الأخبار
"عملية بطيئة وتدريجية".. تفاصيل اجتماع أميركي إسرائيلي بشأن اجتياح رفحالولايات المتحدة تستخدم الفيتو ضد عضوية فلسطين الكاملة بالأمم المتحدةقطر تُعيد تقييم دورها كوسيط في محادثات وقف إطلاق النار بغزة.. لهذا السببالمتطرف بن غفير يدعو لإعدام الأسرى الفلسطينيين لحل أزمة اكتظاظ السجوننتنياهو: هدفنا القضاء على حماس والتأكد أن غزة لن تشكل خطراً على إسرائيلالصفدي: نتنياهو يحاول صرف الأنظار عن غزة بتصعيد الأوضاع مع إيرانمؤسسة أممية: إسرائيل تواصل فرض قيود غير قانونية على دخول المساعدات الإنسانية لغزةوزير الخارجية السعودي: هناك كيل بمكياليين بمأساة غزةتعرف على أفضل خدمات موقع حلم العربغالانت: إسرائيل ليس أمامها خيار سوى الرد على الهجوم الإيراني غير المسبوقلماذا أخرت إسرائيل إجراءات العملية العسكرية في رفح؟شاهد: الاحتلال يمنع عودة النازحين إلى شمال غزة ويطلق النار على الآلاف بشارع الرشيدجيش الاحتلال يستدعي لواءين احتياطيين للقتال في غزةالكشف عن تفاصيل رد حماس على المقترح الأخير بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرىإيران: إذا واصلت إسرائيل عملياتها فستتلقى ردّاً أقوى بعشرات المرّات
2024/4/19
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

اللواء ماجد فرج .. الشخص والتاريخ "أرجوكم كفى"بقلم اللواء د. محمد المصري

تاريخ النشر : 2016-07-22
اللواء ماجد فرج .. الشخص والتاريخ

"أرجوكم كفى"

اللواءد. محمد المصري

أراني مندفعاً وبقوة إلى الكلام عن أخي وصديقي وزميلي اللواء ماجد فرج ، ليس من منطلق التحمس العاطفي أو التعصب المهني أو الفزعة العشائرية ، ليس هذا كله ، إنما سبب كلامي يعود إلى أن هذه العاصفة التي تدور في فنجان ، إنما تهدف ضمن أمور أخرى إلى تجريد السلطة الوطنية من شرعيتها ، من خلال تجريد رموزها وشخوصها من مناقبها الشخصية والمهنية في آن معاً ، وتهدف فيما تهدف أيضاً إلى تدمير وابتزاز المؤسسة وإشغال الناس وإشعال الفتن وضرب المنجز وخلخلة المشروع واستبدال الأعداء وتغيير الأصدقاء .

هذه العاصفة التي تدور في فنجان ليس إلا ، تستهدف اللواء ماجد فرج ، لأن الرجل لا يمثل نفسه ولا شخصه بقدر ما يمثل المصلحة الوطنية – حتى لو اختلفنا حول تعريف هذه المصلحة ومداها وعمقها وحجمها – ولكن الرجل شئنا أم أبينا ، يمثل مصلحة الفلسطينيين ضمن السقوف التي يعرفها الجميع ، بكلمات أكثر وضوحاً ونصاعة وإيلاماً أيضاً ، فإن الرجل يقود جهازاً أمنياً يقع عليه بالذات أن يمشي بين الهوامش الضيقة والحفر العميقة والأشواك الكثيرة ، والمطلوب منه أن لا يتعثر ولا يخسر ولا يُدمِر أو يُدمَر ، مطلوب منه أن يقود أعقد عملية تنفيذية في بحر هائج مليء بقيود الاتفاقات ، وعشرات الالتزامات والحسابات والتوازنات ، مطلوب منه أن يبقى فلسطينياً حتى النخاع ، رغم كل المضايقات والضيق ، ومطلوب منه أن يتحرك ضمن أعقد واقع جيوسياسي يمكن لرجل أن يتخيله ، مطلوب منه أن يخترع معادلة بالغة الدقة والقوة والهشاشة في آن معاً ، ليحفظ أمن الفلسطينيين ما استطاع ، وليحفظ أمن الإقليم ما استطاع أيضاً ، ماجد فرج ليس مجرد ضابط مخابرات عادي ، بل قُدّر له أن يتسلم هذا الموقع في الأراضي الفلسطينية المحتلة ، حيث كل شيء مرتبك ومرتجل ويحدث للمرة الأولى ، وحيث كل شيء يُصنع للمرة الأولى ، يُصنع حسب التجربة ، والصواب والخطأ ، والاجتهاد الشخصي ، والمحاذير والمصائد والأفخاخ والألغام .

بهذا المعنى ، فإن ماجد فرج معرض لكل أنواع القذائف والرصاص والحجارة من أطراف كثيرة ومتعددة ، تريده أن يفشل ، ليس كشخص ، وإنما كموقع ، وتريد له أن يسقط ، ليس كشخص ، وإمنا كتجربة ، وتريد له أن يغيب ، ليس كشخص ، وإنما كمرحلة تاريخية يصنعها الشعب الفلسطيني ، صواباً كانت أم خطأ ، وبالمناسبة ، فإن التاريخ لا يعود إلى الوراء ، بمعنى أن تجربة السلطة الوطنية الفلسطينية تجربة تاريخية ستراكم وتنجز ، بغض النظر عن التقييم أو التقويم ، ومــاجد فرج أحد رموز هـذه المرحـلة ، ولهذا فإن الكلام له أو ضده لا يعنــي شخصه أبداً .

ومعنى هذا الكلام أن الرجل في موقفه ، وبما يمثل من مصلحة ، وما يرمز إليه من تاريخ ، وما يؤديه من فعل ، بهذا الاتزان وبهذه الثقة وبهذه الرؤية ، إنما يؤدي ما عليه من واجبات وطنية ، أضاف ويضيف إليها من رؤيته المهنية وتاريخه الشخصي الناصع ، وأن تضخيم أخطائه – إن وجدت – أو فهم بعض تصرفاته – بهذا الشكل أو ذاك – إنما تعني المساس العمد والإساءة العمد أيضاً إلى تجربة شعب بكامله ، فالاختلاف بين الأحزاب والفصائل ليست شيئاً جديداً في تاريخ الحركة الوطنية الفلسطينية ، ولكن الغريب أن ينحدر الكلام إلى حضيض لا يهدف إلا دفع التجربة كلها إلى الحضيض .

وبهذا المعنى أيضاً ، فإن العاصفة التي تدور في فنجان ، وضمن أمور أخرى ، قد تكون مدفوعة الأجر ، مما يجعلها أرخص من أن تناقش أو أن تكون بوقاً لآخرين أو أن تؤدي دوراً أو أدواراً ضمن مؤامرة أكبر وأعم ، كائناً ما كان الأمر ، فإن الحديث يدور حول رجل فريد يقود جهازاً في أضيق الظروف وأصعب اللحظات ، وعلى الرغم من كونه يخص سلطة ضعيفة وشعباً محاصراً ، إلا أن المطلوب منه إقليمياً وعالمياً قد ينوء به أعرق الأجهزة الأمنيةوأقواها ، ورغم كل ذلك ، فإن ماجد فرج – ورغم كل ما يحيط به – إلا أنه يعبر عن توجهات رئيس منظمة التحرير الفلسطينية ، ويمثل مصالح الفلسطينيين ، ويتفادى بما لديه من خصائص ومزايا ، كل الألغام وحبات المطر في آن معاً .

أما بالنسبة للصديق الصحفي ناصر اللحام ، فإن من تابعه ويتابعه في مقالاته وتغطياته الصحفية ، سيعرف أن المثقف لا يمكن أن يكون إلا نظيفاً من كل الأدران ، إن مقالات ناصر اللحام – لوضوحها وانتمائها ودقتها – تحولت إلى أناشيد يرددها شعبه، حيث كان دائماً وخاصة إبّان الحرب على غزة ، يمثل الإعلام الحربي المقاوم ، كما أن أهلنا بغزة يستمدون المعنويات من طلته على الشاشة ، وكفى بذلك شهادة للحام وقلمه وقلبه .. أرجوكم كفى !!
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف