الأخبار
سرايا القدس تستهدف تجمعاً لجنود الاحتلال بمحيط مستشفى الشفاءقرار تجنيد يهود (الحريديم) يشعل أزمة بإسرائيلطالع التشكيل الوزاري الجديد لحكومة محمد مصطفىمحمد مصطفى يقدم برنامج عمل حكومته للرئيس عباسماذا قال نتنياهو عن مصير قيادة حماس بغزة؟"قطاع غزة على شفا مجاعة من صنع الإنسان" مؤسسة بريطانية تطالب بإنقاذ غزةأخر تطورات العملية العسكرية بمستشفى الشفاء .. الاحتلال ينفذ إعدامات ميدانية لـ 200 فلسطينيما هي الخطة التي تعمل عليها حكومة الاحتلال لاجتياح رفح؟علماء فلك يحددون موعد عيد الفطر لعام 2024برلمانيون بريطانيون يطالبون بوقف توريد الأسلحة إلى إسرائيلالصحة تناشد الفلسطينيين بعدم التواجد عند دوار الكويتي والنابلسيالمنسق الأممي للسلام في الشرق الأوسط: لا غنى عن (أونروا) للوصل للاستقرار الإقليميمقررة الأمم المتحدة تتعرضت للتهديد خلال إعدادها تقرير يثبت أن إسرائيل ترتكبت جرائم حربجيش الاحتلال يشن حملة اعتقالات بمدن الضفةتركيا تكشف حقيقة توفيرها عتاد عسكري لإسرائيل
2024/3/29
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

الشخصية المحمدية.. تقف على خشبة هوليوود بقلم:مزمل موسى عبدالله سعيد

تاريخ النشر : 2016-07-25
الشخصية المحمدية.. تقف على خشبة هوليوود بقلم:مزمل موسى عبدالله سعيد
لماذا يتعمدُ بعض مخرجُو الدراما والسينما (تجسيد) الإله الأزلي في صورة (ومِيضُ ضُوء) في كثيرٍ من أعمالهم الدرامية والسينمائية؟.. وماهو معلوم أن (الضُّوءُ) يمثل (مادة) لأنه صادر من الطبيعة سواءاً كان صادر من الشمس أو مصباح أديسون. 
فالإله الأزلي وصف نفسه بأنه (نورُ السموات والأرض)، نعم هو نورُ السموات والأرض لكن هذا النور ليس ذات (النور المادي) الذي نُشَاهدُه بعيوننا ونَتَحَسَّسُ حرارته بأيدينا. فلو كان هو كما نحسب لتسنى لنا مصافحة الإله الأزلي، تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً. وتؤكد النظرية الفيزيائية أن الضُّوء يصدر ذاتيّاً عن مصدر، بينما النور يمثل حالة انعكاس للضوء، ولذا جعل الله الشمس ضياءا والقمر نورا.
إذاً بهذا المنطق يتضح لنا أن الضوء والنور كلاهما من عالم (المادة)، حيث لا نستطيع بهما تجسيد الإله الأزلي، فغيبيةُ الإله دليل على قُدُسِية الإله.
وإذا ماتحدثنا بقانون الجريمة، فعلماء المسلمين الذين أجازوا النصوص الأدبية المنتجة للعمل الدرامي أو السينمائي هم مجرمون في حق الإله الأزلي، لأنهم سمحوا بتجسيد الإله الأزلي في صورة (مادة)، وكل الإصطاف الذي ساهم ومَوّلَ في تقديم العمل الدرامي من مُنتجٍ ومُعِد ومُخرِج ومُشاهد، الجميع مشتر ك في الجريمة.
اللهم إني برئ مما فعل عبادك المسلمون.
ومرافعتنا هذه لاتعني بالضرورة انتفاء الحضور الإلهي في العمل الدرامي والسينمائي ، فالحضور الإلهي هنا يكون بطريقة أكثر موضوعية نوضحها لاحقاً.*
هل تريدون أن تعرفوا (المُشْكِل) الأصيل الذي دفع علماء المسلمين لتصرفهم (الأعمى) هذا؟
حسناً.. سأوضّحُ لكم....
المُشْكِلُ يكمن في أنَّ المفسرين التقليديين للقرآن الكريم لم يفرقوا بين لغة العرب البدوية ولغة القرآن الكريم عند تفسيرهم للقرآن الكريم، فاستعملوا لغة العرب في تفسير القرآن الكريم فطفح الخلط في استنتاجاتهم لمعاني ودلالات المفردة المقدسة، وقيدوا (إطلاقية) معاني ودلالات القرآن الكريم. وهنا نجح عالِمُنَا محمد أبوالقاسم حاج حمد في إخراجنا من هذا المأزق اللغوي حيث وضَّحَ لنا كيفية التعامل مع القرآن بلغة القرآن.
فهذه هي المشكلة التي كثيرا ما يقع فيها علماء المسلمين لأنهم يميلون إلى التلفيقية والتوفيقية في صناعة الآراء والاستنتاجات، ولا يحبذون الدقة والدراسات التحليلية الصحيحية للمواضيع الفكرية. فيضعوننا في مأزقين: المأزقُ الأول تصحيحُ أطروحاتهم وآرائهم الفاشلة حتماً فنهدرُ الوقت الثمين، والمأزقُ الآخر أننا نتلفَّتُ حولنا فلا نجد مرتكزات فكرية معاصرة في المكتبة الإسلامية كَلَبِنَة أساسية نرتكز عليها، فيقع العبئُ علينا في البحث عن مرتكزات فلسفية جديدة كنقطة انطلاق لنظريات جديدة.
ونحن استخدمنا وجربنا كيفية التحليل الفلسفي التركيبي الابستمولوجي لمفردة القرآن الكريم قبل عشرة أعوام ويزيد في بدايات دراستنا الجامعية، والفضل يرجع لعالمنا محمد أبوالقاسم حاج حمد، لأنه هو الذي مهد لنا طريق الوصول للتعامل الصحيح مع المفردة المقدسة، فظهرت لنا الفروقات بين (رَأَى، ونَظَر، وأَبْصَرَ)**، حيث كل مفردة لها دلالاتها ومعانيها الخاصة، بينما نجدها تحمل معنًى واحداً في كتب التفاسير القديمة والحديثة، فكلما اجتهدنا في خلق مناخ تتكاثر فيه المفردة المقدسة معنًى ودَلَالَة وفق معايير وضوابط معرفية صحيحة، توافرت لنا استنتاجات قرآنية صحيحة تمثل حلولا لمشاكلنا الحياتية اليومية. 
وكلما ساهم المفسرون التقليديون في تضييق الخناق لمعاني المفردة المقدسة عبر وسائل استنتاجاتهم (البدائية) تنكمش المفردة المقدسة معنًى ومُراد، لدرجة الضمور والاضمحلال، وحالما تكون المفردة المقدسة خارجة عن سياقها وقالبها المعرفي الصحيح تنعدم (إطلاقية القرآن الكريم)، ولذا نجد استنتاجاتهم فاتِرَة وغير قادرة على مقارعة العولمة والعلمانية، فالعيب ليس في القرآن الكريم، بل العيب في طريقة التعامل (الأعمى) للمفسرين مع القرآن، وهذه هي الاجابة الصريحة لسؤال لماذا يعجز علماء المسلمين التقليديين والمعاصرين من استنتاج معادلات موضوعية تعمل على حلحلة مشاكل الفرد المسلم المعاصر الاقتصادية والسياسية والثقافية ...الخ؟.
.......
أوضحنا في مقال سابق لنا بعنوان:(المرأة والفن والجمال.. من منظور فلسفي).. 
حيث قلنا:(صدرت أَوامِرُ بتهشيم الأصنام في بداية بزوغ الاسلام ،خِشْيَة أن يتعلق بها الفرد المسلم الأول أُسْوَةً بِعَبَدَتِهَا المشركين، نسبة لامتلاك الفرد (المسلم الأول) آنذاك (لعقلية توحيدية وروحية ضيقة)، لكن بالمقابل تطور عقل الفرد (المسلم المعاصر) وارتقى لدرجة أنه ماعادت تؤثر فيه صورة حجر منحوت، فعقل المسلم وصل لمراقي إيمانية يوقن فيها أن الله هو خالق الحجر الأصم المنحوت، فما عادت تؤثر فيه منحوتة حجرية كهيئة غزالة، بل وصل لمرحلة القراءة الجمالية العميقة للمنحوتة مرتكزة على منطوق إيماني وتوحيدي وعَقَدِي). 
وابراهيمُ الخَلِيل هو أيضاً وقع في ذات المأزق في لحظة امتلاكه للعقلية (التوحيدية المادية الضيقة) عندما عَبَدَ الشمس والقمر والنجوم لحين، وعندما وصل لمرحلة الكمال الروحي والتوحيدي آمن إيماناً يقينا ًبرب الشمس والقمر.
لكن المشكلة الرئيسة تكمن في أن بعض علماء المسلمين يعملون على وضعنا في قالب (العقلية التوحيدية المادية الضيقة)، فيحرموننا من الصورة و النحت والموسيقى والفن التشكيلي ومشاهدة الدراما والمسرح ومتابعة المسلسلات والأفلام المرئية والمسموعة***.
أصدر عدد من علماءالأزهر ومفتي عموم السعودية ورئيس الإتحاد العالمي لعلماء المسلمين فتَاوَى وتشريعات قبل عشرات السنين تنص على حرمة تجسيد الشخصية المحمدية في الدراما والسينما!، وهذه الفتَاوَى ناجمة عن عقولٍ متحجرة ، حيث ظلت حبيسة الأدراج قُرابَة المائة عام، لاتتجدد وغير مسموح النظر للتدقيق فيها، فتَاوَى تغطت بالغبار حتى أن مجرد الإطلاع عليها يصيبنا بالزكام والعطس المتواصل. والغريب أن هؤلاء العلماء يلزمون المسلمين بهذه الفتاوى إلى يومنا هذا. ونجد بعض المسلمين وقف عند عتبة هذه الفتَاوَي ولم يتحرك، فتجمد عقله كما تجمدت عقول الذين كتبوا هذه الفتاوَى من قبل. 
بينما ذات العلماء يُجَوِّزُون تجسيد الإله الأزلي على هيئة (وميضُ ضُوء) في الأعمال الدرامية والسينمائية!!.
لكننا على دراية أنهم عندما أقْدَمُوا على إجازة تجسيد الإله الأزلي في هيئة (وميضُ ضُوء)، لم ينتبهوا أبداً لهذا التجسيد الإلهي، فهم كانوا على جهل ٍتام بما يفعلون، لأنهم أيضا على جهل ٍتام بما يقولون. 
وعندما نسأل لماذا يَتَوانَى علماء المسلمين عن تجسيد الشخصية المحمدية في عمل درامي أو سينمائي عالمي؟، تُقَابِلُنَا إجابات ودفوعات رَكِيكَة على شاكلة أن الأنبياء لهم عصمتهم ومكانتهم!. ويأتي ردنا: ومن ذا الذي انتقص من مكانتهم وعصمتهم!، الإنتقاصُ يكون فقط حالما تمت عملية تزوير في النص الأدبي لسيرة الأنبياء، عندها نكون قد اعتدينا على مكانتهم ومزقنا عصمتهم.
لقد تطور عقل الفرد المسلم المعاصر لمراقي يستحيل معها أن تحتفظ ذاكرته الجمعية أن الصورة التي يشاهدها مباشرة على الشاشة، أنها صورة مطابقة لشخصية المصطفى عليه أفضل الصلاة وأزكى تسليم. وليقيننا أيضا أن المشاهد الآخر (الغير المسلم) يوقن ويعلم أن الصورة التي يشاهدها الآن لا تمثل الشخصية المحمدية بذاتها إنما محاكاة لفترة زمنية تاريخية مضت، فالمشاهد في الغرب الأوروبي مثلا أكثر نُضُوجاً من (علماء المسلمين المعاصرين المنكفئين على ماضوية تفاسير المفردة المقدسة)، لأنه لايركز على الصورة المعروضة، إنما يركز على مضمون (السيناريو) الذي يقف خلف الصورة المرئية، وذاك السيناريو هو النص الأدبي للسيرة النبوية العطرة المستهدفة هنا للعرض. فالهدفُ هُنَا تَعريفُ العَالَمُ من حولنا بالشخصية المحمدية وأهداف الرسالة المحمدية، وقيم وفضائل وسماحة الشخصية المحمدية. 
علينا أن نصنع حُضُوراً عالميَّا فعَّالاً على خشبات هوليود، حُضُوراً بأعمال درامية وسينمائية ناجِحَة ومُمتازة ومُنَافِسَة وإستثنائية ومترجمة بغالب لغات العالم المتداولة، حُضُوراً من خلاله نُعَرِّفُ العالم بحضارتنا الإسلامية، وهويتنا وثقافتنا الإسلامية، ومعتقداتنا وتراثنا الإسلامي، عبر عرض أفلام توثيقية لنبينا الأكرم والخلفاء الراشدين وصحابته الأفاضل.
دعونا نستفيد من الإمكانيات المتاحة من حولنا لنشر الإسلام وعكس الصورة الحَسَنَة عن الإسلام والمسلمين لتصل عبر الميديا والدراما والسينما لأقاصي الدنيا. لطالما أن شريحة كبيرة من المشاهدين في العَالَم تستَقِي معَارِفها من الدراما والمسرح والسينما. 
دَعُونا نتحلحل من رِبَاطِ الجَهْلِ والتَّخلف الذي آثر علماء المسلمين اليوم أن يضعونا تحت أغلاله. وأن ننفتح على العالم ونعرض بضاعتنا في سوق الرقمنة والمعلوماتية.
فرجل الدين عندما يفتح كيس القهوة يظن أن الهواء الخارج هو أكسجين، فهو لا يعرف أنه غاز نيتروجين يستخدم في تعبئة القهوة للحفاظ عليها من التعفن، بنفس القدر أراد لنا (رجل الدين) أن نسبح معه تحت ظلمة التطرفية والمذهبية والطائفية والرجعية. 
نحن لانرى مانع منطقي من تجسيد الشخصية المحمدية في عمل درامي أو سينمائي بعد النضوج العقلي الذي وصل إليه عقل الفرد المسلم المعاصر، لطالما أن النص الأدبي المعروض يطابق السيرة النبوية الشريفة الصحيحة. وبهذه الطريقة نستطيع صناعة الرد العملي الإيجابي للرسوم الكريكاتورية الدينماركية المسيئة للرسول الأكرم.
لكن الأسف يغمرنا، عندما نرى ردة فعل المسلمين وعلمائهم على هذه الرسوم الكاريكاتورية المسيئة لنبيهم بالهتافات والتنديدات والسخط وحشد المظاهرات!!، ردةُ الفِعل السلبية هذه تزول بزوال المؤثر.
علينا مواجهة الرسُوم والأفلام المسيئة لرسولنا الأعظم برسوم وأفلام ومسلسلات أكثر إيجابية تُعَرِّفُ الشخصية المحمدية وخصالها وفضائلها لا سيما الرحمة المحمدية، هكذا يكون الرد الإيجابي في هكذا مناسبات. 
ومن هنا نتوجه بسؤال لرئيس الإتحاد العالمي لعلماء المسلمين ومجموعة علماء الازهر الشريف وبقية علماء المسلمين، أيهما أصعب عليكم تجسيد الإله أم تجسيد الشخصية المحمدية؟ وإذا عرضنا عليكم فرصة الاختيار أيهما ستختارون تجسيد الإله أم تجسيد الشخصية المحمدية؟ 
وهل أنتم كنتم في حالة عقلية كاملة ورشيدة عند مشاهدتكم لتجسيد الإله في هيئة (وميض ضوء) ولم تنتبهوا لهذا العرض في الأعمال الدرامية والسينمائية؟ 
لعمري أن الإجابة صعبة ومعقدة جدا وتكاد تكون معدومة اذا ما اعتمدتم على تفاسير السابقين من سلفكم، وإلى ذلكم الحين هذا كتابي فأروني ماذا تكتبون.
...............................................................
ولله الحمد والمنة.. كما له الحمد منا
................................
*لمعرفة الفروق بين الضوء والنور، والتحليل الفلسفي للآية: (الله نور السموات والأرض) نرجو متابعتنا على المدونة.
**ثمة فروقات أصيلة بين (رأى، نظر، أبصر) ، فعلى سبيل المثال: الأعمى عندنا يعني أعمى البصيرة ليس أعمى البصر كما ورد في التفاسير التقليدية، أيضا لنا تحليل خاص لبعض سور القرآن الكريم.
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف