الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/24
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

النساء والتعدد في الزواج بقلم:محمد "محمد سليم" الكاظمي

تاريخ النشر : 2016-07-25
النساء والتعدد في الزواج بقلم:محمد "محمد سليم" الكاظمي
مما لا شك فيه أن النساء والرجال يتناصفن المجتمع، وقد ينقص العدد أو يزيد لكل منها في المجتمع الواحد، ولكن الشعور بالمسؤولية والحرص على مصير الإنسانية يتشاطره الجنسين دون شك، فكلاهُما بشر وأصل البشر هو مخلوق واحد أحادي الجنس وذلك بناءاً على ما جاء في القرآن الكريم بقولهِ تعالى من سورة ص: إذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِنْ طِينٍ (71).
فبعد ان تمَّ خلق ذلك البشر ومن ثُم إتقانهُ وتنشأتهُ بأحسن تقويم وبأفضل صورة، شاءت إرادة المولى عزَّ وجل أن يٌقسِّم ذلك المخلوق البشري الأحادي الجنس إلى مخلوقين إثنين لا يفترقان أبداً لقولهِ تعالى في سورة النساء: يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا (1).
نُلاحظ في بداية هذهِ الآية الكريمة أنَّ هُناك تحذير ونداء صادر من رب العالمين إلى الناس أجمعين ذكوراً وإناثاً مطالباً إياهُم بأن يتقوا ربَّهُم لقولهِ تعالى (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ )، والتقوى هُنا هي التجنب والابتعاد عن القدر المشؤوم المُنتظر حدوثهُ إذا لم يتم إرضاء مقدر الأقدار الخالق الواحد القهَّار والذي بيدهُ وحده تغيير الأقدار والسيطرة عليها وقهرها بما يشاء ويرضى سُبحانهُ، ثُم شاءت رحمتهُ سُبحانه أن يعود ويُذكِّر الإنسان الذي خلقهُ كنفس واحدة لا إثنتين لقولهِ (الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ )، وبأنَّهُ هو سُبحانهُ لا إله إلا هو من خلق البشر أول مرَّة لقولهِ سُبحانهُ (إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا ) وهو بذلك من شطرهُ إلى نصفين إثنين لينفرد كل نصف بمميزات وخصائص لا توجد في النصف الآخر لقولهِ تعالى (وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا ) ولكن مع بعضهما البعض يكونان مخلوق واحد متكامل كما خلقهُ الله اول مرَّة لقولهِ تعالى في سورة التين (لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ (4))، فجاءت التذكرة هُنا حتى يعي الإنسان أساس قوتهُ ومنعتهُ وذلك عندما يتحد مع نصفهُ الآخر ليُكمل بعضهُم بعضا فيكونا حينها أقوى وأعظم وأبهى وأكمل مخلوق خلقهُ الله العزيز القدير سُبحانهُ في الوجود كلَّه.
ثم ذكر سُبحانه بأن مشيئته اقتضت حينها - وذلك بعد حين أي بعدما تم إخراجهما (والمقصود هُنا زوجا البشر) من الجنَّة ليسكنا الأرض - أن يتم التناسل والتكاثر بينهما حتى يتمكنوا من مواجهة التحديات الجِسام التي لم تكن موجوده ولم يعتادوا عليها في الجنَّة مسكنهُم وموطنهُم الأول والأصلي (إذاً في الجنَّة لم يكن تناسل ولن يكون إنما هُناك المتعة والسعادة والهناء وفضل عظيم من رب العرش الكريم وهذهِ المتعة والسعادة لا تكتمل إلا بوجود الزوج وزوجته كما اقتضت مشيئة الرحمن سُبحانه)، لذلك جاء قولهُ تعالى بأنَّهُ بثُّ منهما أي أمرَهُما وأوجد فيهما مالم يكن موجوداً في تكوينهما الخلقي أصلاً وهي صفة الإنجاب والتكاثر للرجال والنساء، وذلك لكي يتمكن البشر من مواجهة التحديات والصعاب التي تفرضها عليهما سُكنى الأرض.
إذاً مسألة التكاثر والتناسل لم تكن موجودة أصلاً في الإنسان، ولكن الذي كان موجوداً هم الزوجين الذكر والأنثى فقط، وبما أنَّ سُكنى الأرض تتطلب الكُثرة بالعدد لغرض تمكين الجنس البشري من البقاء على الأرض وذلك لمواجهة التحديات الصعاب، شاء الخالق سُبحانهُ أن يبث من كلاهُما الرجال والنساء، لذلك فأمر البث أي الخِلفة والتكاثر إنما هو أمر الله وحده لا بأمر العبد، وقد يكون البث من المرأة فقط كما حصل مع سيدتنا مريم عليها السلام، فأمر التكاثر ليس بيولوجياً خالصاً كما هو عند الحيوان والنبات والمخلوقات المحيطة بالإنسان، فعملية التناسل والتكاثر عند الإنسان منوطة بالله وحده لقولهِ تعالى في سورة الشورى(لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُّكُورَ (49) أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا وَيَجْعَلُ مَنْ يَشَاءُ عَقِيمًا إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ (50)، ومن هذهِ الآية نفهم بأنَّ بث وهِبة الإناث والذكور للناس إنما هي منوطة بمشيئة الله وحده لا إله إلا هو، كذلك مسألة تزويج الذكر من الأنثى أو تزويج الأنثى من الذكر إنما هي من شأن الله وحده وليس من إختيار العبد، شأنها شأن العقم والذي يجعلهُ الله في من يشاء من عباده ذكوراً كانوا أم إناثا وذلك بمقتضى علم ومعرفة مسبقة لكون الله هو العليم القدير سُبحانهُ لا إله إلا هو.
مما سبق نفهم ما يلي:
- إنَّ أساس تكوين المجتمع الإنساني كان وما يزال شأن رباني، ولم يكن للبشر شأن في أن يبث الله منهُم رجال كثيراً ونساء إنما هو شأن الله وحدهُ، فلماذا لا يرضى الإنسان بالفطرة التي خلقهُ الله عليها في تكوين المجتمع لنجدهُ يصر على سن القوانين التي تُجرم الحرية في الزواج وتكوين العائلة كما أنشأها الخالق وتكفل بها؟
- إنجاب الذكور للبعض وإنجاب الإناث للبعض الآخر ليس من شأن البشر، إنما هو شأن الله وحده، فلماذا يحرص المجتمع الإنساني على تفضيل جنس من البشر دون الآخر؟
- تزويج الذكور للإناث أو تزويج الإناث للذكور هو كذلك ليس من شأن البشر بأي حال من الأحوال، إنما هو شأن الخالق جلَّ وعلا بصريح الآية الكريمة، فلماذا يُصر الإنسان الحالي على التدخل في أمر الزواج بين الجنسين سواء بتحديد العدد بزوجة واحدة أو بالتدخل في شأن الأزواج؟
- كذلك مسألة العُقم والإنجاب أو الصحة والمرض في الأزواج هي مسألة ربانية وشأن إلهي بحت، فلماذا يجعلها البشر شروطا وقوانين ليتحكموا ويقيدوا الزواج بين الجنسين، فما شأن الإنسان بذلك وما علاقتهُ بالأمر والخالق نسب الأمر إليه وحده؟
- أي شأن من شأن الزواج سواء العدد أو الكيفية وكذلك الشروط والمتطلبات إنما هو من شأن وشريعة وأمر الله الخالق الواحد الأحد، ولن نجد خير أو أفضل من السلف الصالح الأنصار منهُم والمهاجرين رضوان الله عليهِم أجمعين صحابة رسول الله عليه الصلاة والسلام سواء كانوا رجالاً أم نساء، فهم قدوتنا وسيرتهُم وجهتنا وشريعتهُم غايتنا ومجتمعهُم الصالح ملاذنا، وكانوا رضوان الله عليهِم أجمعين يحرصون على أن يتزوج الرجال منهُم بأربعة من النساء دون قيد أو شرط امتثالاً وانصياعاً لأمر الله تعالى بقوله من سورة النساء (فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ) وهو أمر مُباشر من الخالق جلَّ وعلا للمؤمنين الصادقين المُصدقين لشريعتهِ وحُكمهِ كي يُقيموا مجتمع إسلامي كامل الأركان وكما أمر بهِ الرحمن.
- وإذا كان هُناك أي مانع أو عائق يُعطل أمر الخالق بالجمع بين أربع زوجات على أن يكونوا راضخات لحُكم الله مطيعات لأمرهِ سُبحانه راضيات بشريعة الله جل وعلا ليسهل حينها العدل بينهُم فتعيش العائلة المسلمة والمجتمع الإسلامي بكل سعادة وإستقرار كما كان في عهد الصحابة الكرام والتي خلت سيرتهُم من المشاكل العائلية والشكوى الأسرية، وهو الأمر الذي يصعب إيجاده بين نساء المسلمين في الوقت الحاضر، جاء قول الاستثناء فيهن لقولهِ تعالى (فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً) حيث جاء الاستثناء بالخوف من عدم العدل والعدل هُنا في حقيقتهِ صفة عامَّة شاملة ومطلوب في كل جوانب الحياة وليس مع الزوجات فقط، ولكن الخوف من عدم العدل هُنا إنما جاء ليصف النساء الراغبات عن أمر الله والذي يصعب في حالتهن لمن اقترن بهن أن يقنعهن بالرضى في ما جاء من أمر ربهِن، فأغلب هؤلاء النساء يفضلن الحياة الدنُيا عن الآخرة ويرغبن بالمتعة المجردة البعيدة عن روح الله ورضاه، فجاء قول الله فيهِن من سورة الأحزاب (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحًا جَمِيلًا (28)) وهذا هو أمر المؤمن الصالح في أمر زوجتهِ الراغبة عن أمر الله والطالبة لمتاع الحياة الدُنيا وزينتها والراغبة عن الآخرة، فلا يجبرها على تطبيق شرع ربها ويعمل جاهداً على إمتاعها قدر المستطاع فإن وجد المؤمنات الطائعات لأمر الله الراغبات بالزواج بهِ فعليه أن يُسرح السابقات تسريحاً جميلاً أي يُطلقهن لشأنهن في مرادهن من الحياة الدُنيا كي يتمكن هو بعد ذلك من الإقتران بأربع نساء صالحات مؤمنات ليتم قول الله فيهِن (وَإِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الْآَخِرَةَ فَإِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْمُحْسِنَاتِ مِنْكُنَّ أَجْرًا عَظِيمًا (29). 
- عندما لا يجد العبد المؤمن المسلم أربعة من النساء المؤمنات الصالحات الذين يرضين بحكم الله وشرعه ويقبلن بكل حب واحترام ومحبة ووئام تطبيق شريعتهِ وأمره بالاقتران بعبد صالح دون قيد أو شرط، يكون المرء حينها في حِل من أمر الله فليصبر وليرضى بالواحدة ولا يُفكر أبداً بعدم الزواج فإن الله عليم قدير لقولهِ تعالى (إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ) فالله يراقب عبيده وهو أعلم بأمره وبالتالي فهو القادر على إنصاف عبيده والتعويض عن صبرهم بأحسن جزاء.

فيما سبق يتضح أمر المجتمع الإنساني وأمر من أوجده والراعي لشأنهِ في الدُنيا والآخر، وقد حذر الخالق العزيز القدير من المساس بهِ في قولهِ تعالى (َاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا) فالخالق يُراقب عبيده ويعتني بأمر المؤمنين بهِ لذلك على الناس جميعاً أن يتقوا الله ويخشوا عقابهِ وانتقامه، وهو ما نراه جلياً في المجتمع الغربي المُعاند لأمر الله والحريص على تعطيل شرع الله بسن القوانين المعطلة لشريعته في السماح بتعدد الزوجات إلى أربع كما جاء في كتابه القرآن العظيم، فكما هو معلوم بان المجتمعات الغربية فاقدة لقيمة العائلة وغارقة في الفساد والفتن ما ظهر منها وما بطن.
وإنني لأخشى على المجتمعات المسلمة أن تسير وراء الغرب في انحلاله وكفره وإباحيته، ويبقى الله خير حافظ ووكيل.
فعودوا إيها المسلمين إلى شريعة ربكم، وبادروا في البحث عن المؤمنات الراضيات بحكم الله ومشيئته، فأنكحوا منهم ما طابت أنفسكم منهُم مثنى وثلاث ورباع، وابتعدوا عن الراغبات البعيدات عن شريعة الله إن أمكن فذلك أسلم لكم.

والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين محمد وعى آلهِ وصحبهِ أجمعين.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
محمد "محمد سليم" الكاظمي 
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف