(( .. خبز .. وألغام ... )) ؟؟!!
قصة قصيرة
بقلم / سليم عوض عيشان ( علاونه )
++++++++++++++++++
" من صور القتل الوحشي في الحرب المجنونة الثالثة والحروب التي سبقتها على غزة.. "
تنويه :
جميع الصور القلمية الواردة في النص والتي سترد لاحقاً .. هي تصوير قلمي لأحداث حقيقية وقعت على أرض الواقع في غزة ، وليس للكاتب من فضل عليها سوى الصياغة الأدبية فحسب .
( الكاتب )
------------------
(( خبز .. وألغام... )) ؟؟!!
لم تتناول الأسرة أي رغيف من الخبز الطازج طوال أسبوعين أو ما يزيد .. كانوا يتناولون فتات الخبز الجاف .. ذلك إذا تيسر لهم وجوده أصلاً .. كانوا يتناولون وجبة متواضعة فقط في اليوم .. فالمخابز قد توقفت عن العمل لنفاذ ما لديها من أكياس دقيق .. وعدم وجود البترول .. الكهرباء .. الغاز ..
استغل الأب فرصة الهدنة المزعومة لمدة ساعات قليلة .. قامت الزوجة بتجهيز بعض الدقيق .. على أن يقوم الزوج بنقله بسيارته الخاصة إلى المخبز ( الفرن الطيني البدائي ) الذي قام بصنعه صديق له في منزله .. والذي يستعمل له الكرتون والحطب والورق والأشياء الأخرى ..
ألح الأطفال بمرافقة الأب .. وكذلك الزوجة .. خاصة وأنهم خلال الأسبوعين المنصرمين لم يخرجوا من المنزل على الإطلاق .. لم يروا النور ... فأذعن الأب لمطلبهم بعد إلحاح شديد .
وصل الجميع حيث منزل الصديق .. وتم الحصول على الخبز الطازج ، سعد الأب والأطفال بذلك .. فهم اليوم سيحصلون على أول وجبة من الخبز الطازج منذ مدة طويلة .
وضعوا أرغفة الخبز بوعاء كبير فوق ظهر السيارة .. بعد أن وزع عليهم الأب رغيفاً من الخبز لكل طفل .. فأطبقوا على أرغفتهم بنهم شديد واستعدوا لقضم بعض الشيء منها .
صاروخ رهيب لطائرة حمقاء قصفت السيارة بجنون .. فأحرقتها تماماً ..
يؤكد جميع الذين قاموا بالإسعاف والنجدة .. بأن الأب الذي كان يقود السيارة قد تفحم تماماً وهو ما زال يمسك بقوة بمقود السيارة .. بينما انصهر جسد الأم في بوتقة متفحمة تحوي جثتها وجثث الأطفال الذين كانت تطوقهم بقوة .. محاولة إبعاد الخطر عنهم ؟؟!! ويؤكدون بأن الأرغفة ما زالت كاملة .. متفحمة بين أيدي الأطفال .. قريباً من أفواههم ؟؟!!
المصادر الإسرائيلية .. وبعد لحظات .. كانت تعلن عن قصف مجموعة من رجال المقاومة .. رصدتهم طائرة الاستطلاع .. وهم يستعملون الأطفال كدروع بشرية ؟؟؟!!... وهم يستقلون سيارة تحمل عدداً كبيراً من الألغام ؟؟!!
قصة قصيرة
بقلم / سليم عوض عيشان ( علاونه )
++++++++++++++++++
" من صور القتل الوحشي في الحرب المجنونة الثالثة والحروب التي سبقتها على غزة.. "
تنويه :
جميع الصور القلمية الواردة في النص والتي سترد لاحقاً .. هي تصوير قلمي لأحداث حقيقية وقعت على أرض الواقع في غزة ، وليس للكاتب من فضل عليها سوى الصياغة الأدبية فحسب .
( الكاتب )
------------------
(( خبز .. وألغام... )) ؟؟!!
لم تتناول الأسرة أي رغيف من الخبز الطازج طوال أسبوعين أو ما يزيد .. كانوا يتناولون فتات الخبز الجاف .. ذلك إذا تيسر لهم وجوده أصلاً .. كانوا يتناولون وجبة متواضعة فقط في اليوم .. فالمخابز قد توقفت عن العمل لنفاذ ما لديها من أكياس دقيق .. وعدم وجود البترول .. الكهرباء .. الغاز ..
استغل الأب فرصة الهدنة المزعومة لمدة ساعات قليلة .. قامت الزوجة بتجهيز بعض الدقيق .. على أن يقوم الزوج بنقله بسيارته الخاصة إلى المخبز ( الفرن الطيني البدائي ) الذي قام بصنعه صديق له في منزله .. والذي يستعمل له الكرتون والحطب والورق والأشياء الأخرى ..
ألح الأطفال بمرافقة الأب .. وكذلك الزوجة .. خاصة وأنهم خلال الأسبوعين المنصرمين لم يخرجوا من المنزل على الإطلاق .. لم يروا النور ... فأذعن الأب لمطلبهم بعد إلحاح شديد .
وصل الجميع حيث منزل الصديق .. وتم الحصول على الخبز الطازج ، سعد الأب والأطفال بذلك .. فهم اليوم سيحصلون على أول وجبة من الخبز الطازج منذ مدة طويلة .
وضعوا أرغفة الخبز بوعاء كبير فوق ظهر السيارة .. بعد أن وزع عليهم الأب رغيفاً من الخبز لكل طفل .. فأطبقوا على أرغفتهم بنهم شديد واستعدوا لقضم بعض الشيء منها .
صاروخ رهيب لطائرة حمقاء قصفت السيارة بجنون .. فأحرقتها تماماً ..
يؤكد جميع الذين قاموا بالإسعاف والنجدة .. بأن الأب الذي كان يقود السيارة قد تفحم تماماً وهو ما زال يمسك بقوة بمقود السيارة .. بينما انصهر جسد الأم في بوتقة متفحمة تحوي جثتها وجثث الأطفال الذين كانت تطوقهم بقوة .. محاولة إبعاد الخطر عنهم ؟؟!! ويؤكدون بأن الأرغفة ما زالت كاملة .. متفحمة بين أيدي الأطفال .. قريباً من أفواههم ؟؟!!
المصادر الإسرائيلية .. وبعد لحظات .. كانت تعلن عن قصف مجموعة من رجال المقاومة .. رصدتهم طائرة الاستطلاع .. وهم يستعملون الأطفال كدروع بشرية ؟؟؟!!... وهم يستقلون سيارة تحمل عدداً كبيراً من الألغام ؟؟!!