الأخبار
"عملية بطيئة وتدريجية".. تفاصيل اجتماع أميركي إسرائيلي بشأن اجتياح رفحالولايات المتحدة تستخدم الفيتو ضد عضوية فلسطين الكاملة بالأمم المتحدةقطر تُعيد تقييم دورها كوسيط في محادثات وقف إطلاق النار بغزة.. لهذا السببالمتطرف بن غفير يدعو لإعدام الأسرى الفلسطينيين لحل أزمة اكتظاظ السجوننتنياهو: هدفنا القضاء على حماس والتأكد أن غزة لن تشكل خطراً على إسرائيلالصفدي: نتنياهو يحاول صرف الأنظار عن غزة بتصعيد الأوضاع مع إيرانمؤسسة أممية: إسرائيل تواصل فرض قيود غير قانونية على دخول المساعدات الإنسانية لغزةوزير الخارجية السعودي: هناك كيل بمكياليين بمأساة غزةتعرف على أفضل خدمات موقع حلم العربغالانت: إسرائيل ليس أمامها خيار سوى الرد على الهجوم الإيراني غير المسبوقلماذا أخرت إسرائيل إجراءات العملية العسكرية في رفح؟شاهد: الاحتلال يمنع عودة النازحين إلى شمال غزة ويطلق النار على الآلاف بشارع الرشيدجيش الاحتلال يستدعي لواءين احتياطيين للقتال في غزةالكشف عن تفاصيل رد حماس على المقترح الأخير بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرىإيران: إذا واصلت إسرائيل عملياتها فستتلقى ردّاً أقوى بعشرات المرّات
2024/4/19
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

المرأة والفن والجمال.. من منظور فلسفي بقلم:مزمل موسى عبدالله سعيد

تاريخ النشر : 2016-07-22
..............
المهندس /مزمل موسى عبدالله سعيد
يكتب :
أولاً: المـــــــــرأة
البيئة المحيطة هي التي ساعدت في تشكيل الصورة المهترئة للمرأة.. وبالتقادُم نَمَت للمرأة حالة من عدم الثقة بشخصيتها، وَتَزَايَدَ إحساسها بالنظرة الدونية من قِبَل المجتمع، مما جعلها تتشبث بدور المشاهد والمستمع الجيد، تاركة التمثيل والمشاركة المجتمعية، فظهر ما يسمى بالمجتمع الذكوري.
........
نحن هنا- بصدد- إعادة الصورة الحقيقية الزاهية للمرأة.. الصورة ذات النسخة الأصلية التي خلقها الله بها.. مع إزالة الشوائب عنها وتنحية الملصقات الدعائية النفعية التي شوهت صورتها الحَسَنة فجعلتها كما السلعة تباع وتشتري . 
........
عند النظر إلى المرأة.. علينا أولاً تركيب الصورة المعنوية في الصورة الحسية.. بمعنى آخــــــــــر.. علينا النَّفاذِية من صورة الجسد إلى صورة العقل والروح.. وبذا نكتسب مهارة ترويض النفس على يقين (حضور الرقابة الإلهية).. مما يساعد على نمو الحس الأخلاقي توطيداً لعلاقتنا مع الإله الأزلي. 
........
فنحن في نهارات شهر رمضان تكون نظرتنا للمرأة.. نظرة معنوية إيجابية.. نظرة متعمقة في كينونة المرأة لاجسد المرأة.. وذلك لخوفنا وحرصنا أن يرانا الله في معصية ونحن نتقرب إليه بالصيام .. فنحن دعواتنا إلى تمديد صلاحية هذه النظرة الإيجابية للمرأة إلى أحد عشر شهر أُخريات.. فنكون أكملنا عاماً ونحن نحتضن النظرة الإيجابية للمرأة.. ويتسني لنا إستصحاب هذه النظرة الإيجابية إلى بقية العمر.. لننعم بحياة آمنة ومطمئنة ومتساوية الفرص والمشاركة لكلا الجنسين . 
........
فالنظرة المعنوية الإيجابية للمرأة، تعيد للمرأة هيبَتَهَا وتوازنها في المجتمع، وترفع مكانتها الاجتماعية، وتجدد ثقتها بنفسها.. فيتغيرُ الوصف من خادمة وجارية، إلى مشاركة ومبادرة ومثابرة ومتميزة فمُبدعة .. وبالتالي يترجل وصف المجتمع الذكوري بعيداً عن مجتمعنا المتماسك. 
......
إذاً.. حالما توفرت شروط النظرة المعنوية الإيجابية للمرأة كما أوضحناها أعلاه، فإن صورة المرأة التي تقف أمامنا أياً كانت متحجبة - متنقبة - عارية - راقصة ملهى.. تكون الصورة واحدة.. لأن المنظور والمنظار واحد.. وذلك لأننا قفزنا بأنفسنا من النظرة الغرائزية الدُّنيا إلى النظرة الأخلاقية العليا ..
........
ثانياً: الفن والجمـــــــــال
الجمال مستودَع ومُستوطِن في دواخلنا.. ليس مستورداً من الطبيعة.. فالله هو من أودَعَ الجمال في دواخلنا ووجدانياتنا.. فالطفل الرضيع يتأرجح يمنة ويُسرى معبراً عن رضاه وانسجامه مع ترانيم أمه.. وينفعلُ مع أيما لحن وموسيقى خاصةً إذا كان المُغَني طفلاً.. ونحن عندما تفرحنا (مشغولة يدوية).. نعبر عن جمالها بلهفة وتعبير عفوي قائلين: الله.. فهذا دليل على أن الله حاضر عند كل ماهو جميل.. فالله هو من خلق الجمال والحُسن والإبداع.. وهو الخلاق البديع. 
........
فالجمالُ صفة أودَعَها الله في النفس الإنسانية لخصائص وميزات تحتاجها النفس.. فالنفسُ الإنسانية عندما تضيق ذرعا بعالم الحواس تسعى تلقائياً للبحث عن مُتَنَفَّس ومُتَنَزَّه، فتصعد درجاً يوصلها لعالم اللامحسوس الواسع فتشبع رغباتها ونزعاتها وانفعالاتها، سواءا بالاستغراق والتأمل في صنع الله.. أو الانغماس في إتصال متواصل مع الله.. أو المشاركة في رحلة استكشاف لجماليات لوحة تشكيلية.. أو الإستمتاع تسفارا مع جميل اللحون والموسيقى.. أو التعبير عن تلك الحالة المزاجية بريشة رسام.. أو السباحة بين سطور رواية.. وهكذا .. 
فتشعر النفس بعد هذا التسفار الميتافيزيقي الممتع.. تشعر بالراحة النفسية والسكينة والطمأنينة .. فتشحذ طاقة روحية تساعدها مع مستلزمات وواجبات العالم المادي.. وهكذا .... 
........
فالكبت المعنوي لهذه الجماليات وعدم تفعيل الطاقة الجمالية التي أودعها الله في دواخلنا ووجدانياتنا يعود بأضرار وأمراض نفسية جسيمة تقع على النفس الإنسانية متمثلة في اضطرابات نفسية ووجدانية تصل لدرجة الاكتئاب النفسي.. وبذا تفقد النفس بوصلتها في تحديد رغباتها ومساراتها فتكون تائهة غير مستقرة تميل إلى حالة الجنون . 
.........
عقل الفرد المسلم المعاصر تطور بعامل الزمن واكتسب المهارات والقدرة على تمييز الأشياء .. فالمسلم في زمن الجاهلية كان يُخْشَى عليه من الفتنة والافتتان بالأصنام والتعلق بها أُسْوَةً بِعَبَدتها المشركين .. فصدرت أوامر بكسرها وتهشيمها.. ذلك لأن المسلم وقتها يمتلك عقلية توحيدية محدودة النطاق وذات أفق روحي ضيق. 
أما المسلم المعاصر اليوم فتطور ونضج عقلياً لدرجة أنه ماعاد تؤثر فيه صورة حجر منحوت.. بل وصل لقناعات وكماليات إيمانية أن الله هو خالق الحجر وخالق الجمال ..
حسنـــــــــــاً.. بتنزيل نظريتنا الفلسفية أعلاه بما يخص النظرة المعنوية الإيجابية للمرأة.. دعونا نعمل على تنزيل ذات النظرية الفلسفية بالنسبة للجماد .. ولنختار منحوتة خشبية على هيئة غزالة.. حسناً.. دعونا نركب الصورة المعنوية في الصورة الجسدية التي أمامنا.. أي بمعنى أن نتخيل أن المنحوتة كأنما غزالة مخلوقة حية تتنفس.. لحظتها سنعبر انفعاليا تلقائياً بقولنا: الله.. وذلك لإيماننا الكامل أن الله هو خالق الغزالة .. 
حسنـــــــاً.. جــــــيد.. دعونا نركب الصورة الحسية في الصورة المعنوية.. عندها سيظهر إعجابنا بالفنان النحات بقولنا: ماشاء الله .. وذلك لأننا نؤمن أن الله هو الذي وهب ملكة الإبداع لهذا الفنان المبدع كيما يبدع في نحت هذه المنحوتة الخشبية.
إذاً في الحالة الأولى 
عند تركيب الصورة المعنوية في الصورة الحسية .. نسبنا الجمال إلى الله تعالى. 
وفي الحالة الثانية :
عند تركيب الصورة الحسية في الصورة المعنوية .. نسبنا الجمال للفنان المبدع .. وكلنا يقين أن الله هو من وهب الجمال والإبداع للفنان كيما يبدع ونستمتع بجميل إبداعاته. 
........
وللعلم.. أنه يمكننا التعامل مع المرأة بكلا الحالتين أعلاه.. فالحالة الثانية أكثرُ تعقيداً لأنها تتطلب شحنات إيمانية قوية لطرد الشهوانية الغرائزية.. وهذه لا يجيدها إلا من اتصل بحبل من الله متين .. فالحالة الثانية هذه لنظريتنا الفلسفية (تركيب الصورة الحسية في الصورة المعنوية) أجادها نبينا الأكرم عندما كان يقبل السيدة عائشة وهو صائم .. 
.......
وأخيراً .. 
آن للمرأة أن تردد بالصوت العالي: 
وداعاً .. للشعور بالدونية والتَّبَعِيَّة. 
وداعاً .. للتمييز العنصري والجنسي .
وداعاً .. للمقاعد المخصصة للنساء في المواصلات والمطاعم وعيادة الأسنان .
وداعاً .. للذين أرادوا لنا أن نرتدي خياماً سوداء كالدُّمَى وسط الصحراء ..
وبذا.. تدخل المرأة المجتمع المدني بكامل الثقة بالنفس، مع إحساس المساواة مع الرجل، فتنال أعلى المراتب الوظيفية وأسمى ألقاب الدرجات العلمية، وذلك بالإستعانة بنظريتنا الفلسفية التي تنشد النظرة الإيجابية الأخلاقية للمرأة.. وتَنْهَى عن النظرة الغرائزية الشهوانية الدونية للمرأة. 
وذات النظرية الفلسفية تسمح للفرد المسلم المعاصر بالتعلق بالجمال والتحليق مع الجمال.. فيصبح إنساناً سوياً منتجاً لا مستهلكاً .. مستقلاً لا تابعاً.. متحرراً من (الإنغلاقية الفكرية) التي أراد أصحاب (اللافتات الإسلامية)* أن ينغمس فيها.
......
إذاً وفقاً لنظريتنا الفلسفية أعلاه.. آن لمجتمع (المسلم المعاصر) أن يتحلحل من رِبَاط الجهل والتخلف الذي وضعته اللافتات الإسلامية في كلتا يديه . 
آن لمجتمع المسلم المعاصر أن يحترم كينونة المرأة واستقلاليتها.. وأن يرقى بالذائقة السمعية والبصرية.. فيُجَمل منزله ومدينتُه بالمخطوطات والنقوشات والرسومات والمنحوتات.. وصولاً لمرحلة الإبداع اللامتناهي فكراً وتطبيقاً. 
.......
*اللافتات الإسلامية: تشمل كافة المدارس الإسلامية بكل مسمياتها وتفرعاتها.
.............................................
ولله الحمد والمنة.. كما له الحمد منا

[email protected]
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف