الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/26
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

من "يا نقب كوني ارادة" الى "يا ابو هادي خليك هادي"بقلم : حمدي فراج

تاريخ النشر : 2016-07-24
من  "يا نقب كوني ارادة" الى "يا ابو هادي خليك هادي"بقلم : حمدي فراج
معادلة  

 من : "يا نقب كوني ارادة" الى "يا ابو هادي خليك هادي"   22-7-2016

بقلم : حمدي فراج

     رحل صلاح عبد ربه الذي عرف كيف يرد على اسحق رابين الذي افتتح سجن النقب وزج فيه بعشرة آلاف معتقل اداري لكي يكون مقبرة الانتفاضة الاولى ، حين ومضت في رأسه فكرة ان وضع كلمات اغنية قيمتها الفعلية ان يؤديها المعتقلون في وقت واحد ووقع واحد : يا نقب كوني ارادة / كوني مجدا وريادة / كوني سيفا ، كوني درسا من دروس الانتفاضة . فهزت اركان المعتقل وتجاوزته الى الى حدود الوطن .

   هكذا كان صلاح عبد ربه ، يهتم بالاشياء الصغيرة وجزئياتها الدقيقة ، مثلما يهتم بالقضايا الكبيرة ، عندما يشعر بالعجز والمحاصرة ، لا يعرف اليأس اليه طريقا ، متسلحا بنظرية صلبة لا تعرف المهادنة او المساومة ، ومنذ البواكير وجد نفسه لاجئا ، فالتحق بحركة القوميين العرب ، ما قاده الى السجن المبكر ، وهناك انكب على الدرس والعلم الثوري وسرعان ما ذهب لتأسيس مركز شباب الدهيشة الاجتماعي وتنظيم المظاهرات والاعتصامات ضد قرارات التقليص التي انتهجتها الوكالة اواسط السبعينيات . ثم أسس فريق "عد" الرياضي بالتوأمة بين مخيمي عايدة والدهيشة ، واستطاع هذا التوأم ان يتبوأ مواقع متقدمة على الصعيدين الثقافي والرياضي ، وهي الحالة التي لم يستطع المخيمان فرادى الوصول اليها حتى يومنا هذا. ووضع صلاح شعارا غنائيا لهذا الاتحاد بعناون "شراعنا عدّنا ، واحنا له سفينة / نشامى هزوا الشبك ، خلي المينا يلاقينا / لو عكا بتخاف البحر ما كانت يوم مدينة " ، وكان بمجرد وصول الفريق الى ارض الملعب حتى تصدح جنباته بهذا الغناء العميق .

   كان لديه بوصلة واحدة يحتفظ بها في تلابيب قلبه ، الذي انقلب عليه مؤخرا وانفجر . "عودة اللاجئين" . فسارع بعد اوسلو الى عقد مؤتمرات اللاجئين في مخيمات المحافظات المختلفة بما في ذلك مخيمه الذي احبه كما لو كان وطنا مؤقتا .

   في المؤشر الثاني من البوصلة ، كان يعرف ان مادة الثورة والعودة والنصر ، هم الفقراء ، ولهذا انتمى اليهم قولا وفعلا ، ولهذا يرحل اليوم فقيرا "كما خلقتني يارب" ، لم يغتن ، لم يتكسب ، لم يتملق ، لم ينحن ، وحذّر من ان تقويض حق اللاجئين سيمهره لاجيء ابن لاجيء ، بل ومن غير المستبعد ان يكون من سكان المخيم ، أي مخيم . فانفجر الشريان الثاني .

  عشية رحيله ، حضر ابراهيم ابو لبن ، شاب في مقتبله ، الى خيمة التضامن مع الاسير بلال الكايد ، ومعه عوده ، وغنى لنا اغنية "

يا ابو هادي خليك هادي وخلي الافندية تعيش / خليك عادي اوعى تعادي ، خلي الكيف على الكورنيش / عربك ما بدهم كرامة ، ولا بدهم هامة وقامة ، بدهم منك هـ العمامة ،  وتحت العمامة درويش " ، وعندما استفسرت منه عن كاتب كلماتها قال : صلاح عبد ربه .

، لا احد يستطيع تخيل مخيم الدهيشة بدون صلاح عبد ربه ، و الان اصبحت في ذمتنا ، نحن الاحياء ، " الموتى بلا قبور ، و الاحياء الذين يحفرون قبورهم بأيديهم وهم لا يدرون ، قبور الثورة بلا ثقافة والثقافة بلا بثورة" . و عزاؤنا ، انك اينما يممت وجهك رأيناك في وجوهنا .


 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف