الأخبار
"عملية بطيئة وتدريجية".. تفاصيل اجتماع أميركي إسرائيلي بشأن اجتياح رفحالولايات المتحدة تستخدم الفيتو ضد عضوية فلسطين الكاملة بالأمم المتحدةقطر تُعيد تقييم دورها كوسيط في محادثات وقف إطلاق النار بغزة.. لهذا السببالمتطرف بن غفير يدعو لإعدام الأسرى الفلسطينيين لحل أزمة اكتظاظ السجوننتنياهو: هدفنا القضاء على حماس والتأكد أن غزة لن تشكل خطراً على إسرائيلالصفدي: نتنياهو يحاول صرف الأنظار عن غزة بتصعيد الأوضاع مع إيرانمؤسسة أممية: إسرائيل تواصل فرض قيود غير قانونية على دخول المساعدات الإنسانية لغزةوزير الخارجية السعودي: هناك كيل بمكياليين بمأساة غزةتعرف على أفضل خدمات موقع حلم العربغالانت: إسرائيل ليس أمامها خيار سوى الرد على الهجوم الإيراني غير المسبوقلماذا أخرت إسرائيل إجراءات العملية العسكرية في رفح؟شاهد: الاحتلال يمنع عودة النازحين إلى شمال غزة ويطلق النار على الآلاف بشارع الرشيدجيش الاحتلال يستدعي لواءين احتياطيين للقتال في غزةالكشف عن تفاصيل رد حماس على المقترح الأخير بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرىإيران: إذا واصلت إسرائيل عملياتها فستتلقى ردّاً أقوى بعشرات المرّات
2024/4/19
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

.. نصف ربطة خبز؟!! بقلم سليم عوض عيشان علاونة

تاريخ النشر : 2016-07-26
.. نصف ربطة خبز؟!! بقلم سليم عوض عيشان  علاونة
" .. نصف ربطة خبز؟؟!! "
قصة قصيرة
بقلم سليم عوض عيشان ( علاونة "
===================

مقدمة :
" من صور القتل الوحشي في الحرب المجنونة الثالثة والحروب التي سبقتها على غزة.. "

تنويه :
جميع الصور القلمية الواردة في النص والتي سترد لاحقاً .. هي تصوير قلمي لأحداث حقيقية وقعت على أرض الواقع في غزة ، وليس للكاتب من فضل عليها سوى الصياغة الأدبية فحسب .
( الكاتب )
------------------

" .. نصف ربطة خبز .. ؟؟!! "



يتضور الأطفال جوعاً .. يتلوون ألماً .. يرتعشون خوفاً .. لقد حرموا طعم الأمن والحياة خلال أيام طوال .. فالخوف يحيط بهم من كل جانب .. الدمار يحيط بهم من كل صوب .. الجوع يقتلهم بأنيابه الوحشية .. والموت يتربص بهم في كل لحظة .
لقد استشهد الأب في بداية الأحداث .. في بداية العدوان الغاشم المفاجئ على الوطن قبل أيام قلائل .. وترك وراءه زوجة مثقلة بالأمراض والهموم .. وبيت مثقل بالأطفال .
نفد ما لديهم من مخزون متواضع من طعام وغذاء .. وبدأوا يقتاتون بفتات الخبز الجاف .. وبقايا أطعمة قاربت على التعفن .. أو لعلها كذلك .
قررت الأم أن تخرج للحصول على " ربطة خبز " .. لسد رمق الأطفال .. وذلك بعد نفاذ مخزون الدقيق من جميع المخابز والمحال .. وانقطاع التيار الكهربائي عن كل أنحاء المدينة .. والمدن الأخرى المجاورة .. وعدم وجود الغاز أو أيٍ من مشتقات البترول في الأسواق .
أمرت الأطفال بعدم الخروج من المنزل على الإطلاق .. خشيت تعرضهم للموت المفاجئ في الخارج .. فالموت يحصد الأرواح بلا هوادة أو تمييز .
" نصف ربطة " !!.. " نصف ربطة " من الخبز.. هي كل ما استطاعت الحصول عليه ؟؟!!.. وذلك بعد لأيٍ شديد .. وبعد أن طافت على العديد من المخابز الخاوية .. وبعد أن وقفت في الطابور الطويل أمام أبواب أحد المخابز لساعات طوال من أجل الحصول عليها .
قبضت على " نصف الربطة " من الخبز بيد من حديد .. ضمتها إلى صدرها بحنان بالغ .. راحت تتشمم رائحة الخبز الطازج الذي حرمت منه طويلاً .. ظهرت على وجهها ابتسامة شاحبة لأول مرة .. فها هي تتصور نفسها وقد وصلت المنزل .. ها هم الأطفال الجياع يتهافتون عليها .. ها هي تناول كلاً منهم رغيفاً كاملاً ؟؟!! .. رغيفاً طازجاً .. ساخنا .
الانفجارات المتتالية تقصف المكان من كل ناحية .. تفر المرأة من مكان إلى آخر .. من زقاق إلى آخر .. وهي ما زالت تطبق بقوة على " ربطة الخبز " .. " نصف الربطة " .. تحاول الوصول إلى المنزل .. حيث الأمان .. وحيث الأطفال الجياع في انتظارها .
تصل بعد جهد وعناء شديدين .. تنادي على الأطفال بمجرد وصولها أطراف الحيّ .. يتردد صوتها في جنبات الأرض .. حتى يصل عنان السماء .. قوياً .. مدوياً .. ولكن قوته ودويه يتلاشيان إلى جانب الغضب الهادر للصوت المزمجر .. فيبتلع صوتها .. تماماً .. كما ابتلع منازل الحيّ .
تندفع بقوة عجيبة .. وسرعة غريبة .. نحو المنزل .. حيث الأطفال بانتظارها .. وبانتظار الخبز الطازج .
تقف مشدوهة .. الجميع من حولها يتنادون .. يتصايحون . أصوات متنافرة تتمازج لتشكل سيمفونية غريبة نشاز .. صراخ .. نداء ..استغاثة .. تهليل .. تكبير ..أبواق سيارات الإسعاف .. سيارات الدفاع المدني ..
يبدأ الجميع بإخراج جثث الأطفال من تحت الأنقاض ... من تحت الركام .. تندفع الأم نحو الجثث المحترقة .. المتفحمة .. تضع على صدر جثة كل طفل رغيفاً من الخبز .. تصرخ بصوت مجلجل .. يدوي في أنحاء الأرض ... تردده السماء بقوة :
- ها أنا قد عدت يا أطفالي ... حقاً بأنني تأخرت كثيراً .. ولكن ذلك كان من أجل الحصول على " ربطة الخبز " .. " نصف الربطة " .. ولكنني عدت .. ها أنا قد حضرت .. هذا رغيف لك ... وهذا رغيف لك .. وهذا ... هيا انهضوا يا أطفالي .. انهضوا لتتناولوا الخبز الساخن ؟؟!!!
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف