الأخبار
سرايا القدس تستهدف تجمعاً لجنود الاحتلال بمحيط مستشفى الشفاءقرار تجنيد يهود (الحريديم) يشعل أزمة بإسرائيلطالع التشكيل الوزاري الجديد لحكومة محمد مصطفىمحمد مصطفى يقدم برنامج عمل حكومته للرئيس عباسماذا قال نتنياهو عن مصير قيادة حماس بغزة؟"قطاع غزة على شفا مجاعة من صنع الإنسان" مؤسسة بريطانية تطالب بإنقاذ غزةأخر تطورات العملية العسكرية بمستشفى الشفاء .. الاحتلال ينفذ إعدامات ميدانية لـ 200 فلسطينيما هي الخطة التي تعمل عليها حكومة الاحتلال لاجتياح رفح؟علماء فلك يحددون موعد عيد الفطر لعام 2024برلمانيون بريطانيون يطالبون بوقف توريد الأسلحة إلى إسرائيلالصحة تناشد الفلسطينيين بعدم التواجد عند دوار الكويتي والنابلسيالمنسق الأممي للسلام في الشرق الأوسط: لا غنى عن (أونروا) للوصل للاستقرار الإقليميمقررة الأمم المتحدة تتعرضت للتهديد خلال إعدادها تقرير يثبت أن إسرائيل ترتكبت جرائم حربجيش الاحتلال يشن حملة اعتقالات بمدن الضفةتركيا تكشف حقيقة توفيرها عتاد عسكري لإسرائيل
2024/3/29
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

تركيا فى مواجهة توتاليتارية الليبرالية الجديده ج1 بقلم : على بركات

تاريخ النشر : 2016-07-25
تركيا فى مواجهة توتاليتارية الليبرالية الجديده ج1  بقلم : على بركات
النظام العالمى الجديد اشبة بالمريض النفسى ( السيكوباتى) ، فهو من ناحية ينظر لقيمة السياسية الحديثة على انها خلاصة الابداع ومنتهى الفكر الانسانى الحديث ، والضامن الامثل لعيش الامم فى حرية تقرر فيها المصير بأدواتها التى ترها مناسبة ... ومن ناحية اخرى على مدى افق الواقع تجد هذا النظام العالمى يهوىِ بتعاليمة عن طريق المنح والمنع إذا جازى التعبير ، فيوزع قيمة تحت مسمى ( الديمقراطية) تارة والليبرالية تارة وما يندرج تحتيهما من تفصيلات وتأويلات يعيها المتابع الحذق ،فنراة ( النظام العالمى) يتدخل فى هايتى لدحر الديكتاتورية وينتصر للديمقراطية ، ويقف متفرجاً على وئدها فى الجزائر فى تسعينيات القرن الماضى ،بل من مفارقاتة التدخل عسكرياً لخلع ( ديكتاتور ) لتنصيب آخر اكثر مرونة وطاعة ...وكما حدث مع الراحل (صدام حسين) والقارة السمراء ثرية بالأمثلة الدامغة على ذلك ، تملأ الاعلام صخباً عن حقوق الانسان واحترام المسار الديمقراطى... تحاربها فى ذات الوقت فى جغرافيات وعرقيات آخرى كما فى غزه بفلسطين وكما وقفت الحاؤول فى وجة التحول الديمقراطى الذى اعقب ثورة الخامس والعشرون من يناير فى مصر الكنانة ، وغضت الطرف عن خطف رئيس منتخب بإرادة شعبية نزيهة شهد بها القاصى والدانى ، بل اوعزت بالإنقلاب علية عسكرياً بعد تمهيد إعلامى غير مسبوق فى غسل عقول الدهماء ، وبمشاركة حثالة النُخب (الليبرالية التوجة) ، ومازال المشهد ثرى بأمثلة التعرى للنظام العالمى ، كمردودة المخزى حيال المشهد فى سوريا الإباء ، اليمن ، ليبيا ، والعراق الممزق المشرذم ، كل هذة المشاهد أحد مخرجات النظام الليبرالى التوتاليتارى الجديد ، الذى يعلى مصالحة الاقتصادية على حساب حرية الشعوب الاخرى ، ويتغاضى عن إبادتها فى تناقض جذرى مع قيمة و ـ خطابة الاعلامى البهلوانى ـ إذا كانت ستتيح لة نهب الثروات وتحويل النقد المسروق من عرق الشعوب الى مصارفه فى عواصم الغرب .!
إذا ما راقبنا المشهد الراهن فى تركيا ، وراقبنا معة التناول الغربى للحدث سوف تذهلنا النتائج ، والقدرة الفائقة على التلفيق الإعلامى ولى الحقائق والقدرة على لفت الانتباة الى قضايا بعينها وسحق الزوايا التى تتكشف من خلالها الحقائق ، والبحث عن قضايا مسكوت عنها لإحيائها من جديد للتضيق بقدر المتاح على مساعى الرئيس اردوغان من اخذ التدابير التى من شأنها حماية تركيا ومقدراتها وقرارها الإستراتيجى ، بعيداً عن هيمنة توتاليتاريا الليبرالية الجديدة .
الامن القومى حالة حرجة وخاصة الى ابعد الحدود ، ولاتخضع لاى إملاءات خارجيه وليس هناك حيز حتى للقانون الدولى ومجلس الامن التدخل فى إدارتة ، فالدولة المعنية بتهديد امنها القومى هى المخولة بإتخاذ الإجراءات التى تراها مناسبه ، ونعنى بالدولة اى النظام الحاكم المُنتخب ، حكومة كانت او برلمان ، وحكومة تركيا هى أدرى بشعابها ،وقد ابدى الشعب التركى استعداداً غير مسبوق فى تاريخ تركيا الحديث وقوفة خلف القيادة المنتخبة ، أظهرة يوم الخامس عشر من الشهر الجارى فى وجة الإنقلاب العسكرى الفاشل الذى كاد أن يسرق طموحات الشعب ويبدد ثمرة الإذدهار التى روتها حكومة اردوغان بالسهر والاخلاص والعمل الشاق اكثر من عقد من الزمن، وقد ارتأت انقرا أن اخذ خطوات استباقية من شأنة حماية الكيان التركى وقرارة الاستراتيجى ، فكان منها طلب الحكومه للجانب الاميركى بتسليم ـ محمد فتح الله كولن ـ للعدالة لتورطة فى الانقلاب العسكرى ، مناقشة البرلمان لإعادة تطبيق حكم الاعدام على المنقلبين على نظام الدولة ، غلق مئات المدارس التابعة لفتح الله كولن ، توقيف مئات الموظفين ، رفد المئات من القيادات العسكرية من الخدمة ، فرض قانون الطوارئ فى البلاد لمدة ثلاثة اشهر ، وكذلك إلغاء لأكثر من الف جواز سفر لبعض الشخصيات فى تركيا للتحقيق معهم .
فى الواقع لقد تناسى الغرب العمل الإنقلابى الإجرامى فى تركيا وراح يشعل آلتة الإعلامية بقضايا ـ برغم أهميتها ـ إلا أنها فرعية إذا ماقيست بمستقبل دولة حديثة كاد الانقلاب ان يعصف بأمنها القومى ويعيدها الى بيت الطاعة الغربى ، وراح الاتحاد الاوروبى يهدد تركيا بعدم قبول طلبها للإنضمام للإتحاد ، وسحب الاستثمارات ووقف السياحة ، بل ثمة دول فى الاتحاد هددت الجالية التركية المقيمة على اراضيها ممن يحملون الجنسية المذدوجة بسحب الجنسية لتعارض الاذدواجية مع القانون ، وهذا من شأنه التضييق على اردوغان فى الانتخابات ليفقد اصوات المؤيدين له خارج تركيا ، وتتوالى حملة التشوية الاعلامية والشيطنة فى دول الغرب حيال الإجراءات الاحتراذيه التى تتخذها أنقرا ، وزيارة جون كيرى وزير خارجية اميركا لأوروبا وإجتماعة لاول مرة مع وزراء خارجية الاتحاد الاوروبى كان يعكس مدى قلق الليبرالية الشمولية الجديدة التى تسعى لعرقلة الصعود الاقليمى لدولة تركيا الحديثة ، حتى ان الاجتماع الاخير الذى عُقد فى اميركا للدول الحليفة لمحاربة ـ الدولة الاسلاميه ـ أظنه كان يرمى فى الخفاء لمناقشة دول المركز مع بعضهم البعض سبل عرقلة أنقرا . لأن الإجراءات التى اتخذتها تركيا من شأنها قطع كل الطرق على الغرب لصنع خلايا نائمة لة يستطيع من خلالها إرباك الداخل التركى.!
التاسع عشر من شوال 1437
الرابع والعشرون من يوليو تموز2016
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف