الأخبار
تصاعد الاحتجاجات الطلابية في الجامعات الأميركية ضد الحرب الإسرائيلية على غزةتفاصيل المقترح المصري الجديد بشأن صفقة التبادل ووقف إطلاق النار بغزةإعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونس
2024/4/27
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

موسم الحصاد - بقلم م . نواف الحاج علي

تاريخ النشر : 2016-07-27
موسم الحصاد - بقلم م . نواف الحاج علي
( ذكريات الزمن الجميل )

جلسنا في انتظاره على أحد أطراف القاعده شرق الشونه الجنوبيه في الأغوار كان مشغولا في اعطاء الارشادات والتعليمات الى العناصر ثم أقبل علينا بخطوات واثقه مقداما شجاعا ليس لمثلي ان يضفي عليه الأوصاف -- المسؤول الأول بالتنظيم والقائد العسكري الفذ --- سلم علينا وأثناء الحديث وجه كلامه لي : - سنرسلك في دورية استطلاع خلف النهر - قلت - أنا رهن أوامرك سيدي -----
قال -: لكن سنعد بيان استشهادك قبل أن تغادر وسوف نطلعك عليه سلفا --- قلت هذا شرف لا أدعيه ولا أستحقه ولكني أتمناه - تفرس في وجهي ثم ابتسم وقال -: اطمئن نحن لا نرسل أحدا الا بعد التدريب الشاق المتقن وبعد الدراسة الكافيه ثم نحدد له المهمه -- وبعد ضمان سلامته بنسبة عاليه – طبعا تظل المخاطر موجوده ولكنها محسوبه – نحن بحاجة لكم في الكويت أكثر من حاجتنا لكم هنا - لدينا من المتطوعين ما يفوق قدرتنا الاستيعابيه ولا نأخذ الا ما يتفق مع معايير معينه -----كنا ثلاثه عناصر ومعنا مقاتل كدليل – جئنا من فرع الكويت لزيارة القواعد شرق نهر الأردن والاطلاع على قواعد التنظيم عموما --
كان ذلك صيف عام 69 -
في اليوم الثاني قمنا بزيارة قاعدة الكرامه وقد رأيت احدى صواني الطعام فارغه ومفروشة ببذور البطيخ فلما أمعنت النظر واذا به ذباب ميت فقلت لعل هذا من دواعي التدريب على المشاق --- ؟؟؟؟؟؟
زرنا قاعدة الشونه الشماليه بين بيارات الموز ورأيت بعض الملصوقات والكتيبات عن ماو وجيفارا والجنرال جياب وكاسترو وغيرهم ولما وجهت بعض الانتقادات قيل لي ان المقاتل قبل أن يجتاز النهر يغطس في الماء ويتطهر ويتلو بعض الأدعيه --- قلت في نفسي - هذا لا يكفي -- أين تاريخنا وأبطالنا ؟؟؟؟
كانت آخر قاعدة زرناها في الشمال عند قرية اسمها كما أذكر "سحم " على حافة وادي سحيق جدا وكان في قاع الوادي على الطرف الآخر جنديان من الصهاينه فتناول أحد الزملاء الذين معي بندقية من أحد المقاتلين وقال ما رأيكم سوف أطلق النار على أحد هؤلاء الصهاينه لأشعل الجبهة – طبعا لم يكن جادا -- قابلنا في طريق العوده قاعده قريبه جدا للجيش الأردني فاشتكى الضابط من صعوبة التنسيق بين الجيش والمقاومه لتعدد التنظيمات ؟؟؟ لعل تلك كانت أحد أسباب النتائج الكارثيه التي حدثت فيما بعد بين الجيش والمقاومه ؟؟؟؟؟ زرنا عددا من القواعد الخلفيه كان البعض منهم مزارعون غير متفرغين كانوا يحصدون الحنطة بالمناجل اليدويه – انها أجمل الأيام - أيام قطف المحاصيل – استقبل ما زرعته يداك ؟؟؟؟– مثلما تزرع تحصد – لا تلومن الا نفسك ---- درت بسيارتي باتجاه الكويت لألتحق بعملي بعد أن حملت معي مجلة التنظيم لايصالها لمقر بغداد والكويت وكان معي عنصران متجهان الى بغداد ----
وصلنا مقر التنظيم في بغداد بعد منتصف الليل نمنا مع الشباب وبعد الظهر عزمت على التوجه وحدي نحو الكويت --- أبلغني مسؤول المقر انه انتدب مقاتلا عراقيا مع بندقية كلاشينكوف لمرافقتي حتى البصره تلافيا لأية اشكالات على الطريق --
انطلقنا والجو حار جدا وقد لاحظت أن مقياس الحراره في السياره قد ارتفع فوقفت على جانب الطريق وفتحت غطاء الماتور فاندفع الشاب لفتح الغطاء فصرخت فيه صرخة قويه --- اياك – توقف ---
بعد أن برد الماتور أضفنا له الماء وواصلنا المسير – لاحظت ان الشاب قد ادار وجهه عني ويبدو عليه الغضب الشديد واخذ لايكلمني الا اذا سالته وباقتضاب شديد--- فعرفت السبب – قلت له أيها المقاتل الشجاع لم أتعمد اهانتك او تجريحك حين صحت بك كي لا تفتح غطاء الرديتر لأن الماء بداخله كان يغلي ولو فتحته لانطلق الماء الحار الى وجهك وربما سبب لك الحروق أو عمى العينين — أدرك الفتى أن صياحي به لم يكن احتقارا له بل كان في من أجل سلامته فأقبل علي يعتذر بشده وانفرجت اساريره وعادت البسمة الى وجهه ---
وصلنا البصره فاخبرني أن مقر التنظيم داخل حي العشار وهي منطقة مكتظه فاخرجت قطعة من النقود- أجرة تكسي – ولم يكن يملك المال - ناولتها له وقلت له أخشى لو اوصلتك الى المقر لا أعرف كيف أرجع الى الطريق العام - استاجر تكسي والله معك – كانت اجابته ما تزال ترن في اذني –" والله لو قلت لي ارمي نفسك في النهر أرمي –"
هذا هو شعب العراق العظيم -- متطرفا في الحب – متطرفا في الكرم – لا يعرف الحلول الوسط حين يتعلق الامر بالكبرياء— هذا العراق بلد نبوخذ نصر واشور وكلدان وسومر بلد الرشيد والمعتصم وصلاح الدين والقعقاع – بلد عمر علي الذي قاتل في جنين عام 48 – بلد العلوم والآداب – بلد التاريخ والجغرافيا بلد الشعراء والفقهاء- بلد حسن البصري وابن حنبل وأبو حنيفه ---------- وماذا نعدد وكل ما فيه تاريخ ؟؟؟؟
في غفلة من الزمن انقض عليك يا بغداد أتباع هولاكو الجدد فعاثوا فيك الفساد وها هم يجرون أذيال الهزيمه — لن تنحني هاماتك يا بغداد – سوف تظلين عنوانا للعزة والكرامة والكبرياء – حصنا منيعا للأمه وسترتفع راياتك خفاقه من جديد وسيلعن التاريخ كل من تآمر عليك
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف