الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/26
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

حكاية عن الخيانة.. نسخة منه الى ساستنا بقلم: علي علي

تاريخ النشر : 2016-07-28
نستشف من الآيبين الى العراق من بلدان كانوا قد هاجروا اليها طوع إرادتهم، ما يغني عن التعليق ويختزل التعليل، بأن أرض الوطن هي الأم الرؤوم التي لاغنى عن أحضانها، فما من شاعر إلا وتغنى بالوطن وحبه والولاء له، وتغزل بكل ما يمت بصلة الى مكوناته، وكم سطر التاريخ لنا قصصا بذلك حتى من جار عليه وطنه، وعانى من العيش فيه كما قال شاعرنا:
بلادي وإن جارت علي عزيزة
وقومي وإن شحوا علي كرام
ولطالما عاد أولئك المسافرون رغم عيشهم الرغيد في بلاد المهجر، ليعزفوا على أوتار أرضهم التي فارقوها في وقت ما ألحانا دافئة تستكن اليها نفوسهم. وفي عراقنا بلغت أعداد المهاجرين في السنوات الأخيرة رقما مهولا، وملأوا مشارق الأرض ومغاربها بحثا عن الأمن والأمان والرزق الميسور والعيش الهني، وكان حريا ببلدهم أن يوفر لهم كل هذه الحقوق. ورغم هذا كله بقي الرجوع اليه غايتهم وهدفهم ولاءً وانتماءً له، ومن المؤكد ان الولاء للوطن ليس إحساسا قسريا او عبئا مفروضا على النزيه والـ (شريف)، بل هو سليقة وطبيعة تسمو على كل الطبائع والمشاعر، وتتربع فوق كل الاعتبارات من حيث يشعر المواطن الصدوق ولايشعر. ولنا في صفحات التاريخ ومايسجله من أحداث خير واعظ عن القيمة العظمى للولاء والانتماء للوطن، من تلك الأحداث مايروى عن القائد الفرنسي نابليون، عندما شن حربه على النمسا، إذ كان هناك ضابط نمساوي يتسلل بين الفينة والأخرى الى نابليون بونابرت قائد الجيش الفرنسي، يفشي له اسرار جيشه وتحركاته، وكان نابليون يرمي لهذا الضابط -بعد أن يستمع الى مايفيده من أسرار عدوه- صرة نقود على الأرض ثمنا لبوحه بأسرار جيشه. ذات يوم وكعادته بعد ان سرّب الضابط لنابليون معلومات مهمة، همّ نابليون برمي صرة النقود له، فما كان من الضابط إلا ان قال:
"يا سيادة الجنرال، ليس المال وحده غايتي، فأنا أريد أن أحظى بمصافحة نابليون بونابرت".. فرد عليه نابليون:
"أما النقود فإني أعطيك إياها كونك تنقل لي أسرار جيشك، وأما يدي هذه فلا أصافح بها من يخون وطنه"..! وقال مقولته: "مثل الخائن لوطنه.. كمثل السارق من مال أبيه ليطعم اللصوص.. فلا أبوه يسامحه.. ولا اللصوص تشكره".
من هذا الموقف تتكشف لنا خسة من لا يكنّ لبلده الولاء كل الولاء.. والذي ذكرني بنابليون واحتقاره الضابط النمساوي، هو ما يحدث في ساحة العراق على يد ساسة وقادة، اتخذ بعضهم من العراق -وهم عراقيون- سوقا لتجارة ووسيلة لربح وطريقا لمآرب أخرى، نأوا بها عن المواطنة والولاء والانتماء للوطن، فهم أناس لا أظنهم يختلفون عن ذاك الضابط النمساوي الخائن، لاسيما بعد ان سلمهم العراقي الجمل بما حمل، وحكّمهم بامره متأملا بهم الفرج لسني الحرمان التي لحقت به، فحق عليهم بيت الشعر القائل:
إذا أنت حمّلت الخؤون أمانة
فإنك قد أسندتها شر مسند
وباستطلاع لماجرى في العراق خلال الأعوام الثلاثة عشر الأخيرة، يتبين لنا كم هو بليغ تأثير خصلة خيانة الوطن، لاسيما حين تكون صفة لصيقة بالشخصيات القيادية في مفاصل البلد الحساسة، والشواهد على هذا كثيرة، ليس أولها ماحدث في محافظات الموصل والأنبار، كما أن آخرها لا يقف عند حوادث التفجيرات التي تقع بين الفينة والأخرى كناتج عن خيانات وتواطؤات دنيئة رخيصة، مخلفة خسائر عزيزة غالية كبيرة. فهل يعلم الخائنون حجم الأضرار التي يتركها عدم ولائهم للوطن؟ وهل يعون ويدركون عظم الآثار والعواقب التي تترتب على العراقيين بكل شرائحهم، وعلى البلد بكل جوانبه، من جراء ضعف انتمائهم له؟ وهل يعرفون أن قدرهم عند المواطن كقدر ذاك الضابط النمساوي عند نابليون؟!.
[email protected]
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف