الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/26
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

ما بين الحسين وعبد الله ..بقلم:محمد نجيب الشرافي

تاريخ النشر : 2016-07-24
ما بين الحسين وعبد الله ..بقلم:محمد نجيب الشرافي
ما بين الحسين وعبد الله

محمد نجيب الشرافي

لم يخطر ببال عالم الاثار الامريكي جيمس هنري أن المنطقة التي سماها " الهلال الخصيب "ستصبح يوما بحيرات من الدم المسفوح من اجساد الابرياء , بدءا بجسد الحسين رضي الله عنه الذي قطعت رأسه الشريفة ورفعت على أسنة الرماح وسط تكبيرات الله أكبر وداست حوافر الخيل جسده الطاهر ..مرورا بقتل محمد الدرة واحراق محمد ابو خضير , وليس انتهاءا بجسد عبدالله عيسى النحيل والمثقل بأمراض مزمنة ..

ما بين الشهيدين الحسين وعبدالله تشابه غريب رغم الفارق الزمني البعيد ,القتلة في الحالتين كانوا يكبرون بما يشير إلى انتصار سماوي حققوه.

لم يشفع للحسين نسبه الى الرسول ولا شفع للطفل الذبيح جسده المنهك بأمراض مزمنة , ولا جنسيته الفلسطينية التي تحظى بعطف استثنائي ولجأ إلى تلك البلاد مكرها  .

في كلتا الجريمتين كانت براءة القتيل تضاعف متعة القاتل , وهول الجريمة  لا يمكن اعتبارها عقابا ولا ردا ولا هي عفوية , بل جريمة خالصة ارتكبت عن سابق تصور وتصميم لاشاعة القلق وتعميم الذعر وكسر الارادات وإشعار الناس أن لاسقف يحميهم وأن من حق القاتل اصطياد من يشاء وفي أي مكان يشاء وأن ينهي حياة فريسته كيفما شاء .

ما اقسى أن تكون فلسطينيا ! ما افظع أن تكون لاجئا في بلاد الغربة ,وما اوجع أن تُذبح شوقا لوطنك أو أن تذبح بسكين الدين الذي تنتمي إليه .

لم يسمع القاتل نواح أمه وتوسلاتها ولا لسعته حرارة دموعها, ولا أقام وزناً لحكام  شعبه , ليضاف دمه الطاهر إلى بحيرة الدم المفتوحة في الضفة وغزة .وكأن قدرنا أن نصحو كل يوم على صورة موغلة في قسوتها , تكتنز بدلالات التوحش الانساني , تنثال منها معاني الحقد والقبح والكراهية..

صورة طفل لم يبلغ الحلم بعد قطعت سكاكين " المجاهدين جدا " رقبته من الوريد الى الوريد في مشهد يبعث على الرعب ..رعب ليس من المصير ,ولكن من جرأة البشر على قتل البشرالتي فاقت وحشية الذئاب , وبشاعة الطريقة في القتل "متسلحين" باسم الله ورافعين رايته وكتابه المقدس.

لو أمسك الرسول صلى الله عليه وسلم برقبة من طعن عمه حمزة ما فعل فعلتهم .

ولو جيئ بمن قتل حفيده ما تجرأ على دمهم دون وحي من السماء .

الصورة البشعة اصابت المسلحين الاسلاميين في مقتل , وعرّت كل معاني القبح التي كانت تستتر تحت ركام عبارات  رصفها الملتحون في حلب تحت شعار الدين .

لم تكن الصورة في الجانب الاخر من الهضبة المحتلة , ربما لان القتلة بدلوا دينهم . صار كل مسلح قاضيا يحمل سكينا , كل مسلح له دين غير الذي نعرف وإله غير الذي نعبد .

إذا كان قدر البلابل  أن تكون مغردة أو ذبيحة في بلاد فيها من يحترف القتل فالعالم يحتاج إلى حلول عاجلة لقطع شرايين الحقد والكراهية التي انتجت حركات اسلامية متعطشة للدماء أكثر من تعطشها للدين .

 الصورة وصلت الذين يدعمون القتلة بالمال والسلاح , ولعلهم يظنون أن عبدالله عيسى انتحر ليرمي برأسه الذبيح في وجه عالم مفترس ,وفي وجه مهرج إسمه الضمير العالمي الذي مازال يقف متفرجا , وفي وجه كل من يتقاعس عن بذل ما يجب لوقف المذبحة المفتوحة على الارقام القياسية في عدد القتلى والجرحى والاسرى والبيوت المدمرة .

وما يبعث على الحزن أن لهذا العالم ذاكرة تنسى سريعا . فغدا سيضجر من جثة عبدالله عيسى ويقلب الصفحة , مثلما فعل بعد قتل الدرة وإحراق أبو خضير. لهذا لا بد من الاحتفاظ بالجثة حاضرة وليتها تؤخذ ساخنة إلى مجلس الامن لتذكر العالم بنهر الجثث المتدفق داخل فلسطين وخارجها واتخاذ قرار ما لوقف الانهيار .. وليتها تحضر إلى الوطن لتصفع المتحاورين على المصالحة  المرهونة برواتب الموظفين وفتح المعابر ؟ 
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف