الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/24
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

مخيم حندرات - مخيم الشهيد عبد الله عيسى بقلم علي بدوان

تاريخ النشر : 2016-07-24
مخيم حندرات - مخيم الشهيد عبد الله عيسى بقلم علي بدوان
مخيم حندرات - مخيم الشهيد عبد الله عيسى

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

بقلم علي بدوان
كاتب فلسطيني*

في زمنٍ مضى، كان مخيم حندرات معبراً لي بشكلٍ أسبوعي باتجاه كلية المشاة العسكرية في حلب، أثناء خدمتي العسكرية، حين كنت أتبع دورة ضابط مجند اختصاص مشاة ميكانيكية. 
ففي شهور تلك الدورة العسكرية التسعة، كنت اسبوعياً على موعد مع المرور من مخيم حندرات باتجاه بلدة المسلمية حيث تقع كلية المشاة العسكرية وبالقرب منها بلدة مارع في ريف حلب الشمالي.
كان مروري من مخيم حندرات، فرصة لإلتقاط انفاس اليرموك، وعموم مخيمات وتجمعات شعبنا فوق الأرض السورية، بدءاً من الإطلالة على حندرات (المخيم) أثناء مرورنا بسيارات (الزيل) العسكرية الروسية العائدة للجيش السوري، حيث تَنشّدُ أبصارنا لبيوت ومنازل المخيم الموشومة جدرانها بالشعارات والخرائط الوطنية والقرى والمدن الفلسطينية، وبصور الشهداء، وبأعلام مدارس وكالة أونروا.
مخيم حندرات، واحد من تلك المخيمات الفلسطينية في سوريا التي تعرضت لنكبة جديدة عندما غادره جميع مواطنيه منتصف نيسان/ابريل 2013 بإتجاه التشرد والضياع في مناطق مدينة حلب المختلفة حيث أقيمت لهم على عجل مساكن مؤقتة في المدينة الجامعية، بينما ذهب بعضهم نحو بعض القرى بعد المعارك الطاحنة التي حرقت الأخضر واليابس، ولم تترك الناس في حياتهم العادية، وقد هجره كامل سكانه تقريباً بعد أن قَدَموّا في اليوم من الخروج منه خمسة عشر شهيداً وعدداً كبيراً من الجرحى نتيجة الإشتباكات. 
يقع المخيم شمال شرقي هضبة حلب، وعلى الطريق المؤدي للمسارب المتجهة نحو تركيا، وعلى مرتفع صخري، وعلى مسافة ثلاثة عشر كيلومتراً عن وسط المدينة يقع مخيم (حندرات) للاجئين الفلسطينيين أو مخيم (عين التل) أبعد مخيم فلسطيني في سوريا عن أرض فلسطين، فيما بعض المخيمات الفلسطينية الواقعة في ريف دمشق ومنها مخيم (خان الشيح) تُبعُدُ أقل من (40) كيلومتراً عن حدود فلسطين الشمالية عن الوطن الأم سوريا.
مخيم حندرات، أو مخيم (عين التل) ومواطنيه من لاجئي فلسطين عاش ظروفاً صعبة، في ظل الأزمة الداخلية في سوريا وبالأخص منها مايجري في مدينة حلب، حالة صعبة مع إستمرار الأعمال العنفية والعسكرية على محيطه وحتى داخل بعض أحياءه قبل أن يُغادره كامل سكانه، وقد سقط عدة عشرات من أبناء المخيم شهداءاً في معركة لاناقة لهم ولا جمل، حاله كحال معظم المخيمات والتجمعات الفلسطينية فوق الأرض السورية.
أقيم مخيم حندرات عام 1962 حين إستأجرت الهيئة العامة للاجئين الفلسطينيين العرب في سوريا من الحكومة السورية أراضي (تل حندرات) وعلى مساحة تقارب (200) دونم، ووزعتها على اللاجئين الفلسطينيين المنتشرين في بعض القرى والبلدات الحلبية مثل قرى (تل رفعت) و (منبج) و (الباب) و (إعزاز)، ولتخفيف الإكتظاظ عن مخيم النيرب الواقع إلى الجنوب الشرقي من مدينة حلب. ويقدر حالياً عدد اللاجئين الفلسطينيين في المخيم وفق معطيات وكالة هيئة الأمم المتحدة (الأونروا) بنحو (6000) لاجىء فلسطين، فهو أصغر المخيمات الفلسطينية في سوريا تقريباً من حيث عدد السكان، بينما تشير مصادر الهيئة العامة للاجئين الفلسطينيين العرب في سوريا بأن عدد سكان مخيم حندرات يقترب من (8000) لاجىء فلسطيني.
يعود معظم سكان المخيم في أصولهم الفلسطينية إلى قرى تتبع مدن حيفا وصفد وعكا بشكل رئيسي في فلسطين المحتلة عام 1948، مثل قرى وبلدات : كفرلام، إجزم، عين غزال، الزيب، طيرة حيفا،جبع، ترشيحا، النهر، البروة (بلدة الشاعر محمود درويش)، أم الزينات، الطنطورة، قنير، الغابسية، الشيخ دنون، وقرى سهل الحولة (الزوية والخالصة) وقرية حطين قضاء طبريا... وغيرها.
تشرف وكالة هيئة الأمم المتحدة (الأونروا) على المخيم من النواحي الثلاثة الإغاثة الإجتماعية والصحة والتعليم، بالرغم من عدم إعترافها به كمخيم مثل مخيم النيرب في حلب على سبيل المثال. وقد نجحت وكالة الأونروا في تشييد وحدات سكنية قبل عدة سنوات لإيواء عشرات العائلات من أبناء المخيم، كما نجحت في رسالتها التعليمية على وجه الخصوص. 
مخيم حندرات، لحق بمن سبقه من مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في سوريا التي بات معظم سكانها ومواطنيها مهجرين ومنتشرين على قوس واسع، كمخيم اليرموك ومخيم درعا ومخيم السبينة، فيما الأخطار تحيق بعدد أخر من المخيمات والتجمعات الفلسطينية فوق الأرض السورية ومنها مخيم (خان الشيح) الواقع في ريف دمشق، ومخيم النيرب قرب مدينة حلب.


 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف