الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/24
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

إسرائيل تقرع طبول الحرب... وسورية جاهزة للمواجهة!!بقلم:د. خيام الزعبي

تاريخ النشر : 2016-07-24
إسرائيل تقرع طبول الحرب... وسورية جاهزة للمواجهة!!بقلم:د. خيام الزعبي
إسرائيل تقرع طبول الحرب... وسورية جاهزة للمواجهة!!

الدكتور خيام الزعبي

هذا ليس تصعيداً إعلامياً عبر وسائل الاعلام ومواقع التواصل الاجتماعي ، بل ان دلالات مظاهر ومواقف إسرائيل على القيام باستعداداتها لشن حرب واسعة على سورية واضحة ولم تعد تخفى على أحد، بعد ان فشلت ويئست من مخططها الإرهابي إثر هزيمتها في سورية، فدفعت عميلها أردوغان الى إصلاح وإعادة العلاقات الدبلوماسية معها والى فتح الحدود أمام المرتزقة المتطرفين للحاق بقافلة الجهاد في سورية ، في خطوة من شأنها إعادة ترتيب الأوراق من جديد كي يتفرغ هذا الحلف "الإسرائيلي التركي" ومن ورائه دول الغرب للإستعداد للحرب ضد سورية، الذين  بذلوا كل ما في وسعهم وجنّدوا كل ما يملكون وعلى كل المستويلت وراهنوا على الإنتصار بقوتهم المصطنعة (داعش) وأخواتها على سورية، وهذه المحاولة وفشلها يطرحان مجموعة من الأسئلة التي تستحق التوقف والمناقشة تبدأ بالسؤال: هل هناك حرب وشيكة على سورية؟ .

مرة أخرى، تنجح الأزمة في سورية في حجب أنظار السوريين عما يحضَّر أمريكياً وإسرائيلياً بالنسبة إلى سورية، خصوصاً من خلال ما تعدُّه مراكز الأبحاث والدراسات الإسرائيلية، والتي تتضمن أكثر من "سيناريو" لحروب إسرائيلية محتملة على سورية، مع شرح تفصيلي لكل منها، إضافة إلى خرائط ولوائح بالأسلحة الممكن إستعمالها، ففي الأشهر القليلة الماضية شهدت نقاشات كثيرة حول تزايد التوترات بين سورية وإسرائيل، فيما حذر شاؤول موفاز رئيس لجنة الخارجية والأمن في الكنيسة الصهيوني من إندلاع مواجهة عسكرية مع سورية، وقال في لقاء مع الإذاعة العسكرية الإسرائيلية إن التهديدات إزدادت على إسرائيل وهناك إحتمال بأن تحاول سورية إشعال النار في المنطقة من خلال مواجهة مع إسرائيل، وتوقع موقع "ديبكا" الإسرائيلي إندلاع حرب بين سورية وإسرائيل في الفترة القريبة، وقال الموقع في تحليله أن التصريحات الصادرة عن رئيس الوزراء الإسرائيلي والقيادة السورية تشير الى أنهما يستعدان لحرب إقليمية، كما إعتبر الموقع أن تصريحات نتنياهو ومشاورات الجيش السوري من المعطيات التي تدعم إحتمال تفجر المواجهة العسكرية في الأسابيع والأشهر القادمة، وإذا حدث ذلك، فسيكون له أثر تحوّلي هام، سواء في إسرائيل أو سورية، ومن المرجح أن تكون حرب كهذه مدمرة وواسعة النطاق، وستشمل إسرائيل وسورية وإيران وروسيا وحزب الله .

على صعيد متصل تشير خارطة المنطقة وبحسب التقارير المختلفة إلى عمليات تنسيق من نوع آخر تجري في المنطقة، فالجماعات المسلحة المدعومة من الغرب تتلقى دعماً إستراتيجياً ولوجستسياً ذو أهمية كبيرة من مراكز التجسس الإسرائيلية المنتشرة في هضبة الجولان تساعدهم في معرفة أماكن ومواقع إنتشار الجيش السوري في المنطقة ومعارك درعا والجنوب السوري هي خير دليل على ما يجري هناك، فالمسلحين وبدعم إقليمي يحاولون إنشاء منطقة قوية لهم بالمعنى العسكري تكون مرتكزاً ومنطلقاً لهم للتأثير على العاصمة دمشق من الناحية الجنوبية بعد فشلهم في إحداث إختراق في جبهات الغوطة بجهاتها المختلفة، وعليه فالمنطقة تشهد تصعيداً عسكرياً خطيراً جداً إستطاعت القوات السورية من إفشاله، ناهيك عن تسهيل الأجهزة المخابراتية الإسرائيلية  لعمل هذه الجماعات والقيام بتمويلها ودعمها سراً لخدمة مصالحها وتحقيق أهدافها في سورية،  فاليوم تعمل إسرائيل على بلورة وتعزيز خطة لإستخدام اللاجئين السوريين لإقامة حزام أمني في جنوب سورية "منطقة آمنة" ، حيث يتجمّع فيها اللاجئون بمنطقة محمية  تُقام على عرض عشرة كيلومترات من شرق الحدود الإسرائيلية، وبطول عشرين كيلومتراً من القنيطرة جنوباً، مع إختيار اللاجئين المجمعين فيها جهازاً محلياً مستقلاًّ للحكم الديموقراطي.

وفي ذات  السياق أغارت مقاتلات إسرائيلية على مواقع عسكرية قريبة من القنيطرة  قبل أيام، وتعتبر هذه الضربة بداية حملة إسرائيلية أكثر شراسة تهدف الى الحفاظ على السيطرة الإسرائيلية في المنطقة، من خلال تدمير كافة الأسلحة وخصوصاً الصواريخ السورية، والتي تفيد معلوماتها الإستخبارية أنها ستصل لحزب الله اللبناني والذي يستخدمها لضرب مواقع إسرائيلية، كما تحاول إسرائيل إضعاف إيران وحزب الله في الداخل السوري، حتى لا يتمكنوا من شن هجمات عسكرية ضدها في لبنان، فإسرائيل بذلك تستغل الوضع القائم في المنطقة للقضاء على عدوها الرئيسي" محور المقاومة"، ويظهر حجم الاهتمام هذا، الخوف الاسرائيلي من وصول حزب الله إلى أقرب نقطة من شريط الفصل في الجولان، فهي تتابع عن كثب تواجد عناصر حزب الله في الجولان لسببين، الأول بسبب تهديدات الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله بالإنتقال للعمل ضد إسرائيل من الجولان، والثاني قيام حزب الله بإرسال مقاتلين في الشهور الأخيرة لتنفيذ عمليات ضد قوات الجيش الإسرائيلي في الجولان، لذلك  تعمل إسرائيل على وضع خطة عسكرية كاملة وحديثة لإجتياح جنوب لبنان وضرب حزب الله وشطبه عن خارطة التهديد، ومنعه من إعادة تسليح نفسه لسنوات طويلة.

في هذا السياق ستنجلي الأيام والأسابيع القادمة عن تداعيات هامة وكبيرة لهذه الحرب أهمها انحسار الهيمنة العسكرية الإسرائيلية على المنطقة لصالح توازن قوى جديد تفرضه سورية ومحور المقاومة، فهناك شرق أوسط جديد سيظهر، لكنه ليس وفق رغبات البيت الأبيض، وإنما وفق توازن القوى الجديد، كل هذه التطورات المتوقعة تشكل مفصلا تاريخيا يؤثر بصورة كبيرة على كل المخططات والسياسات الإسرائيلية- الغربية في المنطقة، وستدخل المنطقة في مرحلة تاريخية جديدة تهدد بقاء إسرائيل وقدرتها على الاستمرار في السيطرة على الثروات العربية، ولهذا فإن  مساعدة كل من إيران وحزب الله لسورية، بالإضافة إلى القوّة الصاروخية التي يمتلكها الجيش السوري والقادرة على ضرب أي مكان في إسرائيل، فضلاً عن قدراته الهجومية التي لا تزال في إرتفاع مستمر، ليس لمصلحة إسرائيل في فتح جبهة مع دمشق، ليصل الأمر بالمقابل إلى إعتبار أن سيناريو الحرب القادمة مع سورية سيكون الأخطر في تاريخ إسرائيل.

وأخيراً ربما أستطيع القول إن الحرب القادمة بين إسرائيل والجيش السوري ستكون مختلفة تماماً، وستؤلم إسرائيل أكثر مما حصل في حرب تشرين التحريرية، وستغير هذه الحرب الكثير من النظريات والعقائد العسكرية في العالم، فالجيش  السوري لن يفاجئ إسرائيل في حجم ترسانة صواريخه وتنوعها فحسب، بل سيفاجأها أيضاً بأسلوبه وجهوزيته القتالية على مستوى العدة والعديد، لذلك فإن إسرائيل يجب أن تَخْرُج مهزومة من حربها على سورية وهذه الهزيمة ستصبح حقيقة واقعية، وفي حجم "الهزيمة التاريخية"، لذلك لا بد من التوحد خلف إستراتيجية واضحة وثابتة ودائمة لفضح الإحتلال وعزله ومواجهته بكل أشكال المقاومة سواء كانت عسكرية أو إعلامية أو قضائية إلى أن يزول عن كامل الأرض العربية والمقدسات الفلسطينية.

[email protected]
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف