الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/26
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

أثَرُ الطيّب، زرع طيّباً فكان وريث السّكِينْة! ..بقلم: ياسين عادل خضر

تاريخ النشر : 2016-07-24
أثَرُ الطيّب، زرع طيّباً فكان وريث السّكِينْة! ..بقلم: ياسين عادل خضر
أثَرُ الطيّب، زرع طيّباً فكان وريث السّكِينْة!

فإن زرعت طيباً تذوقت الراحة في عُمق التعب، تربية فِطرية على الأخلاق القويمة، الوطن ومن ثم الوطن ومن بعده الوطن، فكانت العُقبى أن الوطن إرثاً لأهله وليس لمن حكمهم، عندما يتجرّد العُلماء من تفوقهم، ويغدو الجاهل زميلاً لهم في الميدان لأجل الوطن، عندما ينسى المتدينين اختلاف الشرائع وتنوّع المذاهب ويبدون رصّاً واحداً، عندما تتوحد الأطياف المتنوّعة، المسلم، المسيحي، اليهودي، والكتابيّون... عندما يلتئم شمل الفُرقاء منذ زمنِ طويل، المفكرون، السياسيون، العلمانيون، والأدباء والأقل علماً من أجل مصلحةٍ واحدة لأجل هدفهم الأسمى، يكون التحضّر على أصله، ويعلم الجميع أن لا شيء يصدّ بُنياناً مُتكافئ القوّة في حُب الوطن، هُنا تقف الكلماتُ إجلالاً لأولئك الذين اتّحدوا من أجل حُبِّ واحد، واجتمعوا لأجل الانتماء، والانتماء فقط.

عظيم الانتماء في الأرض العُثمانية أوقى قلوب أحفادها صدأ الدُنيا وغَلبَة المنصب والسُّلطة، فكان الجميع للخطأ رادعاً، وكان الجميع للخلافِ مُخالفاً، والوطن ومن ثم الوطن ومن بعده الوطن كانت شريعة الجميع هُناك، والعجيب أنني لم أرَ في حياتي شعباً يقف على كلمةٍ واحدة، بل وكان على أهبةٍ مُساندةٍ لها ومُستعداً لخوض الكثير وبذل الأكثر من أجل تحقيقهاً، سأكثر من (حُب الوطن) هُنا، فالأمثلة في صرحٍ مثله باتت مُهترئة، قديمةً وعفى على حضورهاً عصر الانقلابات هذا.

فمنذ كتَبَ الله لصرختي أن تعلو في رحب هذه الدُنيا كُنت أسمع بتاريخ العُثمانية وتاريخ العرب، كان الجميع يُحدثنا عن التاريخ، ولم يكن حاضرَنا مثالاً يُمكن الاستعانة فيه كي نشعر بالفخر ونبدو أقرب إليه، التاريخُ كلمةً لها فخرها ووقعها المُهيب، ولكن أين العزة التي نشعر فيها في الحاضر إن لم نُطبق فيه امتداداً لذلك التاريخ المُشرّف؟!

حضور السياسة ونقمة المفاهيم الحديثة غيّب الفطرة عن المُعترك، وأورد الإسلام والتاريخ العربي صُندوقاً مُحكمٌ إقفاله، وترك مهمة سِجنه لأبنائه العرب، الذين حققوا قمماً لم ينل شرف الوصول إليها الأغراب في هدم الدين وإخفاؤه، وبدا كُل شيء عند العرب أن الدين خاطئاً وأن حُكمه سبباً للتخلف الذي أبقتنا فيه رجعية العرب الحديثون وهم لا يعلمون، والسياسة عندهم هي الصواب الذي يقودنا نحو الازدهار والتقدم (الوهم) الذي أتقن رسمه لنا سياسيو الغرب!، ولكن ما رأيته في هذا العالم العربي، يُثبت أن من يُكنى بالعربي الآن لا يمت بأي صلةٍ أو أدناها لذلك العربي في كُتب التاريخ، كُل شيءٍ في بلاد العرب اليوم أصبح بمثابة اداةٍ لإرضاء الهوى الغربي، والتاريخ يقول لنا أن العرب حكموا العالم يوماً، كانت شريعتهم قانون العالم، والإسلام الذي كُرّموا به ويرفضوا حكمه الآن قد كان وما يزال نظاماً عالمياً ناجحاً، في السياسة، والاقتصاد، والاجتماع، وفي كُل مناحي الحياة، فالإٍسلام نظاماً يشمل الفرد والأسرة والعائلة والمجتمع وصولاً إلى العالمية، ولكن المستشرقون قد نجحوا في رسالتهم للأسف!

فبات عصر الانقلاب على الدين حديث الساعة المُخزي، مَنّ الله على العرب مرةَ أخرى، واهداهم حكم الإٍسلام من جديد، ولكن الذين طُبع على قلوبهم الكره والحقد على الإسلام لم يرتاحوا، بل لم يكن حُكم الإٍسلام مُرضياً للغربيين، فاتخذوا قراراً بتغيير نظام الحكم في دول العرب!، (يا سلام ؟!)، فبتنا بعصر الانقلاب على الدين، والتغنّي بثورة الشيطان على الحق.

كُلنا يعلم ما حدث في البلاد العربية، وجميعنا يعلم ما حدث قريباً في وريثة الدولة العثمانية (تُركيّا) الإسلامية الديموقراطية، حاولوا قمع حكم الإٍسلام عندما مكّن الله الحاكم المسلم من الرئاسة، ولكن من الذي صد هذا القمع؟!، إنه الشعب الطيّب، بتنوع ثقافاتهم، أديانهم، طوائفهم، أخلاقهم، معتقداتهم واعمارهم أيضاً، وقف الشعب التُركي أمام الإنقلاب على شرعية رئيسهم المسلم، والمؤلم حقّاً أن العرب لم يحفظوا ماء وجههم في الحفاظ على إٍسلامهم وشرعيته أمام حفاظ دولة أوروبية على حاكمها المُسلم!

اثنين وعشرون عاماً لم أشهد في حياتي موقفاً كما موقف العُظماء أحفاد الدولة العُثمانية، بفكرهم، حبهم لوطنهم، وانتمائهم الغير طبيعي للرئيس أردوغان، التفافهم الغريب حوله، كيف لأردوغان أن يستنهض شعباً كاملاً، بل أمةً كاملةً عن طريق مكالمة سكاي بي، لم أشهد مثيلاً لموقف كهذا في حياتي، لم أشهد التفاف الجماهير الواسعة على متنوع الفروقات بينهم حول رئيسهم الطيّب، ولا حبهم وانتماؤهم الوطني، حقاً أيها الشعب التُركي، أنت تستحق التقدير والاحترام، حتى لو رصت نفسها الحروف بأبهى حُللها لن تستطيع وصف جرأتك ومتانتك وطيب معدنك العُثماني، أفخر بكوني مسلم مثلكم، وأفخر بالرئيس التُركي المسلم رجب الطيّب أردوغان.


لكاتبه: ياسين عادل خضر
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف