الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/26
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

إعـادة هـيـكلـة الـدولـة الـتركـيـة بقلم:حسن زايد

تاريخ النشر : 2016-07-26
إعـادة هـيـكلـة الـدولـة الـتركـيـة بقلم:حسن زايد
إعـادة هـيـكلـة الـدولـة الـتركـيـة

بـقـلـم / حــســـن زايـــــــد

 

لعل بعضنا لا زال يتذكر هذا المصطلح . مصطلح "إعادة الهيكلة " الذي تردد كثيراً في أعقاب ثورة 25 يناير، إحدي ثورات الربيع العربي ، التي  جرت وقائعها في مصر . وقد كانت أكثر الفئات ترديداً لهذا المصطلح، ومطالبة به هي الجماعات الإسلامية ، وفي القلب منها جماعة الإخوان .

 وقد كان المصطلح أقرب إلي الإنزال من عالمه النظري إلي أرض الواقع عقب فوز هذه الجماعات ـ الجماعة بتفريعاتها ـ بالأغلبية في البرلمان ، وازداد اقتراباً بوصول أحد أعضائها إلي سدة الحكم . وقد كانت أكثر المؤسسات ترشحاً لإعماله فيها ، وزارة الداخلية ، ومؤسسة القضاء ، والبقية تأتي .

 ولعل بعضنا لم يكن يدرك ـ أويشغل باله بإدراك ـ ماهية هذا المصطلح ، وما يعنيه من الناحية التطبيقية . والمصطلح في ذاته ـ  مفهوماً وتطبيقاً ـ لا غبار عليه ، وقد يكون مطلوباً كحل أمثل لعلاج المشكلات المكبلة للمؤسسة أو الجهة المعوقة ، تمهيداً لإعادة الإنطلاق . ولكن حين يتعلق الأمر بالدولة والمجتمع ، وحين تكون الهيكلة بقصد نقل المجتمع من وجهة إلي وجهة أخري ، محكومة بنظرة أيديولجية ضيقة ، لم تنل أي قدر من التوافق المجتمعي عليها . فهنا لابد من التوقف وتبين مواضع الأقدام ، حتي لا ينتهي الأمر بالدولة إلي التفكك والذوبان والتلاشي ، باعتبارها الوعاء والحاضنة للمجتمع .

وحين أطلق الإخوان مصطلح إعادة الهيكلة ، قصدوا من وراءه تحقيق غاية أخري ، عملوا عليها علي مدار سنوات وجودهم ، وهي : تفكيك مؤسسات الدولة ، باستبعاد العناصر غير الموالية منها إلي خارج هذه المؤسسات ، ثم إعادة ملء الفراغ بعناصر موالية ، مع تعضيد موقف العناصر التي جري زرعها ، وتضمينها هذه المؤسسات علي مدار سنوات من أعضائها ، والتي ظلت تعمل لحسابها ، بما يخدم توجهاتها ، وذلك حال وصولها للسلطة . والسيناريو الذي كان معداً للتطبيق علي أرض الواقع في مصر ، وجري إجهاضه قبل استعصاءه ، واستفحال أمره ، واستحالته علي الحل ، بوقوع ثورة 30  يونية ، هو سيناريو الأخونة ، الذي كانوا يطلقون عليه للتعمية والتضليل إعادة الهيكلة .

وقد كان هدف هذا المشروع الإخواني هو ابتلاع الدولة في بطن الجماعة ، التي تعد تنظيماً دولياً لا تمثل فيه الدولة سوي إحدي الولايات التي تدين له بالولاء والطاعة العمياء . وقد كان بعضنا في مصر يتشكك في هذا الكلام باعتباره ينطوي علي قدر من المبالغة ، الهدف منها تبرير الإطاحة بنظامهم . وقد كان يصعب عملياً إثبات صحة هذا التوجه لدي الجماعة ، في مواجهة المتشككين ، باعتبار أن الإحتكاك العملي هو المحك علي مدي المصداقية في الإستنتاجات والإستنباطات  النظرية من عدمه ، وذلك الإختبار لم يكن قد تحقق بالفعل حتي حينه .

ثم جاء النظام الإخواني في تركيا لتقديم البيان العملي علي المعلم ، لمن كان له قلب ، أو ألقي السمع وهو شهيد . ففي أعقاب الإعلان عن فشل محاولة الإنقلاب ـ سواء كانت تمثيلية مدعاة ، أو حقيقة واقعة ـ بدأ أردوغان في إعادة هيكلة الدولة التركية . وليته فعل ذلك في مواجهة صراع قائم مع عناصر الدولة العلمانية ، التي أسسها مصطفي كمال أتاتورك ، لقلنا أن الصراع له ما يبرره ، ولوجدنا له من الأعذار ما قد يخفف من وطأة ما يقترفه في حق دولته .

ولكنه يفعل ما يفعل في مواجهة ألد خصوم اليوم ، وأحد حلفاء الأمس ، وهو محمد فتح الله جولن ، الذي دعم حزب أردوغان في الإنتخابات الأخيرة . فكلاهما يزعم أنه يعمل لصالح الدين الإسلامي ، والهوية الإسلامية للدولة التركية ، في مواجهة طوفان العلمانية والتغريب .

 إلا أن البرجماتية الأردوغانية الإخوانية قد دفعت بأدردوغان إلي الدفع ببلاده في نفق قد يفضي بها إلي أحد مخرجين من وجهة نظر المراقبين ، وذلك علي جثة جولن المتهم بمحاولة إنشاء دولة موازية داخل الدولة التركية .

 أحد المخرجين هو نجاح الجماعة في ابتلاع الدولة التركية في بطنها ، وتحويلها من دولة مدنية حديثة ، إلي دولة دينية بالمفهوم الإخواني الثيوقراطي .

 أو تفتيت الدولة التركية ، وتحللها ، وإعادة تركيبها في شكل دويلات تركية عرقية .

 ذلك باعتبار النتائج المتوقعة للإجراءات الجارية الآن علي الساحة التركية ، من فصل وعزل وتطهير وتفريغ وشحن ، ضربت كل قطاعات الدولة ومؤسساتها ، لمصلحة التوجه الأردوغاني الإخواني .

 والأمر هنا لا يعني الدولة التركية وحدها ، وإنما تمتد آثاره ، وظلاله ، إلي أبعد من الحدود التركية . وستلقي تداعياته بظلالها علي الإقليم برمته .

 والسيناريو الثالث الذي لم أتحدث عنه ، لأنه لم تتضح ملامحه بعد في الأفق القريب ، هو وقوع انقلاب آخر أكثر نجاعة وجدية ، مدعوماً شعبياً ، يطيح بأردوغان والجماعة من سدة الحكم التركي وللأبد ، مثلما حدث لها في مصر .

 أو أن تقع تركيا في أتون حرب أهلية كاسحة بين فسيفساء المجتمع التركي من سنة وشيعة ، وأكراد وعلويين . وإجمالاً فإن تركياً تدخل ـ بأفعال أردوغان ـ إلي المرحلة القادمة الأسوأ من تاريخها ، منذ سقوط الإمبراطورية العثمانية .

 ولم يتبق سوي لفت الإنتباه إلي اختفاء منظمات حقوق الإنسان ، ومكاتبها ، وأكشاكها ، ومنظريها ، رغم أن ما حدث في تركيا انتهاك صارخ لحقوق الإنسان ، وإجراءات خارج إطار القانون ، وأنقلاب للسلطة علي مجتمعها بأكمله .

حــســــن زايــــــــــد
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف