الأخبار
نتنياهو: هدفنا القضاء على حماس والتأكد أن غزة لن تشكل خطراً على إسرائيلالصفدي: نتنياهو يحاول صرف الأنظار عن غزة بتصعيد الأوضاع مع إيرانمؤسسة أممية: إسرائيل تواصل فرض قيود غير قانونية على دخول المساعدات الإنسانية لغزةوزير الخارجية السعودي: هناك كيل بمكياليين بمأساة غزةتعرف على أفضل خدمات موقع حلم العربغالانت: إسرائيل ليس أمامها خيار سوى الرد على الهجوم الإيراني غير المسبوقلماذا أخرت إسرائيل إجراءات العملية العسكرية في رفح؟شاهد: الاحتلال يمنع عودة النازحين إلى شمال غزة ويطلق النار على الآلاف بشارع الرشيدجيش الاحتلال يستدعي لواءين احتياطيين للقتال في غزةالكشف عن تفاصيل رد حماس على المقترح الأخير بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرىإيران: إذا واصلت إسرائيل عملياتها فستتلقى ردّاً أقوى بعشرات المرّاتإعلام الاحتلال: نتنياهو أرجأ موعداً كان محدداً لاجتياح رفحإصابة مطار عسكري إسرائيلي بالهجوم الصاروخي الإيرانيالجيش الإسرائيلي: صفارات الانذار دوت 720 مرة جراء الهجوم الإيرانيالحرس الثوري الإيراني يحذر الولايات المتحدة
2024/4/16
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

من واشنطن إلى دمشق .. لدي حلم بقلم:ريزان حدو

تاريخ النشر : 2016-07-26
من واشنطن إلى دمشق .. لدي حلم بقلم:ريزان حدو
من واشنطن إلى دمشق .. لدي حلم 


53 عاما" على الخطاب الشهير الذي ألقاه مارتن لوثر كينغ ﻣﻦ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻟﻨﺼﺐ ﺍﻟﺘﺬﻛﺎﺭﻱ ﻟﻠﺮﺋﻴﺲ ﺍﻷﺳﺒﻖ ﺃﺑﺮﻫﺎﻡ ﻟﻴﻨﻜﻮﻟﻦ ﻭﺗﺤﺪﻳﺪًﺍ ﺃﺛﻨﺎﺀ ﻣﺴﻴﺮﺓ ﻭﺍﺷﻨﻄﻦ ﻟﻠﺤﺮﻳﺔ و التي اشترك فيها 250 ﺃﻟﻒ ﺷﺨﺺ، ﻣﻨﻬﻢ ﻧﺤﻮ 60 ألف شخص ﻣﻦ ﺍﻟﺒﻴﺾ ، ﻭﺍﻟﺘﻲ ﻧﺎﺩﻯ ﻓﻴﻬﺎ ﺑﺈﻧﻬﺎﺀ ﺍﻟﺘﻤﻴﻴﺰ ﺍﻟﻌﻨﺼﺮﻱ ﺿﺪ ﺍﻟﺴﻮﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﻻﻳﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ ﺑﺠﻤﻠﺘﻪ ﺍﻟﺸﻬﻴﺮﺓ : ((ﻟﺪﻱ ﺣﻠﻢ ﺑﺄنه في ﻳﻮم ﻣﻦ ﺍﻷﻳﺎﻡ ﺃﻃﻔﺎﻟﻲ ﺍﻷﺭﺑﻌﺔ ﺳﻴﻌﻴﺸﻮﻥ ﻓﻲ ﺷﻌﺐ ﻻ ﻳﻜﻮﻥ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺑﺄﻟﻮﺍﻥ ﺟﻠﻮﺩﻫﻢ ﻭﻟﻜﻦ ﺑﻤﺎ ﺗﻨﻄﻮﻱ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﺧﻼﻗﻬﻢ ..
لدي ﺣﻠﻢ ﺑﺄﻧﻪ ﻓﻲ يوم ﻣﻦ ﺍﻷﻳﺎﻡ ﻭﻋﻠﻰ ﺗﻼﻝ ﺟﻮﺭﺟﻴﺎ ﺍﻟﺤﻤﺮﺍﺀ ﺳﻮﻑ ﻳﺠﻠﺲ ﺃﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﻌﺒﻴﺪ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﻴﻦ ﻭﺃﺑﻨﺎﺀ ملاك ﺍﻟﻌﺒﻴﺪ ﻣﻌًﺎ على مائدة ﺍﻷﺧوة )) ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻳﻌﻠﻢ ﻛﻴﻨﺞ ﺣﻴﻨﻬﺎ ﺃﻧﻪ ﺑﻌﺪ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﺑﻨﺤﻮ ﻧﺼﻒ ﻗﺮﻥ ﺳﺘﺨﻄﻮ ﺍﻟﻮﻻﻳﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ ﻣﺮﺓ ﺃﺧﺮﻯ ﺑﺨﻄﻰ ﺛﺎﺑﺘﺔ ﻧﺤﻮ ﻋﻮﺩﺓ ﺍﻟﻌﻨﺼﺮﻳﺔ ﻭﺍﻻﺿﻄﻬﺎﺩ ﺿﺪ ﺍﻟﺴﻮﺩ ﻣﺮﺓ ﺃﺧﺮﻯ . كل هذه المدة الطويلة و لم تبرأ بعد الولايات المتحدة الأمريكية و هي الدولة العظمى بإمكانياتها العلمية و الاقتصادية و العسكرية و السياسية من مرض العنصرية و من لم تمح من وجدان قسم لايستهان به من الشعب الأمريكي آثار ما جرى فما إن تحدث حادثة في حي أو قرية ما حتى تشتعل العديد من المدن في أحداث مؤسفة لتؤكد أن الجرح لم يندمل بعد أو أن طريقة علاج الجرح لم تكن ناجعة .
التفكير بالحالة الأمريكية يصيبني كسوري بحالة من الخوف الشديد كلما فكرت في مستقبل بلدي .. بلدي الغارق في واحدة من أبشع و أفظع الحروب التي عرفتها البشرية ،
خمس سنوات و نيف و لا أر و لا أسمع في بلدي صوتا" عاليا" ينادي بالمحبة و التسامح ؟!
خمسة سنوات و نيف و الاعلاميين و الناشطين السوريين يتبارون لأخذ صور السيلفي مع جثث القتلى .. 
خمس سنوات و نيف و عبارة تم الدعس صارت لازمة عند نشر صور القتلى ...
خمس سنوات و نيف و مازلنا كلما رأينا صورة أو مقطعا" لأشلاء الأطفال نسأل عن هوية و مذهب و عرق الأشلاء و من بعدها نقرر هل نبدي أسفنا و حزننا أم نعبر عن فرحتنا ؟!
خمس سنوات و نيف من عمر الأزمة السورية لم تكن كافية على مايبدو لظهور شخصية كمارتن لوثر كينغ لتقول للسوريين لدي حلم ؟!
قالها سعدالله ونوس الكاتب و الشاعر السوري الراحل نحن محكومون بالأمل ..... لذا أنا المواطن السوري أعلن رفضي القبول بفكرة التعايش مع كوابيس القتل و الدمار و الفتن الطائفية و العرقية .. فأنا لدي حلم ..
لدي حلم ببناء دولة مدنية ديمقراطية قائمة على أساس المواطنة .
لدي حلم أن يكون لنا كسوريين سلطة حاكمة يكون المعيار الوحيد لاختيار المسؤولين فيها هو الكفاءة بغض النظر عن الدين و المذهب و العرق و الجنس ،

الكفاءة تعني ألا يتم تعيين مسؤول لا يملك المؤهلات الكافية فقط لكي تحافظ على التوازن الطائفي و العرقي .
الكفاءة تعني ألا يتم تعيين سيدة بغض النظر عن مؤهلاتها فقط كي تكون كادر في صورة جماعية للحكومة توزع على وسائل الاعلام الغربية .
انطلاقا من الكفاءة قد يكون كل المسؤولين هم مسيحيون أو مسلمون أو عرب أو كرد ،
و قد يكون كل المسؤولين هن سيدات أو كلهم رجال و إيمان الشعب بالمواطنة يكفل ألا يعترض المواطنون على كل هذه التعيينات طالما أن المعيار هو الكفاءة ، فالمحاصصة التي تقوم على أساس الدين و المذهب و العرق و الجنس ثبت أنها تفاقم المشكلة و لا تحلها و هذا ما شاهدناه في العراق فعلى الرغم من تعيين رئيس كردي للعراق و رئيس حكومة شيعي و رئيس برلمان سني إلا أن هذه المكونات لم تشعر بالاستقرار و الانتماء للوطن و زادت المحاصصة من تقوقع كل مكون على نفسه و عدم ثقته ببقية المكونات .
لا يمكن تحقيق هذه الأحلام و بناء دولة مدنية ديمقراطية لامركزية مرتكزة على أساس المواطنة إلا عبر تعديل ميزان القوى السياسية و ذلك بالعمل على تأسيس تحالف عريض عابر للمذاهب و القوميات لايكون أسيرا" لمسميات ( معارض و مؤيد ) باتت سمجة في ظل الحالة الكارثية التي وصلنا لها . فكثير من المشاريع أجهضت لأن القائمين عليها كانوا حريصين على المحافظة على لقب المعارض أكثر من حرصهم على نجاح المشروع و كأن لقب المعارض يمنحهم صك الغفران .
و لكي يكتب لهذا التحالف النجاح عليه أن يحظى أولا" بدعم المهمشين و هي الطبقة التي يسميها البعض الطبقة الصامتة فعلى القائمين على هذا التحالف أن يتمكنوا من مداعبة مشاعر و أحلام هذه الطبقة الصامتة ليحولوها لطبقة فاعلة تكون بمثابة الحرس الحقيقي و الضامن لدولة المواطنة . و ثانيا" أن يحظى بدعم من المجتمع الدولي فمحاربة المنظمات الارهابية المتواجدة على الأراضي السورية و هي ضرورة لإنجاح الحل السياسي للأزمة السورية ، لن يكتب لها النجاح إلا بتضافر الجهود الدولية . إن إحلال الأمن و السلام في سورية إضافة لكونه واجب أخلاقي تمليه كافة الشرائع الدولية فهو مصلحة لكل دول العالم فلموقع سورية الجيوسياسي أهمية كبرى فهي تقع في قلب العالم و كيف للعالم أن يعيش حياة طبيعية و قلبه عليل ؟! .

ريزان حدو كاتب كردي سوري

 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف