الأخبار
ارتفاع درجات الحرارة يفاقم معاناة النازحين في غزة ويزيد من البؤس اليوميالأمم المتحدة: إزالة الركام من قطاع غزة قد تستغرق 14 عاماًتصاعد الاحتجاجات الطلابية في الجامعات الأميركية ضد الحرب الإسرائيلية على غزةتفاصيل المقترح المصري الجديد بشأن صفقة التبادل ووقف إطلاق النار بغزةإعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزة
2024/4/27
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

كشّر..تطلع الصورة حلوة..!بقلم : عصام عثمان

تاريخ النشر : 2016-07-27
كشّر..تطلع الصورة حلوة..!بقلم : عصام عثمان
كشّر..تطلع الصورة حلوة..!

قصة قصيرة

بقلم : عصام عثمان

**********************

* اتخذت مكاني على الكرسي أمام المصور الشاب الذى تخطى العقد الثالث بقليل الذي يعطي توجيهاته بأن أميل لليمين قليلا وأرفع رأسي وأصوب النظر فى اتجاه يده اليسرى التى رفعها بعلامه النصر ، يلقي بتعليماته تاره ثم تاره أخرى يرجع للوراء قليلا ويقف خلف كاميرته المثبته على حامل وينظر منها ليلتقط الصوره وهو يحرك يديه لي بعدم الحركة مشددا على عدم اغلاق عينيي ويصيح بصوته "اضحك" ترن الكلمة فى أذنى ، أضحك (!!!) كيف ؟!!! أحاول جاهدا أن ألملم شتات نفسي وأستجمع قواي أن أرسم على وجهي مجرد ابتسامة ..لكن .. هيهات ..تتجمد شفتاي وتعقد عليهما سلسلة فيغلف القاعة صمت مطبق وقد وقف المصور الشاب يائسا محبطا يتصبب عرقا 
كلمح البصر ترك الكاميرا وأمسك بي ووجهني الاتجاه الذي يراه مناسبا وأعاد نفس النصائح بحكم عمله وخبرته الفنية ، حتى أرفع الحرج عنه وقد تململ خلف الكاميرا طلبت منه أن يلتقط الصوره هكذا ولا غبار عليه .. التقط أكثر من صورة ودعاني لرؤيتها لاعتماد أحدها.. لم أكن سعيدا بتلك اللقطات نهائيا لكنني مشفق على المصور الشاب فالمشكلة تكمن فى ابتسامة هاربة وضحكة أبت أن تخرج للنور ... 
،،،، بحسه الفني شعر أنني غير مقتنع البتة وانما أبدي موافقتي لارضائه، قال اجلس هنا وأمامك القاعة أعد وقوفك أمام المرآة وسأتركك قليلا لانهاء عمل بالغرفه المجاورة

وقفت أمام المرآه فاذا بي أجد شخصا يراني ﻷول مرة، مرت السنوات وتكسرت الأحلام على واقع مُر ومرير وتساقط الشعر بعدد الحوادث الجسام التى لحقت بنا وقصفت فرحتنا ونشوتنا بالحياة على جبيني محفوره خدوش كل خدش يحكي حياة هذا الذى على جبهتي اليمنى عندما اصطدمت
مع زميلي أثناء لعب الكورة وسالت دماؤنا معا ... وهذا الذي على اليسار عندما تدخلت أفض مشاجرة بين زميلين فأصبت أنا وهما يهزأن ... وهذا الجرح الغائر عندما جريت لاخماد حريق اشتعل بأحد البيوت فاذا بي أنكفئ على وجهي وأرتطم بالحجارة الملقاة على سطح الدار يومها فقدت الوعي حتى اعتبر البعض أن الحريق به مفقود هو أنا ، أمسكت بالفرشاة لأمشط شعري اﻷسود فاذا بشعرة بيضاء تبرز واقفة شامخة تأبى الانحناء أو الانصياع للسنوات الماضية.... هنا لؤلؤه كحبة الكرز التي منحتني اياها حبيبتي فى الماضي حين كنت متعبا مجهدا تركت سماعتها وجهازالضغط وكل الذى تعلمته فى كتب الطب وطبعت قبلة لم أفق منها رغم مرور كل تلك السنوات ....لكن زال التعب وبقى ألم الفراق ..... فُقت على صوت المصور الشاب ينادي فى تفاؤل :(يالا يااستاذ خذ مكانك واتجه يمينا قليلا وارفع نظرك لاعلى ولا تغلق عينيك واضحك .).. قالها من هنا وكما سابقا تمسمرت مكانى وفٌزعت ... ورحت مع الشخص الذى رأيت قبل قليل والمصور الشاب لا يكف عن كلمة "اضحك" "اضحك " وأنا لا أعيره أي اهتمام
بدون تفكير قلت له :ان اردتني أن أضحك قل "كًشر" قل ازعل .. عقدت الدهشة لسانه وظهرت جليا على ملامحه الجادة... عندما تأكد من جدية كلامي قال :اضحك فلما وجدني حزينا غاضبا حانكا صامتا ... قال وهو يخبط راسه بيديه اثبت هكذا لا تغلق عينيك "كًشر" ازعل ... ضحكت من كل قلبى وبهستيريا وهو يلتقط الصور متتابعة بدون توقف حتى استغرق هو الآخر فى الضحك
والدهشة تعلو وجهه وهو يدعوني للجلوس بمكان آخر ولايتوقف عن قول "كًشر..ازعل" واصبعه على مفتاح الكاميرا يضغط لتحتفظ بلقطات من الشخص الذي كنته يضحك ملء فيه وليس أنا. .
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف