عن دیوان: مباغتا جاء حبّک
بقلم الأدیب :
جميل السلحوت
ريتا عودة تتغنّى بجماليّات اللغة
من يقرأ شعر ريتا عودة سيقف مدهوشا أمام جماليّات لغتها، فهي تختار كلماتها بعناية فائقة، بل هي تتغنّى بالحروف وهي ترسم كلماتها؛ لتأتي متناسقة متناغمة، وكأنّها تعزف على وتر اللغة لحنا شجيّا. فتأتي قصائدها أغنية راقصة تبهر المتلقي وتطربه بموسيقاها وايقاعاتها.
وريتا عودة التي تحترم انسانيّتها وأنوثتها، ترسم مأساة الأنثى في المجتمعات الذّكوريّة، فتعاتب الرّجل عتابا حيّيا كونه نصفها الآخر، ولا تلبث أن تعود مفاخرة بأنوثتها – ويحقّ لها ذلك- فتقرّعه محاولة ردعه عن كبريائه الزّائف، فهي تريده بجانبها؛ لتكتمل الحياة. وعندما تيأس من امكانيّة اعادته إلى الوضع الانسانيّ الطبيعيّ، فإنّها تحافظ على انسانيّتها فتعتدّ مفاخرة بأنوثتها ورقّتها.
ريتا عودة تخاطب الرّجل مباشرة بلغة "الأنا" لكنّها تتحدّث باسم بنات جنسها، فعلاقة الرّجل بالمرأة لا تعني رجلا بعينه أو امرأة بعينها، بل هي قضيّة سائدة في المجتمعات الذّكورية، لذا فإنّنا نجد شاعرتنا تكتب بمداد قلبها، تكتب ملتاعة بقلب نازف بالحبّ، فهي تعرف جيّدا ما تريد هي وبنات جنسها، فهل يعرف الرّجل كيف يتعامل مع المرأة الزّوجة والعشيقة؟
تكتب ريتا عودة غزلا عذريّا رقيقا، وأحيانا تكتب عشقا باسم الرّجل وما يريده من محبوبته، وكأنّي بها تقول: نحن معشر النّساء نعرف مشاعر الرّجال، وما يريدونه من المرأة وفيها، لكن ليتهم يعلمون مشاعرنا ويعلمون ما نريد من الرّجل أن يكون عليه.
وإذا كان الشّعر لحظة شعور واحساس، فإنّ شاعرتنا تملك أحاسيس ومشاعر تفيض حبّا وانسانيّة، وروحا جميلة تزرع الحياة ورودا وجمالا، فتحيّة لها.
05.02.2016
بقلم الأدیب :
جميل السلحوت
ريتا عودة تتغنّى بجماليّات اللغة
من يقرأ شعر ريتا عودة سيقف مدهوشا أمام جماليّات لغتها، فهي تختار كلماتها بعناية فائقة، بل هي تتغنّى بالحروف وهي ترسم كلماتها؛ لتأتي متناسقة متناغمة، وكأنّها تعزف على وتر اللغة لحنا شجيّا. فتأتي قصائدها أغنية راقصة تبهر المتلقي وتطربه بموسيقاها وايقاعاتها.
وريتا عودة التي تحترم انسانيّتها وأنوثتها، ترسم مأساة الأنثى في المجتمعات الذّكوريّة، فتعاتب الرّجل عتابا حيّيا كونه نصفها الآخر، ولا تلبث أن تعود مفاخرة بأنوثتها – ويحقّ لها ذلك- فتقرّعه محاولة ردعه عن كبريائه الزّائف، فهي تريده بجانبها؛ لتكتمل الحياة. وعندما تيأس من امكانيّة اعادته إلى الوضع الانسانيّ الطبيعيّ، فإنّها تحافظ على انسانيّتها فتعتدّ مفاخرة بأنوثتها ورقّتها.
ريتا عودة تخاطب الرّجل مباشرة بلغة "الأنا" لكنّها تتحدّث باسم بنات جنسها، فعلاقة الرّجل بالمرأة لا تعني رجلا بعينه أو امرأة بعينها، بل هي قضيّة سائدة في المجتمعات الذّكورية، لذا فإنّنا نجد شاعرتنا تكتب بمداد قلبها، تكتب ملتاعة بقلب نازف بالحبّ، فهي تعرف جيّدا ما تريد هي وبنات جنسها، فهل يعرف الرّجل كيف يتعامل مع المرأة الزّوجة والعشيقة؟
تكتب ريتا عودة غزلا عذريّا رقيقا، وأحيانا تكتب عشقا باسم الرّجل وما يريده من محبوبته، وكأنّي بها تقول: نحن معشر النّساء نعرف مشاعر الرّجال، وما يريدونه من المرأة وفيها، لكن ليتهم يعلمون مشاعرنا ويعلمون ما نريد من الرّجل أن يكون عليه.
وإذا كان الشّعر لحظة شعور واحساس، فإنّ شاعرتنا تملك أحاسيس ومشاعر تفيض حبّا وانسانيّة، وروحا جميلة تزرع الحياة ورودا وجمالا، فتحيّة لها.
05.02.2016