الأخبار
سرايا القدس تستهدف تجمعاً لجنود الاحتلال بمحيط مستشفى الشفاءقرار تجنيد يهود (الحريديم) يشعل أزمة بإسرائيلطالع التشكيل الوزاري الجديد لحكومة محمد مصطفىمحمد مصطفى يقدم برنامج عمل حكومته للرئيس عباسماذا قال نتنياهو عن مصير قيادة حماس بغزة؟"قطاع غزة على شفا مجاعة من صنع الإنسان" مؤسسة بريطانية تطالب بإنقاذ غزةأخر تطورات العملية العسكرية بمستشفى الشفاء .. الاحتلال ينفذ إعدامات ميدانية لـ 200 فلسطينيما هي الخطة التي تعمل عليها حكومة الاحتلال لاجتياح رفح؟علماء فلك يحددون موعد عيد الفطر لعام 2024برلمانيون بريطانيون يطالبون بوقف توريد الأسلحة إلى إسرائيلالصحة تناشد الفلسطينيين بعدم التواجد عند دوار الكويتي والنابلسيالمنسق الأممي للسلام في الشرق الأوسط: لا غنى عن (أونروا) للوصل للاستقرار الإقليميمقررة الأمم المتحدة تتعرضت للتهديد خلال إعدادها تقرير يثبت أن إسرائيل ترتكبت جرائم حربجيش الاحتلال يشن حملة اعتقالات بمدن الضفةتركيا تكشف حقيقة توفيرها عتاد عسكري لإسرائيل
2024/3/29
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

تركيا ..وتداعيات الانقلاب الفاشل..؟؟ بقلم طلال قديح

تاريخ النشر : 2016-07-22
طلال قديح *
عالمنا اليوم مليء بالمفاجآت ، حافل بالكثير من التناقضات، حنى إننا ننام على شيء ونصحو على شيء آخرمناقض له تماما، يثير الهلع، ويضاعف الخوف والفزع، وينزع من النفوس الأمل في مستقبل أفضل، وحياة أرغد..
ولكن، هيهات..هيهات، فما كل ما يتمناه المرء يدركه.. والحياة لا يدوم على حال لها شان.. من سره زمن ساءته أزمان.. يوم لك ويوم عليك..والعاقل من اتعظ بغيره وأعد للأمر عدته حتى لا يباغته، فيدفع الثمن غاليا من حياته وصحته.
وعليه، فإن ما شهدته تركيا، أخيرا، أذهل العالم كله، وأفاقه من غفلته، لم يتوقع الكثيرون أن يصل الحال بتركيا، الدولة القوية، والتي تملك جيشا يعد واحدا من أقوى جيوش العالم عدة وعتادا، وكفاءة واقتدارا- أن يصل إلى محاولة انقلاب يدبره قادة الجيش الذين يفترض أن يكونوا العين الساهرة لصيانة منجزات البلاد والعباد، ضد كل من تسول له نفسه العبث بالأمن والاستقرار، والنيل مما وصلت إليه الدولة التركية من مكانة، تتصدر بها العالم، بناء وعطاء في مختلف المجالات.
لكن الانقلاب فشل، وانقلب السحر على الساحر، ليجد الانقلابيون أنفسهم وراء القضبان مكبلين بالقيود والأغلال، يتجرعون غصص الفشل ويكابدون آلام السجن والاعتقال، منتظرين بقلق مصيرهم المنتظر أن يقرره أولو الأمر والقضاء، فضلا عن آلاف المعتقلين وآخرين مثلهم ، سرحوا من الجيش.
أصبحت الحوادث في تركيا مادة إعلامية مغرية تتنافس في نشرها كل وسائل الإعلام، وتلاحقها لحظة بلحظة لتبقى تحت أنظار العالم كله.
وكان لهذا الانقلاب تداعيات سلبية على مختلف الصعد محلية ودولية، أهمها إعلان حالة الطوارئ التى تتيح للمسؤولين الضرب بيد من حديد، كل الانقلابيين على اختلاف نزعاتهم ودرجاتهم، فحالة الاستقرار هي المقدمة على كل ما عداها، ليستمر البناء والعطاء، والأمن والاستقرار.
لا شك أن هذه الحالة الطارئة من عدم الاستقرار، أضرت بالاقتصاد التركي وأهمها الاستثمارات التي تضاءلت إلى حد كبير، وكذلك سعر صرف الليرة التركية الذي تناقص بشكل مخيف.
ويجب أن تتنبه تركيا لعلاقتها بجيرانها العرب، فتعزز التعاون معهم، وتتخلص مما فيها من سلبيات بما يخدم المصالح المشتركة ، وحسن الجوار، فلا مكان ولامجال معه لجماعات الإرهاب هنا وهناك، التي لا تأتي بخيرأبدان وهي سبب البلاء وأساس الداء.
كما أن العلاقة التركية بالاتحاد الأوروبي قد تناقصت كثيرا، حتى أعلنت تركيا على لسان وئيسها إردوغان أنها بصدد إعادة عقوبة الإعدام بحق الانقلابيين ،وهذا يؤدي حتما إلى خروج تركيا من الاتحاد الأوروبي الذي تربطها به علاقات قوية في مختلف المجالات. أضف إلى ذلك تقلص السياحة إلى تركيا والتي تدر على البلد دخلا كبيرا يرفد الاقتصاد وينميه، وربما كانت حال عدم الاستقرار في سوريا والعراق، كانت في صالح تركيا سياحيا،قبل الانقلاب، حيث يتدفق سنويا مئات الآلاف من السياح العرب طلبا للراحة والاستجمام والاطلاع على التراث الإسلامي الخالد الذي تزخر به المدن التركية.
ومجمل القول: إن تركيا أحوج ما تكون اليوم إلى تدارك الأمور بتأن وتدبر وحكمة للخروج بسلام من هذه الأزمة، لتستأنف دورها، دولة قوية، محليا ودوليا..ويجب أن تنهض من هذه الكبوة بأسرع ما يمكن، فلا مجال للتأجيل أو التسويف..فالوقت يمضي بسرعة ولا مجال لانتظار الجبناء المتخاذلين. لا بد أن تعود لتاريخها العريق الذي كانت فيه لقرون، دولة الخلافة الإسلامية العظمى ، وامتدت شرقا وغربا لتبلغ الأوج اتساعا وقوة ونفوذا وهيبة واعتبارا..؟؟ وتركت آثارا عظيمة ملأت الدنيا، تشهد لها بالاتساع وطول الباع..فهل يعيد التاريخ نفسه ، يا ترى.؟؟؟ الله أعلم.
*كاتب ومفكر عربي
20/7/2016م
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف