الأخبار
سرايا القدس تستهدف تجمعاً لجنود الاحتلال بمحيط مستشفى الشفاءقرار تجنيد يهود (الحريديم) يشعل أزمة بإسرائيلطالع التشكيل الوزاري الجديد لحكومة محمد مصطفىمحمد مصطفى يقدم برنامج عمل حكومته للرئيس عباسماذا قال نتنياهو عن مصير قيادة حماس بغزة؟"قطاع غزة على شفا مجاعة من صنع الإنسان" مؤسسة بريطانية تطالب بإنقاذ غزةأخر تطورات العملية العسكرية بمستشفى الشفاء .. الاحتلال ينفذ إعدامات ميدانية لـ 200 فلسطينيما هي الخطة التي تعمل عليها حكومة الاحتلال لاجتياح رفح؟علماء فلك يحددون موعد عيد الفطر لعام 2024برلمانيون بريطانيون يطالبون بوقف توريد الأسلحة إلى إسرائيلالصحة تناشد الفلسطينيين بعدم التواجد عند دوار الكويتي والنابلسيالمنسق الأممي للسلام في الشرق الأوسط: لا غنى عن (أونروا) للوصل للاستقرار الإقليميمقررة الأمم المتحدة تتعرضت للتهديد خلال إعدادها تقرير يثبت أن إسرائيل ترتكبت جرائم حربجيش الاحتلال يشن حملة اعتقالات بمدن الضفةتركيا تكشف حقيقة توفيرها عتاد عسكري لإسرائيل
2024/3/28
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

ما عدنا نحتمل بقلم: احمد محمود سعيد

تاريخ النشر : 2016-07-24
ما عدنا نحتمل بقلم: احمد محمود سعيد
ما عدنا نحتمل
حيث ان للإنسان طاقة إحتمال على الصبر كبيرة جدا ولكنها تتناقص مع مرور الأيّام فهي تبدأ صغيرة في الطفولة وتكون في اقصى درجاتها عند الشباب وتصغُر مع التقدُّم في العمْر وذلك بسبب ما يعتري الجسم من مرض ووهن ولكثرة تراكم الضغوط النفسيّة والماديّة والخارجيّة واهمها عدم قدرة الأوردة والشرايين والقلب على ضخ نفس الكميّة من الدم لكل انحاء الجسم بنفس الكميّة والتوزيع الذي اعتاده سابقا .
وقد يكون للعادات الشرقيّة التي تطبّعنا بها الأثر الكبير في ذلك خاصّة نظرة الغيرة والحسد والحقد وحب الإنتقام ممّا يجعل الفرد يتمتّع بصفات الأنانيّة وحب التملُّك حتّى في العائلة الواحدة كما يحصل احيانا في قضايا الميراث والتمييز بين الذكور والإناث والكبير والصغير والموجود والغائب والطيِّب والشرِّير وغير ذلك ولعلّ ذلك بسبب عدم إيمان الفرد بالعدالة الإلهيّة في توزيع الخيرات والموارد على الناس واستقواء القويِّ على الضعيف والغنيِّ على الفقير وتسلُّط الحاكم على المواطن والسبب الأساس في ذلك هو غياب الديموقراطيّة عن مجتمعاتنا الشرقيّة بل احيانا سيادة الدكتاتوريّة فيها كما ان اسلوب الحياة والتربية التي نمارسها مليئة بالأخطاء والعادات السيِّئة وإدِّعاء الفرد انّه عالم بكل شيئ تلعب دورا في قدرة احتمالنا .
لم تعد المؤهلات والمهارات والخبرة في العمل وحسن السيرة والسلوك في الخدمة والإبداع والقيمة الإضافيّة لعمل الموظف وقدرته على المبادرة وخدمة وطنه حتّى ودوره في ديوان الخدمة المدنيّة أيُّ إعتبار لذلك في الحصول على حقِّه في التعيين او العلاوات او الترفيع وكل ذلك يولِّد في نفسه الإحباط وعدم الأمان الوظيفي ويزعزع قدرته على الإحتمال وتحمُّل اعباء الحياة وهمومها .
أمّا ما تمارسه الحكومة من إجراءات وإصدار قوانين وتعليمات تمس بحياة المواطن فهي كابوس ليس له نهاية واهمُّها الفجوة بين رواتب الدرجات العليا مقارنة بأقرانهم من الموظفين الآخرين فهي لوحدها تهدم دولا وتقتل شعوبا والنقطة الأخرى ان المواطن بالرغم من عدم قدرته على التحمُّل بات يخشى ان يتمنّى الموت لأن رسوم الدفن اصبحت اربعمائة دينار وهي اكثر من الحد الأدنى للأجور الشهريّة للعامل الحيّْ أي ان الميت وابنائه إن كانوا لا يملكون أجرة الدفن فسيتخلّصون من ميِّتهم بالقائه في حاوية قمامة او يحرقونه إن كان يسمح الشرع بذلك بالرغم من ان مقابر المسلمين يندى لها الجبين فالأشواك والحشرات والزواحف تكسوها .
كذلك بالرغم من عدم وجود الآمان الوظيفي للموظّف لجأت الحكومة الى إحالة عدد كبير من الموظفين لبلوغهم سن الستين من العمر دون النظر الى مدى حاجة التخطيط والتنمية في البلد لإكمال الملفات التي يتابعونها مع الإشادة في العدالة بتطبيق هذا القرار كما ان الدولة يجب اعتبار ازدياد العمر المتوقّع لعمر الفرد عند الولادة الذي يصل الآن لحوالي خمس وسبعون عاما ويجب اخذ ذلك عند التخطيط للتنمية المستدامة في البلد فالعبث في هذا الموضوع يقلِّل من قدرة احتمال المواطن على الحياة خاصّة ان الموظّف يعيش في المجهول آخر سني وظيفته ولا يعرف متى يتقاعد وهل سيمدد له ام لا حيث تلعب مزاجية مديره او وزيره او تعليمات الرئاسة الدور الرئيس بذلك .
كما أنّ تلاعب الحكومة باسعار المواد المعيشيّة خاصّة الأساسيّة منها دون زيادة في مداخيل المواطنين كمواد الطحين والعلف والحليب واللبن والأرز والسكّر والوقود والكهرباء والماء ورسوم المدارس والجامعات والعلاج الطبّي (فهل يُعقل ان تكون اجرة السرير في غرفة الإنعاش مع لوازمها لا تقل عن الف دينار بالليلة الواحدة ) مما يزيد من اعبائه المعاشيّة وتقلل من قدرته على التحمُّل ويجب ان تكون هناك موادّا بديلة باسعار تناسب شرائح مختلفة من المجتمع ودخولهم وان تكون جميع المواد خاضعة للمواصفات والمقاييس الأردنيّة والدوليّة المعمول بها .
إضافة للتخبُّط في القرارات التي تتخذها الحكومة في موضوع العقارات والإنشاءات والإسكان ورسوم ترخيص المركبات ونقل ملكيتها كما ان عجز الحكومة التام في التخطيط لحل مشكلة المرور في المدن الرئيسة يسبِّب اكبر همِّ للمواطن وعجزها في موضوع الشركات المساهمة العامّة والخاصّة إضافة لموضوع الفشل في تشجيع الإستثمار والذي أدّى الى خروج الكثير من الإستثمارات والشركات الصناعيّة الكبيرة ونقل مراكزها الرئيسة الى خارج المملكة كما ان الفشل في دعم القوّة الشرائيّة للسوق المحلّي مما سبّب خسائر كبيرة للتجّار وعدم القدرة على الشراء لدى المواطن .
وكثيرة هي المواضيع التي ولّدت عدم الثقة بين المواطن من جهة وكل من الحكومة والبرلمان من جهة اخرى ممّا سبّب القهر والإحباط للمواطن وافقدته القدرة على التحمُّل والتفكير السليم .
امّا على الصعيد الخارجي فإنّ تخاذل معظم القيادات العربية والفلسطينية تجاه القضية الفلسطينيّة والجرائم الإسرائيليّة إضافة لما يجري من مجازر وحروب في كل من سوريا والعراق واليمن وليبيا والسودان ولبنان وغيرها يُدمي القلوب ويؤجِّج عقول ونفوس الشعوب على حكّامها ويقلِّل من قدرتها على التحمُّل .
وما يقلق الناس ويكاد لا يُبقي او يذر من قدرة الفرد العربي على التحمّل ما يراه من جرائم التكفيريون الخوارج والمسلّحين اللذين يتستّرون بالإسلام بينما جميع الأديان منهم براء في حين دول كبرى وغنيّة تدعمهم وتمكنهم من الإمتداد والتوسُّع والحصول على مصادر تمويل مختلفة .
وجزء آخر من عدم القدرة على التحمُّل هو الوضع الأسري حيث نرى توسُّع شريحة العونسة بين صبايا الوطن العربي وفتياته وكذلك ارتفاع سن الزواج عند الشبّان ذكورا وأناثا بحجج كثيرة منها عدم التعارف كفاية او عدم حصول حالة الحب مسبقا او ارتفاع المهور وكلفة الزواج او عدم التكافؤ الإجتماعي ممّا زاد من نسبة حدوث واقعة الطلاق او الإنفصال المبكِّر بشكل كبير وأثر ذلك على الإستقرار الأسري وعلى تربية الأطفال وتعليمهم مستقبلا .
كما ان إنشغال الزوج بالبحث عن عمل او بهمومه المختلفة وغيابه الطويل عن العائلة والبيت وقلّة المال بين يديه لأنّه يعمل بشرف وأمانة يزيد من توتُّر المرأة وزيادة نوبات نكدها وعصبيّتها مما يزيد من توتُّر الرجل وفترات الجفاء بين الزوجين ويقلِّل من تركيز أيِّ منهما في عمله ممّا يزيد من اخطائه ويقلل من دخله , وعلى الزوجان الإبتعاد عن بعضهما لفترات متكررة لإستبدال حالة الجفاء الى حالة من الود والشوق استمرارا لحياة زوجيّة مستقرّة دون نكد او عصبيّة أو جلطات قلبيّة او دماغيّة او امراض اخرى مستعصية على الشفاء لا سمح الله خارجة عن قدرة اي من الزوجين على الإحتمال والتحمُّل .
حمى الله الأردن ارضا وشعبا وقيادة من كل مكروه وحمى رجاله ونسائه من اي نكد وتذمُّر وزاد من قدرتهم على تحمُّل اعباء الحياة وضغوطاتها .
احمد محمود سعيد
البناء الأخضر للإستشارات البيئيّة
[email protected]
24/7/2016
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف