكابينت؛ وكان لسلوك ليبرمان الغير متحفظ في توزيع الاتهامات ما أثار حفيظة نتنياهو وصبغ الأحاديث بطابع شخصي .

ما يحدث اليوم؛ بعد سنتين على حرب الجرف الصامد يشعرنا أنها كانت حرب كاملة الأركان وان الانعكاسات التي لم تنقطع حتى اليوم وان الجدل القائم داخل الكيان الصهيوني تؤكد ذلك المعنى والمفهوم ؛ الجرف الصامد ما زالت وبعد سنتين عنصرا مهما في الصراع بين الأحزاب الإسرائيلية وتستخدم كمادة في الدعاية الانتخابية بينها وان نتنياهو حتى اليوم لم ينجو من آثارها وتداعياتها على الصعيد الشخصي والحزبي وبالأحرى على إستراتيجية الصراع ما ترك يعتبر اليوم عنصرا مهما في الوعي الصهيوني وفي اتخاذ القرارات في المستقبل ؛ جدلية الاحتمالات قائمة وما يترتب عليه من كلا الطرفين المقاومة وإسرائيل حيث ولت مفهوما يقوا انه من الأسلم أن تمنع العدو من إطلاق النار باتخاذ التدابير التي لا تغري الطرف الآخر بالهجوم والمباغتة على اعتبار أن عنصر المباغتة وان كان له ميزة وهذا ما حدث في الجرف الصامد في المعركة لكن الأفضل عدم الهجوم بناءا على النتائج الأخيرة للحرب.

الساحة الداخلية ؛؛ لبيد رئيس حزب يش عتيد والذي أقيل من حكومة الوحدة على اثر الخلاف مع نتنياهو في إدارة المعركة ؛”على نتنياهو أن يقر بأن أخطاء وقعت في عملية الجرف الصامد” حيث أعرب عن موقفه في جلسة للجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست “بأن العملية العسكرية التي قام بها جيش الدفاع قبل عامين في قطاع غزة كانت مشوبة بإخفاقات خطيرة من حيث طريقة نقل المعلومات إلى المجلس الوزاري المصغر ومن حيث طريقة اتخاذ القرارات”.

فالأهداف التي تم قصفها في اغلبها كانت مدنية؛ ما يعكس فشل استخباراتي كبير جدا واللجوء إلى قصف الأبراج كان تحول يعكس نفاذ صبر القيادة العسكرية والسياسية والرغبة في وقف الحرب بالضغط على المقاومة بضرب أهدافا مدنية وتدمير حيزا كبيرا من الأهداف المدنية، وهذا الواقع دفع بالجيش بتشغيل وحدة  قسم الأهداف في اللواء الجنوبي لتحديد الأهداف أثناء المعركة وليس مسبقا كما هو معتاد عليه وهذا في تصوري تحسبا لخروج الحرب عن السيطرة وأهدافها المحددة مسبقا؛ الجنرال سامي ترجمان بأن “هذا القسم الذي تطور في السنوات الأخيرة في القيادة الجنوبية، يجب أن يتسع ليصبح فرعا في الجيش يملك قوة بشرية اكبر وموارد ووسائل تكنولوجية أكثر”.

أما تقرير مراقب الدولة المسرب فهو أيضا أشار إلى الإخفاقات بفشل نتنياهو في إدارة الحرب؛ ما أثار عاصفة سياسية في إسرائيل. فقد تضمّن التقرير انتقادات واسعة لشكل إدارة العملية من قبل رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو ووزير الأمن موشيه يعلون ورئيس الأركان في حينه، بني غانتس.

والنقطة التي تمسك بها التقرير عن أن نتنياهو ويعلون إنهما لم يطلعا بقية وزراء المجلس الوزاري الأمني – السياسي (الكابينيت)، على التحذيرات من المواجهة مع “حركة المقاومة الإسلامية ـــ حماس”، ولم يجريا أكثر من نقاش واحد حول الأنفاق، وأن التقييمات التي قدمها غانتس إلى المجلس الوزاري لم تتفق مع ما يحدث على الأرض، وأن أعضاء المجلس الوزاري افتقروا إلى التجربة والمعرفة المطلوبتين للتعامل مع هذه القضايا، وأن تضليل المجلس الوزاري أدى إلى العمل العشوائي لقوات الجيش طوال عدة أسابيع” وبحسب الوصف كانت تبدو الحرب بأنها اكتوبر2.

يبدو أن بينت وجد ضالته في التقرير؛ فهذا الانتقاد هم نفسه ما وجهة بينت لرئيس الوزراء بعد جولة أجراها بينت وأحاديث مع الأفراد والقيادة أثناء المعركة ما سبب بأزمة ثقة بينه وبين نتنياهو ووزير الحرب ورئيس الأركان في حينها، وهذا ما أكده حيث اتهم وزير التعليم نفتالي بينيت رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو “برفض التعلم من الأخطاء التي أدت إلى الحرب مع غزة في عام 2014، بعد يوم من تصريح نتنياهو بأنه كان على اطلاع بالتهديد بشأن الأنفاق عبر الحدود.. وأن على القيادة ’التعلم من أخطاء الماضي’ بعد أن قال نتنياهو بأنه كان مستعدا لتهديد حماس قبل حرب 2014 .. وأننا قبل الصراع المقبل نحن ملزمون بالتعلم من أخطاء الماضي وعدم إنكارها.. الخروج باستنتاجات حقيقية هو علامات قوة وثقة.. وأضاف: “كل من يرفض التعلم من أخطاء الماضي محكوم عليه تكرارها في المستقبل”.

الافتقار إلى المسؤولية تعبير استخدمه نتنياهو ومكتبه اتجاه كل من انتقد وسرب وتحدث عن الإخفاق ما دفع نتنياهو إلى تقديم الانتخابات في خطوة استباقية قبل أن تتكشف الحقائق ما أعطى نتنياهو فترة رابعة كرئيس وزراء استخدم فيها كل الأدوات والدعائية والوسائل الغير أخلاقية للفوز في المعركة؛ لكن مازال جمرة الجرف الصامد تشتعل تحت الرماد تسخن الجو داخل الكيان في وجه نتنياهو وتذكره بالفشل؛ قد يكون الاستغلال السياسي من قبل الأحزاب التي تصفي حساباتها مع نتنياهو وان كانت شريكته في الحكومة لكنها لن تنسى هزيمتها في الانتخابات الأخيرة وتراجع قوتها أمام الليكود؛ ليبرمان المتضرر الأكبر في الانتخابات يعتبر أن “نتنياهو ويعلون يتهربان من المسؤولية، ولا يستطيعان ضمان أمن إسرائيل”، فيما قال وزير الداخلية السابق جدعون ساعر، والذي كان عضواً في المجلس الوزاري المصغر خلال الحرب، إن “حرب الخمسين يوماً في صيف 2014 كانت فاشلة بالنسبة إلى إسرائيل، والطريق لإصلاح الإخفاق لا تكمن في الهجوم على المراقب”. أما رئيس المعارضة يتسحاق هرتسوغ فقال: “نتنياهو زعيم شعارات. بدل الانتصار ينتقد، فلينشغلوا في الانتصار على حماس”.

الساحة الداخلية مشتعلة لم تتجاوز تداعيات الحرب بعد سنتين يوظفها البعض لأهداف سياسية في المعركة الانتخابية القادمة الليكود سيواجه صعوبة في تجاوزها بعد رحيل نتنياهو لا استبعد مها انشقاقات داخل حزب الليكود تستفيد منها لبيد حزب المستقبل والذي قد يتحول من الوسط الى اليمين القومي والبيت اليهودي وإسرائيل بيتنا على حساب اليسار وحزب كلنا.

الإقرار بالفشل بعد عامين على الجرف الصامد إسرائيل غير قادرة على جمح قدرات المقاومة ووقف تعاظمها تعاظم الترسانة برغم الحصار التحضيرات تسير على قدم وساق تحسبا الى أي معركة قادمة؛ الاستخبارات الإسرائيلية هي من يتحدث اليوم عن الوضع الأمني وتحذر من القادم  عن مفاجآت تُعدّها الحركة للجيش الإسرائيليّ في المُواجهة القادمة، وهي المُواجهة التي أكّد وزير الأمن أفيغدور ليبرمان أنّها ستكون الأخيرة ، وأنّ الجيش تحت إمرته سيُحوّل قطاع غزّة إلى ملعب كرة قدم، على حدّ تعبيره. واقع الأمر أن ليبرمان بعدما تسلم حقيبة الجيش أدرك تعقيدات الواقع الأمني والعسكري وحساسية الامر والمسؤولية التي تقع على عاتقه الخروج للحروب ليست لعبة أطفال ولا نزهة سيعود منها جيش الاحتلال مكلل بالنصر كما اعتادت الماكينة الإعلامية في السابق تصوير الأمر كذلك ؛ إذا كان هناك كي وعي حدث وتحقيق ما اسمية بنظرية الرعب فهي كانت في العقل الصهيوني في اللاوعي والعقل الباطن لدولة الاحتلال ؛ المُحلل الإسرائيليّ أمير بوحبوط، فإنّ التهديدات الحقيقية التي تقف في وجه المقاتلين في المنطقة مختلفة ومتنوعة: نيران قناصة والسلاح الخفيف، إطلاق صواريخ وقذائف هاون، عبوات ناسفة، صواريخ مضادة للدبابات، ومحاولات تسلل من البحر، البر وعبر الأنفاق، على حدّ قول تلك المصادر.

الصورة لم تكن كاملة أمام المستوى السياسي ولا الأمني حتى حماس والفصائل استطاعت أن تموه وتخدع جيش الاحتلال وأجهزته الأمنية عنصر المفاجأة والمباغتة والتحرك غير المتوقع وعنصر الصدمة والالتفاف من وراء الخطوط كلها كانت عناصر ناجحة في المعركة مع اعترافنا بحجم الخسائر التي تكبدها الشعب الفلسطيني في ذلك الوقت؛ مستشار الأمن القومي غيوريا آيلاند لمجلة “فورين بوليسي” يعترف “بالطبع لم نعرف كل التفاصيل ومدى تعقيد الشبكة تحت الأرض. لا أعتقد أنه كانت لدينا الصورة الكاملة”.

إنكار نتنياهو لن يغير من الواقع شيئا ولن يوقف الجدل القائم داخل الساحة الإسرائيلية الداخلية وأيضا سيبقى الباب مفتوحا إلى حرب قادمة لتصفية الحسابات وتوضيح المنجز واستكمال غير المنجز من الأهداف؛ رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو “إسرائيل حققت مكاسب سياسية جراء العدوان الأخير على قطاع غزة، ونشا تعاون بينها وبين جهات أخرى تعادي حركة حماس”. مع استدراكنا للمتغيرات الجديدة والواقع المتغير بناءا على إنهاء القطيعة بين إسرائيل وتركيا الصديقة لحماس والتي تسعى لمنع أي صدام أو مواجهة بين المقاومة وإسرائيل قريبا ومنح حماس الوقت لاستراحة مقاتل طويلة الأجل؛  نتنياهو وخلال كلمته التي ألقاها خلال مراسم إحياء ذكرى الجنود الإسرائيليين الذي قتلوا في الجرف الصامد؛ بذل جهدًا كبيرًا “من أجل تقادي خوض معركة لا حاجة لها، سواء على المستوى السياسي أو الأمني”، مدعيًا أن “الحملة عززت وقوّت التعاون مع جهات وعناصر إقليمية في المنطقة تعتبر حماس عدوا مشتركا وإن القوة التي أظهرتها إسرائيل في الحرب تعزز اليوم أيضا التعاون القائم في المنطقة”.

إنها جدلية الربح والخسارة والتي بحد ذاتها عنصر ايجابي بحق المقاومة وأدائها في العدوان الاخير على غزة” الجرف الصامد”.
د . محمد خليل مصلح
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف