الأخبار
بايدن ونتنياهو يجريان أول اتصال هاتفي منذ أكثر من شهرإعلام إسرائيلي: خلافات بين الحكومة والجيش حول صلاحيات وفد التفاوضالاحتلال يفرج عن الصحفي إسماعيل الغول بعد ساعات من اعتقاله داخل مستشفى الشفاءالاحتلال يغتال مدير عمليات الشرطة بغزة خلال اقتحام مستشفى الشفاءاشتية: لا نقبل أي وجود أجنبي بغزة.. ونحذر من مخاطر الممر المائيالقسام: نخوض اشتباكات ضارية بمحيط مستشفى الشفاءالإعلامي الحكومي يدين الانتهاكات الصارخة التي يرتكبها جيش الاحتلال بحق الطواقم الصحفيةمسؤول الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي"إسرائيل حولت غزة لمقبرة مفتوحة"تقرير أممي يتوقع تفشي مجاعة في غزةحماس: حرب الإبادة الجماعية بغزة لن تصنع لنتنياهو وجيشه النازي صورة انتصارفلاديمير بوتين رئيساً لروسيا لدورة رئاسية جديدةما مصير النازحين الذين حاصرهم الاحتلال بمدرستين قرب مستشفى الشفاء؟جيش الاحتلال يعلن عن مقتل جندي في اشتباكات مسلحة بمحيط مستشفى الشفاءتناول الشاي في رمضان.. فوائد ومضار وفئات ممنوعة من تناولهالصحة: الاحتلال ارتكب 8 مجازر راح ضحيتها 81 شهيداً
2024/3/19
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

التشكيلي الغبشة: من التعبيرية الى الواقعية صاعدا بقطار التراث بفرشاة مكسورة واحلام يابسة

التشكيلي الغبشة: من التعبيرية الى الواقعية  صاعدا بقطار التراث بفرشاة مكسورة واحلام يابسة
تاريخ النشر : 2016-07-25
 الفنان التشكيلي العراقي سبهان الغبشة:- من التعبيرية الى الواقعية  صاعدا بقطار التراث بفرشاة مكسورة واحلام يابسة ....

   حاوره في اربيل/عبد الجبار الجبوري


فنان متنوع الرسم ، ينتقل من التعبيرية الى الواقعية صاعدا بقطار التراث والمعاصرة، يحلم ان يكون ذا بصمة تشكيلية عراقية وسط غابة من اللوحات الفنية الرائعة ،والتي يشكل الوطن هاجسها الحزين، تتشكل لوحاته من نبض التراث والفلوكلور العراقي والموصلي، فترى الرموزالتاريخية العراقية شاخصة تتسربل من لوحاته، وتكاد تلمس الروح الموصلية التراثية والتاريخية معتمرة تقاليدها وعاداتها وحاراتها وازقتها الضيقة ،وصبيانها وعوجاتها ملتاعة ،تنبض بالحب والانعتاق، هو يرسم بفرشاة روحه، وروحه يابسة ومعلقة على استار سور نينوى الذي هدمته يد الظلام ، واحالته ذكرى مذبوحة على طرقات المدينة ، هكذا هو الفنان التشكيلي الموصلي سبهان الغبشة ، الفنان واستاذ مادة  الفن ورئيس قسم السيرميك في مركز الاشغال اليدوية  بالموصل، والنازح مثلنا في اخاديد الزمان الرديء ،حاملا جرحه المعذب وصاعدا به الى جلجلة الابداع،التقيت به في اربيل المدينة التي تحتضن النازحين من مدينته، فكان هذا الحوار الشيق،المليء بالشجن في الفن التشكيلي والحياة والغربة ،قلت له سبهان من أين كانت البدايات ، وبمن تأثرت ،:فأجاب قائلا:-

= ولدت في اسرة تحب الادب والثقافة والتاريخ والتراث ، وجدت ذلك في مكتبة والدي واخوتي الكبار، وكنت اتصفح واطلع على هذه الكتب والرسومات التي فيها ، فاستهواني الرسم ، وصدفة شاركت عن طريق معلمتي (الست ساجدة يرحمها الله )، وأنا طالب في الصف السادس الابتدائي، برسومات لتلاميذ المدينة المشاركة في مهرجان الفن السنوي لمهرجان الربيع المعروف ، وحصلت لوتي على المرتبة الاولى على تلاميذ المدينة، وكرموني بسيت ماجك والوان وكأس ،في الاصطفاف الصباحي للمدرسة ، وسط تصفيق التلاميذ، كانت تلك شرارة الامساك بجذوة الفن وعشقه ...

-أين ومتى اقمت اول معرض شخصي لك وماهي المواضيع التي رسمتها في اللوحات ..؟

=في المرحلة المتوسطة توسعت اهتماماتي وتجذر عشقي للرسم ، فانتميت الى مركز شياب الموصل ،واقمت اول معرض شخصي لي هناك، واشتمل على تخطيطات لوجوه اصدقائي في البورتريه، ولوحات لازقة المدينة وامكانها التاريخية والتراثية كالعوجات(الزقاق)، والابواب التراثية للبيوت والطرز المعمارية والاثارية القديمة، التي يزخر بها تاريخ وتراث نينوى ...

-بما أن نينوى هي موئل الحضارات، وحاضنة التاريخ ،ورائدة النحت الحجري الاول في التاريخ، وخاصة الفن الاشوري، وفيها اول مكتبة في العالم ، ماهو تأثير هذا على التجربة الفنية لسبهان وغيره من فناني الموصل...

=البيئة هي المحفز الاول للفنان، ومن ازقتها، وسراديبها واقواس البناء في بيوتاتها، والاواوين والطرز التراثية للعمارات والاثار، خرجت لوحات الفنانين، وكنت املك كامرة واتجول في ازقة البيوت وحاراتها ،واصور الاماكن التاريخية والتراثية والثيران المجنحة وبوابة المسقى والقليعات وسور نينوى ، وحنما نذهب بسفرات طلابية الى اثار الحضر والنمرود اصور اثارها، وثيرانها المجنحة وصقورها ورؤؤس ملوكها، واقوم برسم وادخال رموزها في لوحاتي، فترى تاثيرها واضحا  فيها ، وهكذا اعتبر نفسي إبن تراث وحضارة اشور بانيبال واسر حدون وسرجون الاكدي ن البيئة اثرت لوحاتي بعيق التاريخ والحضارة، وما زلت شغوفا وعاشقا لها ....

-ماهي تاثيرات مرحلة وجودك طالبا في معهد الفنون الجميلة،وماذا قدمت بعد ان تبلورت تجربتك الفنية في مركز سباب الموصل ...؟

=مرحلة معهد الفنون الجميلة، محطة مهمة جدا في سيرتي الفنية ، لانني تعرفت على اصول الفن التسكيلي العراقي والموصلي من خلال وجود نخبة رائعة من فناني المدينة في المعهدإشرافا وتدريسا ومشاركة في معارضه السنوية، وهم اسماء لامعة وكبيرة ولهم تجارب ناضجة وبصمة في الفن التشكيلي العراقي  ، وفي مقدمة هؤلاء الفنان الرائد نجيب يونس وراكان دبدوب وماهر حربي وبشير طه ، وقد عرضت لي اول لوحة لي في معرض المعهد السنوى بعنوان –ملحمة كلكامش- وهي محاكات لسيرة كلكامش وصديقه انكيدو وغريهما خمبابا ، وقد شكلت اللوحة ملمحا فنيا لي من خلال ثناء اصدقائي واعجابهم بها ، واستمرت مشاركات في معارض المعهد سنويا حتى بعد تخرجي منه ...

--كيف تنظر الى تجارب الرواد والمعاصرين لك ،وأين تضعه في المشهد التشكيلي العراقي...

=تزخر نينوى بمشهد لامع مضيء في الفن التشكيلي ويتصدر المشهد العراقي، من خلال الاسماء الرائدة التي تشكل جناح الفن التشكيلي العراقيومن هذه الاسماء الرئد نجيب يونس مدرسة الواقعية العراقية التشكيلية، وراكان دبدوب مدرسة الحداثة التشكيلية العربية والعراقية، ومخلد المختار الفناني العالمي اللامع في الحداثة والتحديث ، وهكذا ارموز الاخرى ضرار القدو وبشير طه ومنهل الدباغ وخليف محمود المحل وليث عقرواي وحامد الراشدي ولوثر ايشو وثلة اخرى مبدعة ،وكل هؤلاء شكلت تجاربهم ريادة التشكيل العراقي في نينوى....

-بماذا تتصف مواضيع لوحاتك الفنية، والى أي المدارس الفنية تنتمي..؟؟

=غالبا ما تستهويني قضايا الحضارة والتراث والمعاصرة، وانتمى الى المدرسة التعبيرية الاكاديمية ، واجواء لوحاتي استمدها من بيئتي وتقاليدها وتراث مدينتي المليء بالرموز ، والمغري جد في كتابة تاريخ المدينة فنيا، وحينما ارسم استحضر وجه التاريخ ومنجزه الحضاري، وحينما اشعر بالجفاف الفني، اذهب الى قلعة باشطابيا وقرة سراي، واحتمي باثار بوابة المسقى واقف بجانب ثيرانها المجنحة ، والتقط صورا معها او لها، هناك اجد نفسي، واشعر انني انتمي لهؤلاء وامتداد لهم ، فيق امامي بكل هيبته الملك اشوربانيبال واسر حدون وسنحاريب ، واتجول في امبراطوريتهم وعواصمها الاربع الساحرة ، والمبهجة، انها حاضرة التاريخ في لوحاتي، فانا مسكون بحضارات نينوى وتراثها ومنها اقتنص ما يضيء لواحاتي....

-ماهي المعارض التي شاركت فيها على صعيد العراق والمدينة ...؟

=شاركت في جميع معرض معهد الفنون الجميلة وانا طالب فيها عام 1988 حتى تخرجي منه، وعودتي اليه بعد التخرج ، كما ساهمت في معارض مهرجان الربيع المقام سنويا في الموصل، ومهرجان الحضر الدولي ، وشاركت في بعض معارض جمعية التشكيليين العراقيين ، وكذلك ساهمت في معرض المركز العالي للفنون التشكيلية في لبنان الدولي لعامين متتالين...اضافة الى معارض شخصية كثيرة في الموصل بمناسبات متنوعة للفن ...

-يقال ان الفن هي سمة رقي المجتمع ورقي الانسان،الى مدى يمكن لهذا الفهم العميق للفن ان يؤثر في تجارب الشعوب...

= حقيقة الفن في جوهره، وجوهر الفن هو الارتقاء بذائقة الانسان الى اعالي البهاء والنقاء، والمجتمعات عادة ما الفن هو معيار تطور وتقدم ورقي الشعوب، فالمجتمع بلا فن ولا ثقافة هو مجتمع ميت ، ولاتأثير له ولاقيمة له بين الشعوب الاخرى ، وهكذا يكون الفن سمة التطور الحضاري والتاريخي للشعوب ، ولايمكن اغفال الفن العراقي الاشوري والسومري والاكدي والبابلي الذي يشكل علامة فارقة في العالم ..

-سبهان الغبشة فنان متعدد المواهب الفنية في النحت والسيراميك والبورتريه وتخطيطات بقلم الرصاص، اضافة الى اللوحة التشكيلية بالزيت ،كيف جمعت كل هذه الاشكال التعبيرية ...؟

=منذ طفولتي وأنا اهوى النحت والرسم بقلم الرصاص،وكنت استخدم الوحل برسم اشكالا متنوعة من الحيوانات وواليوت القديمة وغيرها، وبعد ان دخلت معهد الفنون الجميلة ، تعرفت على فن السيراميك وعشقته ، وهكذا وبعد تخرجي ذهبت الى مركز الاشغال اليدوية وهناك كانت المفاجأةن وهي ان هذا المركز يتوفر على اقسام لفن النحت والسيراميك والطرق على النحاس والرسم على الزجاج والخياطة وغيرها ، وهكذا وجدت ضآلتي فمارست هوايتي المفضلة وصقلتها في المركز مستغلا توفر الاجواء والادوات والتشجيع ،وهذا انعكس على لوحاتي واعمالي الفنية في النحت والرسم على الزجاج والنحاس وعمل الطين وغيره ....

-أين أنت الان وكيف تمارس هوايتك في الرسم، لاسيما وأنت نازح وبعيد عن مدينتك الموصل ماهو تأثر كل ذلك على تجربتك وحياتك الفنية ..؟

=القت احداث الموصل، وسيطرة القوى الظلامية على المدينة ظلالها ،على مجمل الحياة وعطلت الابداع كله في المدينة ، وكان النزوح عنها يعد فوزا كبيرا ، وهكذا بدأت رحلتي في النزوح الى تركيا ثم الى اربيل ، ولكن يبقى هاجس الفن التشكيلي بكل انواعه يؤرقني، فاهرب الى رسم الحياة بلوحات الزيت او بالتخطيطات وغيرها ،لعدم توفر مستلزمات الرسم، ووالظروف النفسية وقاعات العرض ، واعتقد ان هذه الفترة التي نحياها نازحين ستثري اعمالنا القادمة، لانها لحظات استثنائية قاهرة في حيواتنا ، ولابد ان نسجل دقائقها للتاريخ، لنقل ما عاناه العراقي نازحا وفنانا ومبدعا ، والتاريخ لايصنعه الا المبدعون ، فهم من يصنع الحضارة والتاريخ ...






 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف