الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/27
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

السومري لا ينحني ولن ينكسر..بقلم:حسن حاتم المذكور

تاريخ النشر : 2016-07-25
السومري لا ينحني ولن ينكسر...

حسن حاتم المذكور

المستقبل في الروح حلم وفي الأنتظار يقترب البعيد ويولد الأمل, ابتسم الفرح على وجه قمري لأمرأة ورجل عظيم كأنه يحمل السماء على راحتيه, لهما من الهيبة ما جعل عبرتي ترقص دموعها على وقع خطواتهما, ابتسما فقفزت خارج اضلاعي لأرتمي في احضان الأبتسامة, قبلتني السيدة ثم تساءلت:

ـــ هل علمت يا حفيدي...؟؟؟

ـــ مالذي اعلمه سيدتي...؟؟؟

ـــ استقبل جدك ليخبرك

ـــ ومن انت سيدتي...؟؟؟

ـــ انها جدتك... ملكة الملوك والملكات شبعاد العظيمة... قبل يدها ـــ قال جدي ـــ.

اعترتني الدهشة وقليل من الأرباك, قبلت يد جدتي ثم عانقتها باكياً.

ـــ انهض بكامل قامتك... السومري لا ينحني ولن ينكسر, عانق جدك جلجامش العظيم ــ قالت جدتي ــ .

سبقت دموع البهجة خطواتي الى حضنه.

ـــ هل سمعت ايها السومري ـــ سألني جدي العظيم ـــ

ـــ مالذي حصل يا جدي...؟؟؟ 

ـــ استيقظت جينات عمقك الحضاري في وعي ووجدان الكون فأقرت (اليونسكو), انك جذر اول الحضارات وعليك الآن ان تتمرد على ضعفك وتبحث فيك عنك بعد ان تخلع جاهلية ليس منك, الوافدون ان انحنيت امتطوك وان انكسرت دفنوك حياً, انهم الموت الميت والمميت, اخلعهم واشرح للريح وزلال النهرين من انت, سمائك تصغي وبدموع فرحها تحني ضفائر النخيل وتصوغ من خيوط شمسها خواتماً لقامات القصب والبردي ـــ قال جدي العظيم ـــ

ـــ اني ضعيف ومنهك ومنكسر يا جدي العظيم, منذ (1400) عاماً افرغوني مني وجففوا روحي واكلوا كبدي وصادروا عقلي ثم حنطوني بكلس بداوتهم داخل جلدي, لم نعد كما كنتم, وبكيت دموع التاريخ على صدر جدي.

ـــ اغتسل من غربتك وغريبك حتى يظهر معدنك السومري, انت سمائك وارضك وانت الجنوب وروح العراق, انت الحقيقة وهم الخرافة وانت الحر والحرية ولا سكينة لفضائك الصافي في عتمـة شرائعهم ووثنية نصوصهم, لاتختنق بهم وتمرد على جاهليتهم وجلف بداوتهم وعلى ضعفك واخلع مرحلتهم فرفقة الميت موت وانت الحي الخالد الذي لا ينحني ولن ينكسر ـــ قالت جدتي شبعاد العظيمة ـــ

وانا ابكي زمني الذي ضيعته او سرقوه مني شعرت بعطر الحياة يتبخر من دموعي, كان مدهشاً رائعاً فسألت جدي.

ـــ جدي العظيم... لقد تغير عطر ومذاق دموعي.

ـــ انه عطرك السومري يا حفيدنا, انت لازلت فيك, انهض وقف الى جانب جدك العظيم واستمع ياحفيدي ـــ قالت جدتي شبعاد ـــ

ـــ هل تعرف الآن من انت ايها الحفيد ــ تسائل جدي العظيم ــ...؟؟؟.

ـــ نعم جدي, اشعر الآن ان النهرين يسكبان زلال الحياة وحقائق التاريخ في اعماقي وها انا اغتسل من وحشيتهم وضعفي.

ابتسم جدي العظيم ثم قال:

ـــ مشواركم طويل معهم يا حفيدي, سيتغير العالم من حولكم وحولهم وسيكون اكثر انسانية في فهم الحقائق واكثر وجدانية ووفاءً لفضائلكم عليه, السومريون جذور التاريخ والأرض والوافدون زبد الجاهلية, تعلموا القراءة والكتابة لتعيدوا صياغة شخصيتكم مطرزة بثمين تراثكم واستنيروا بالذاكرة.

ـــ ما هذه الخدوش على هذه اللوحة التي في يدك يا حدي...؟؟؟.

ابتسمت شبعاد ثم قالت.

ـــ ليس خدوشاً يا حفيدي, انها حروف اجدادكم التي كتبوا فيها تاريخكم ومعارفكم وادابكم وفنونكم وفلكلوركم وقوانينكم وبها كُتبت اجمل النصوص التي لحنتها وغنتها على مر العصور جدتكم شبعاد ومعها نساء سومر, وتلك التي في يد جدك لوحة من الطين الحري كان عليها يدون اجدادكم تاريخهم المعرفي.

ـــ هل لي ان اتعلمها يا جدي العظيم...؟؟؟.

ـــ لديكم ما يكفي من اللغات يمكنكم ان تقرأوا فيها وتكتبوا لكن بحروفكم السومرية تفكرون.

قبلاني جدي العظيم جلجامش وجدتي ملكة الملوك والملكات شبعاد وقبلت يديهما ثم غادرا بأتجاه سحابة بيضاء من حليب الجامس.

ـــ متى سيعود اجدادنا العظماء...؟؟؟.

ـــ نحن فيكم يا حفيدنا السومري.

ـــ اذن سوف لن ننحني ولن ننكسر ما دمتم فينا.

ـــ لن تنكسروا ما دمنا فيكم.
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف