الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/26
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

ثــورة يــولـيـو فـي مـصــر بقلم:حسن زايد

تاريخ النشر : 2016-07-24
ثــورة يــولـيـو فـي مـصــر بقلم:حسن زايد
ثــورة يــولـيـو فـي مـصــر

بــقــلـم / حـســــن زايــــــد

 

لا يتعين علي الأجيال الحاضرة أن تغفل ، وهي تنظر إلي ثورة يوليو 1952 م ، أن هذه الثورة حين اندلعت في مصر ، لم تندلع في الفراغ . وإنما اندلعت في مجتمع . هذا المجتمع لم يكن تلك الجنة الغناء ، التي دخلها شياطين الثوار ، فأفسدوها ، وجعلوا أعزة أهلها أذلة . ومن ثم فإنه يحق لكل من هب ودب أن يصب عليهم اللعنات ، وأن تنتهب أجسادهم نصال السهام المطلقة عليهم من كل حدب وصوب . وإنما اندلعت الثورة في مواجهة نظام سياسي اقتصادي اجتماعي فاسد . فالنظام الملكي ـ الذي يتذكره البعض بخيراته علي سبيل الكيد والنكاية ـ كان نظاماً فاسداً بكل المقايسس . ويكفي أن تقرأ المذكرات الشخصية لبعض أعضاء الأسرة المالكة أو العاملين في البلاط الملكي أو وزراء هذا العصر حتي يُزكم أنفك رائحة الفساد الطافح . ومن الطبيعي في ظل الإحتلال أن يكون النظام السياسي تابعاً ، وقد كانت مصر محتلة من المملكة المتحدة ، والسياسة المصرية تابعة لسياسة التاج البريطاني . أما الفساد في الجانب الإقتصادي فتمثل في النظام الإقطاعي الذي كان يقوم علي الإقطاعيات الزراعية الكبيرة ، التي اعتمدت علي استعباد الفلاح المصري . ولم تكن هناك صناعة ، ولا سياحة ، ولا خلافه . وكانت محصلة الإقتصاد المصري هي أن تصب خيراته في جيوب مجتمع النصف في المائة . وقد كان من نتاج فساد النظام السياسي ، وفساد النظام الإقتصادي ، بؤس وتخلف النظام الإجتماعي الذي كان سائداً . ويكفي أن المشروع القومي في مصر فيما قبل الثورة كان هو مشروع مقاومة الحفاء . بخلاف الأمية الأبجدية التي كان غارقاً فيها المجتمع من أخمص قدميه حتي منبت الشعر من رأسه . ولا نقول أن ثورة يوليو كانت ثورة بالمعني السياسي المصطلحي ، وإنما بدأت بحركة الضباط ـ يمكنك أن تقول بأنها حركة انقلابية ضد نظام الحكم القائم ـ إلا أنها لم تكن منفصلة ـ لا عضوياً ولا معنوياً ـ عن تطلعات المجتمع المصري . وتاريخياً لا توجد ثورة ـ ومن بينها ثورة يوليه ـ قامت لتحافظ علي الأوضاع القائمة ، أو تبقي عليها . وإنما الثورة تجيء لتغيير الأوضاع القائمة لما يمكن تصور أنه الأفضل وفقاً للثوابت والمتغيرات المحلية والدولية القائمة . ولا يختلف أحد علي أن يوليه قد أحدثت تغييرات جذرية هائلة في المجتمع المصري . وكل ثورة بما تحدثه ـ كحتمية تاريخية ـ من تغييرات ، لابد وأنها تتصادم وتتناقض ، مع أصحاب الأهداف والغايات المغايرة ، الذين يضارون حتماً من التغيير الثوري . سواء كان ذلك علي مستوي الأفراد أو الجماعات ، أو علي مستوي المجتمعات أو الدول ، أو علي مستوي التكتلات الدولية . فقد كانت ثورة يوليه ثورة عالمية ، كان لها امتداداتها الإقليمية ، والدولية . ومن هنا فإن حديثي إلي الأجيال الحاضرة ممن لم يعش هذه الفترة ، وتقتصر معرفته علي ما يعرفه من خلال القراءات  في كتابات من عَنَّ له أن يكتب عن هذه الثورة ، يقتصر علي تنبيهه إلي أن بعض هذه الكتابات محكوم بالظروف التي عايشها الكاتب ، وموقعه من هذه الأحداث ، وهل هو منتفع أم مضار ، أم محايد ؟ . وأنه من الصعب الآن الحكم علي ثورة يوليه بمعايير اليوم ، بمنأي عن الظروف الموضوعية التي قامت فيها الثورة . وأن هذا ليس معناه حبس ثورة يوليه في وعاء الزمان والمكان دون أن تتخطاهما باعتبارها حدثاً منفرداً ، أو ظرفاً استثنائياً ، عن مجري التاريخ المصري الممتد ، فهي في النهاية ثمرة لما قبلها ، أفضت إلي ما بعدها . فهي الإبنة الشرعية لثورتي عرابي وزغلول ، والأم الشرعية لثورتي يناير ويونيه من صفحات التاريخ المصري المديد .

حــســــن زايــــــــد

 
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف