الأخبار
"عملية بطيئة وتدريجية".. تفاصيل اجتماع أميركي إسرائيلي بشأن اجتياح رفحالولايات المتحدة تستخدم الفيتو ضد عضوية فلسطين الكاملة بالأمم المتحدةقطر تُعيد تقييم دورها كوسيط في محادثات وقف إطلاق النار بغزة.. لهذا السببالمتطرف بن غفير يدعو لإعدام الأسرى الفلسطينيين لحل أزمة اكتظاظ السجوننتنياهو: هدفنا القضاء على حماس والتأكد أن غزة لن تشكل خطراً على إسرائيلالصفدي: نتنياهو يحاول صرف الأنظار عن غزة بتصعيد الأوضاع مع إيرانمؤسسة أممية: إسرائيل تواصل فرض قيود غير قانونية على دخول المساعدات الإنسانية لغزةوزير الخارجية السعودي: هناك كيل بمكياليين بمأساة غزةتعرف على أفضل خدمات موقع حلم العربغالانت: إسرائيل ليس أمامها خيار سوى الرد على الهجوم الإيراني غير المسبوقلماذا أخرت إسرائيل إجراءات العملية العسكرية في رفح؟شاهد: الاحتلال يمنع عودة النازحين إلى شمال غزة ويطلق النار على الآلاف بشارع الرشيدجيش الاحتلال يستدعي لواءين احتياطيين للقتال في غزةالكشف عن تفاصيل رد حماس على المقترح الأخير بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرىإيران: إذا واصلت إسرائيل عملياتها فستتلقى ردّاً أقوى بعشرات المرّات
2024/4/19
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

الحجم الحقيقي لتقرير شيلكوت!بقلم:د. جاسم الشمري

تاريخ النشر : 2016-07-26
الحجم الحقيقي لتقرير شيلكوت!بقلم:د. جاسم الشمري
الحجم الحقيقي لتقرير شيلكوت!

د. جاسم الشمري – العراق

التقرير البريطاني حول مشاركة المملكة المتحدة في حرب احتلال العراق العام 2003، أخذ حيزاً إعلامياً كبيراً على اعتبار أنه – ربما - يحمل اعترافاً بريطانياً بخطأ المشاركة في تلك الحرب غير العادلة وغير المبررة والتدميرية لبلاد الرافدين، وهذا التصور غير صحيح لأن التقرير لم يتطرق لهذا الجانب.

وقبل أيام أعلن جون شيلكوت رئيس اللجنة، التي شكلت قبل سبع سنوات، أن اجتياح بريطانيا للعراق تم بشكل سابق لأوانه في العام 2003 بدون محاولة "استنفاد كل الفرص" السلمية، وأن" المخططات البريطانية لفترة ما بعد اجتياح العراق كانت غير مناسبة على الإطلاق".

ومضمون هذا التقرير يعتبر قاسياً بالنسبة لرئيس الوزراء البريطاني آنذاك توني بلير الذي قالت اللجنة إنه" وعد في 2002 الرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش بإتباع خطواته مهما حصل حتى قبل حرب العراق، وأن القرار بغزو العراق لم يكن صائباً، وأن الأسس القانونية للتدخل العسكري البريطاني ليست مرضية، وأن بلير لم يقدم مبررات على وجود تهديدات من أسلحة الدمار الشامل لدى العراق، وقد قُدمت له معلومات خاطئة عن أن العراق لديه قدرات عسكرية يسعى لتطويرها".

المتابع لبعض التصريحات المقتضبة من بعض أعضاء اللجنة يُلاحظ أن التقرير البريطاني عبارة عن تحقيق بريطاني داخلي بحت، والغاية الرئيسية من وراء كتابته هي تخفيف التوتر مع الأطراف الحزبية البريطانية التي عارضت الحرب ضد العراق، والسعي لإرضاء عوائل القتلى البريطانيين الـ (179)، وكذلك عوائل المعوقين والجرحى لا كثر، ولا أقل، بدليل أن التقرير لم يتضمن اعتذاراً لطرف ما، بمن فيهم عوائل الضحايا، ولم يحتو أي إدانة واضحة لرئيس الوزراء الأسبق توني بلير، ويكاد يخلو من الإشارة للعراق والعراقيين، ناهيك عن حقوقهم، والخسائر البشرية والمالية والمعنوية التي لحقت بهم.

وبالمناسبة هذا التقرير ليس الأول - ولا أظنه سيكون الأخير - المتعلق بالتحقيق في قرار المشاركة البريطانية بغزو العراق. ولا أتصور أن التقرير قد أجاب عن عشرات الأسئلة المتعلقة بهذا الموضوع الحيوي، وبالتحديد ما يتعلق منها بالانتهاكات الصارخة لحقوق الإنسان، وعدم تطبيق اتفاقية جنيف الرابعة في أسلوب تعامل قوات الاحتلال البريطانية مع المدنيين العزل في مدينة البصرة، مركز تلك القوات في مرحلة الغزو، هذا بالإضافة إلى العديد من الأسئلة التي لم تُحسم إجاباتها حتى اللحظة.

اليوم عندما نريد دراسة التقرير البريطاني - والمكون من (12) جزءاً، وأكثر من مليوني كلمة - بموضوعية يمكننا ملاحظة الآتي:-

- إن جميع المشاركين لا يوجد بينهم مختص قانوني، وهنالك ملاحظات مهنية حول بعض أعضاء اللجنة، وفقاً لشهادة المحامي صباح المختار، رئيس جمعية الحقوقيين العرب في بريطانيا.

- الحكومة البريطانية استعانت بالقضاء المحلي لمنع حصول اللجنة على بعض الوثائق المتعلقة بالموضوع بحجة التأثير على الأمن الوطني.

- التقرير لم يعلن إلا قبل أيام على الرغم من إتمامه قبل أربع سنوات تقريباً.

- اللجنة استدعت أكثر من (120) شخصاً، وتم التحقيق معهم دون حلف اليمين، وعليه لا يمكن الوثوق التام بشهادات غالبية هؤلاء.

- التقرير أشار إلى أن بلير لم يكن "دقيقاً"، ولم تستخدم اللجنة عبارة "الكذب" في وصف اندفاعه نحو الحرب، وحول تزوير الحقائق استخدمت اللجنة عبارة " لم يكن هناك مصدر موثوق للمعلومات"، ولم تقل إن المعلومات تم تحريفها، وعليه لاحظنا أن هنالك لغة دبلوماسية عالية استخدمت في كتابة التقرير، وهذا لا يتفق مع الكتابة الموضوعية المهنية.

وأخيراً لا يمكن أخذ تصريحات اللجنة على أنها (نص سماوي) لا يمكن المساس به، وينبغي دراسة التقرير بدقة وموضوعية، ونحن هنا لا نريد أن نشكك، بل ندعو لتشكيل لجنة لدراسة التقرير بعناية فائقة، تتكون - على الأقل - من (12) خبيراً قانونياً محايداً، ويكون حصة كل خبير جزءاً من التقرير، ويكون معه فريق مساعد لا يقل عن اثنين من المختصين، وحينها يمكن أن نحدد المنافذ القانونية التي يمكن من خلالها إدانة التدخل البريطاني في العراق، والعمل ضمن فريق قانوني لتحصيل بعض التعويضات المعنوية والمادية التي لا يمكن أن تعادل قطرة دم عراقية واحدة سالت نتيجة الاحتلال الأمريكي – البريطاني غير القانوني، وغير المبرر.
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف